
نزار السيسى
مصر للعرب كاللؤلؤ المكنون
مصر هى عروس الشرق ولؤلؤة العالم المتوسط، فهى بموقعها الفريد فى قلب الوطن العربى تنفرد بالضخامة فى الحجم فهى تمثل ثلث العرب فهى الدولة الأولى بين العرب، ولكنها لا تستمد ثقلها من حجمها فقط بل من تجانسها الشديد، فوحدتها الجنسية واللغوية مطلقة وشعبها الأصيل لا يعرف تشييعًا ولا تشرذمًا طائفيًا ولا تنادى بقبلية.. لذا فمصر هى مركز الثقل الطاغى وقطب القوة فى العالم العربى، فوجود مصر محسوسا بقوة فى كل أرجاء الوطن العربى، فمصر تمثل النموذج الذى يترسمة العالم العربى فى تطورة السياسى والاجتماعى وبهذا فقد تحتم على مصر مسئولية الدفاع عن العروبة وحمايتها، حيث إنها لم تعش حياتها فى عزلة عن المنطقة المحيطة بها ،بل هى دائما ثؤثر فيما حولها وتتأثر بة كما يتفاعل الجزء مع الكل.. وتلك حقيقة ثابتة مؤكدة منذ العصر الفرعونى حتى وقتنا هذا، فقد قام الشعب والجيش المصرى بأعظم الأدوار دفاعا عن الحضارة والإنسانية والعروبة فقد تحمل ببسالة منقطعة النظير مسئوليات حاسمة لصالح المنطقة بالكامل وجعل من أزهره الشريف حصنا للمقاومة ضد كل عوامل الضعف والتفتت والرجعية باسم الدين وعلم وصدر الاسلام الوسطى السمح للعالم كله.
وإن من أبرز ما يميز مصر موقعها الجغرافى الممتاز الذى يجعل مكانها كالقلب فى الجسم، فمصر همزة الوصل بين آسيا العربية وإفريقيا العربية وإن كان البعض يراها تجمع بين المشرق والمغرب فإنها هى التى قدمت المغرب العربى ألى المشرق العربى تاريخيا وجغرافيا، فعندها وحدها تلتحم ذراعا العروبة فى إفريقيا (المغرب والسودان) بالحلقة التى تطوق المشرق العربى، كما أنها بمثابة نقطة الإلتماس والإلتحام بين الهلال الأسيوى الخصيب والهلال الإفريقى الأكبر حجما وقطرا فهى واسطة العُقد . كما أنها ملتقى العرب ومجمع الأسرة العربية وأحيانا ملجأً وملاذاً وخط دفاعي أخيرا للتراث العربى.. وفِى جميع الحالات والعصور كانت مصر ولا تزال منبرا للعروبة.
مصر هى جزيرة عربية يحيط بها العرب من جميع الاتجاهات فلا حدود لها مع غير العرب، وهذا العمق الجغرافى لم يمنحها الأمن والسلامة الاستراتيجية فقط بل جعلها على مر التاريخ تتعامل وتتفاعل مع العرب.. فمصر وحدها تنفرد بأنها تتصل بالعالم العربى من ثلاث جهات برا بالسودان وتواجهه من جانبين بحرا الشام والجزيرة العربية ولهذا فإن مصر هى (جزيرة العرب) سياسيا وقوميا.. ومن هنا فإن مصر تزداد مع التاريخ عروبة.. وعروبتها تزداد كثافهً وعمقاً فهى كالبناء الشامخ فى الجسم العربى يرى فيها كل عربى بأنها (موطنه الثانى)، فإن مصر فى العالم العربى كالقاهرة فى مصر …
وهذا ما يفزع الطامعين فى ثورات العرب وأعداء العروبة من الغرب ولذلك فقد تولد لديهم العداء لمصر فهى فى نظرهم الهدف النهائى لسهامهم ومؤامراتهم وضرباتهم، فإنها بوحدتها للعرب تمثل خطرا داهما عليهم وعلى مصالحهم فى المنطقة .
حفظ اللة جمهورية مصر العربية لشعبها وللعرب، وأعان اللة قيادتها السياسية على تحمل أعباء كل هذا، وأنار اللة عقول العرب كافة بضرورة الإيمان بحجم مصر وأهمية مصر لإرساء الأمن والأمان فى الوطن العربى كله.