الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبو هريرة

أبو هريرة

 أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر الدوسى، وكان يعرف فى الجاهلية باسم عبد شمس بن صخر، وعرف بأبى هريرة لأنه كان يرعى الأغنام وهو صغير مع هرته الصغيرة التى كان يحتفظ بها فى الشجر ليلاً، حيث كان يعطف عليها، ويرعاها، ويطعمها، ولد فى عام 19هـ فى قبيلة دوس باليمن، وأسلم فى السنة السابعة من الهجرة عندما كان فى الثامنة والعشرين من العمر، ثم هاجر الى المدينة وقت غزوة خيبر. عرف أبو هريرة بكثرة روايته للحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم، وبملازمته له، حيث صاحبه لمدة ثلاث سنوات، ولم يفارقه أبداً، وروى عن أبى هريرة 800 صحابى وتابع، من بينهم الإمام أحمد بن حنبل، والإمام مالك بن أنس، مما يدل على كثرة حفظه للأحاديث، كما كان من القراء المشهورين الذى حفظوا القرآن الكريم، وعلموه للآخرين، حيث كان محباً للعلم، وكان طلابه يقبلون عليه، وعرف أيضاً بأخلاقه الحميدة، حيث كان متواضعاً، وبقوة ذاكرته، وعدم قدرته على النسيان، وبمحبته للنبى صلى الله عليه وسلم، ولآل بيته، كما عرف بعطفه الكبير على الحيوان. كان أبو هريرة شديد الفقر، حيث كان يربط على بطنه حجراً من شدة الجوع، وفى أحد الأيام خرج وهو جائع، فمر به أبو بكر، فسأله أبو هريرة عن تفسير آية ما، ففسرها له، وانصرف، علماً بأن أبا هريرة يعرف تفسيرها، إلا أنه أراد منه أن يصطحبه لبيته ليطعمه، فمر عليه عمر بن الخطاب، وفعل معه كما فعل مع أبى بكر، إلا أنه رد عليه كما رد أبى بكر، وانصرف، فمر على رسول الله، فعلم ما يرد، وأخذه إلى بيته، فوجد لبناً فى قدح، فقال: من أين لكم هذا؟ قيل: أرسل به إليك. فقال النبى: 



أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة؛ فادعهم، فحزن أبو هريرة، وقال فى نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومى وليلتي، ثم قال فى نفسه: لا بد من تنفيذ أمر الرسول، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال فى نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لى فى القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي، فقال له النبي: أبا هر، خذ فأعطهم، فقام أبو هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق فى القدح إلا شىء يسير، فرفع النبى رأسه وهو يبتسم وقال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: فاقعد فاشرب، قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: اشرب. فشربت، فما زال النبى يقول لى اشرب فأشرب حتى قلت: والذى بعثك بالحق ما أجد له مساغًا، فقال النبى: ناولنى القدح فأخذ النبى القدح فشرب من الفضلة.

 شهد أبو هريرة العديد من الغزوات مع النبى صلى الله عليه وسلم، وشهد جميع الغزوات فى عهد الخلفاء الراشدين، حيث شهد حرب الردة مع أبى بكر، وحرب مؤتة مع المسلمين، وعرف بموقفه من الفتنة الكبرى، حيث اعتزلها، ولم يلابسها. تولى أبو هريرة إمارة البحرين فى عهد عمر بن الخطاب، وكان نائباً لمروان بن الحكم على المدينة، وأميراً عليها فى حال غيابه، وكان ناصحاً للآخرين، حيث يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، فقد عاش لا يبتغى شيئاً من الدنيا غير رضا لله، وحب عباده المسلمين. توفى أبو هريرة فى عام 57هـ، أى فى عام 676م فى المدينة المنورة عن عمر يناهز 87 عاماً، ودفن فى البقيع.ذكر الذهبى فى ترجمته لأبى هريرة فى كتابه «سير أعلام النبلاء» أن أحاديث أبى هريرة بلغت فى مسند بقى بن مخلد 5374 حديثا، اتفق البخارى ومسلم على 326 حديثا منها، وانفرد البخارى بـ 93 حديثًا، ومسلم بـ 98 حديثًا.