الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصراع الكونى (أردوغان والتدخل الليبى)

الصراع الكونى (أردوغان والتدخل الليبى)

لقد اصبح الصراع على السيادة الكونية والسيطرة على العالم أجمع للتحكم فى موازين العالم بقوة وبطش صراعا واضحا بأساليب متنوعة ومناهج مدروسة وخطب شاملة، ولقد اصبح هذا الصراع اسلوبا تتجه إليه بعض الدول وتنفق فية الوقت والمال وتبذل الجهد وتجتهد فى التخطيط. لهذا بدأ المجتمع الدولى يتجه الى حلبة الصراع المعلن مرة وفى الغرف المظلمة مرات، لأن الغلبة والبقاء فية للأقوى ولقد أسرفت بعض الدول فى توفير ادوات البطش ووسائل الفتك وإثارة الخوف والذعر مسخرة كل دولة امكانياتها لذلك. ولهذا نجد بعض الدول تغتصب دولاً غيرها، طمعاً فى ثروتها فتقوم بأعمال قسرية إرهابية لتحطيم  قوتها وامتصاص دمائها وطحن عظامها، وما نعيش فيه من التدخل التركى فى الازمة الليبية بالاتفاق مع حكومة الوفاق الوطنى الليبى بقيادة فائز السراج أقرب مثال على هذا الاغتصاب ومحاولة خلق نفوذ تركى بالداخل الليبى حيث تسعى تركيا بتدخلها العسكرى داخل الأراضى الليبية لعدم سقوط حكومة الوفاق لانها هى المنفذ الوحيد لها لبدء التنقيب عن النفط والغاز فى المياة الليبية لإنهاء أزمة الطاقة التركية، كما أنها تسعى لاستغلال الموقف لمحاولة بناء الخلافة العثمانية من جديد من ليبيا بعد السيطرة عليها بعد أن فشلت فى مصر على أيدى شعبها بالقضاء على الاخوان المسلمين، وخاصة بعد قرب انتهاء معاهدة لوزان عام ٢٠٢٣، وهى لذلك تحاول إسقاط الفريق حفتر للاستيلاء على ليبيا كلها بالإضافة إلى وضع قدم للمزاحمة فى غاز شرق المتوسط وعرقلة خط (إيست ميد) الذى سيجعل من اليونان معبر غاز إلى أوروبا وبالتالى سيكون منافسا للمعابر التركية، بالإضافة أنها باحتلالها ليبيا ستكون هى البوابة الاقتصادية إلى قلب إفريقيا، ولن تنسى تركيا رفض الاتحاد الأوروبى قبول انضمامها اليه فلذلك فانها سوف تستغل قرب المسافة الليبية من جنوب أوروبا  لتسفير مجاهدين وإرهابيين كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبى. 



لذا لابد من نزع مخالب أردوغان فى ليبيا، حتى تنكسر عنجهيته وتكبره للأبد وتحجيم الدور التركى وما ورائه ورفع يده عن أراضينا العربية وحقن الدماء العربية وحفظ الثروات العربية لشعوبها.. لهذا فإن مصر العظيمة تتصدى لكل الغزاة والخونة والمعتدين ليس فقط من أجل حدودنا ولكن لحماية ليبيا الحاضرة الآن ولمنع مطامع تركية أخرى.