الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ضفادع وعقارب

ضفادع وعقارب

دورين كايز كاتبة أمريكية من أصل لبنانى لها كتاب يحمل اسم ضفادع وعقارب رصدت فيه بدقة شديدة طبيعة علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع الآخرين، تقول الكاتبة كان هناك ضفدع وعقرب على حافة نهر طلب العقرب من الضفدع أن يحمله على ظهره إلى الطرف الآخر من النهر فرفض الضفدع فى بداية الأمر، متعللا بأنه يخشى من العقرب عندما يحمله فيستغل الفرصة ويقوم باللدغة فيقتله، ولكن العقرب رد بدهاء شديد مستغلاً براءة الضفدع أنه إذا حدث هذا فسيموت كلانا وهو ما جعل الضفدع فى النهاية يقتنع بمنطق العقرب ويبتلع الطعم ويوافق على حمله على ظهره ولكن كانت المفاجأة عندما قام العقرب فى منتصف النهر بلدغ الضفدع، وفى أثناء هذه النهاية الدرامية المأساوية نظر الضفدع إلى العقرب بنظرة ممزوجة بالحزن والتعجب سائلا العقرب لماذا فعلت ذلك فبادره العقرب قائلا عفوا يا صديقى هذه هى عادتى.. فى هذه الدراما أمريكا تمثل دور العقرب بينما يمثل الضفدع كل المتعاملين معها القصة فى النهاية تؤكد أننا دائما ننسى أن أمريكا لا تتعامل إلا بلغة المصالح.. فى الحقيقة أسباب خوض هذا الموضوع فى هذا التوقيت بالذات يعود الى كون هذا الموضوع أصبح مثارا على كافة المستويات سواء النخبة أو العامة فى الشعوب العربية، فيما يتعلق بهذا الصمت الغريب اتجاه موقف الدول العظمى فى مواجهة الازمة الليبية فى وجود الغزو التركى، وخاصة إذا وضعنا فى الاعتبار معرفتهم الكاملة لما يحويه هذا الغزو من أهداف استعمارية دنيئة.. بل الملفت للنظر أن كل المواقف غير المعلنة تؤكد وجود شبه إتفاق ضمنى وتبنى لهذا الغزو، وهو أمر أصبح واضحاً وجليا وضوح الشمس فصمت المجتمع الدولى إزاء غزو كل هدفه نهب موارد ليبيا والتدخل لفرض واقع سياسى على شعبها والسيطرة على حقول البترول والدليل عدم الوقوف عند خط مصراتة ومحاولات غزو الهلال النفطى فى سرت والجفرة هذا من الناحية الاقتصادية، أما الهدف السياسى يكمن فى السيطرة على الشمال الافريقى لنشر الإسلام المتطرف وتثبيت دعائم جماعة الإخوان، وهو ما يوضحه محاولاتهم عرقلة أى مسار سياسى أو سلمى.



وتكمن الاجابة عن أسباب الصمت المريب للمجتمع الدولى كون ليبيا أصبحت فريسة يجب اقتسامها ونيل كل طرف نصيبه من الكعكة.

سواء من النفط أو إعادة الأعمار.

أما الأهداف الأكثر خبثا تكمن فى جعل ليبيا محطة رئيسية لتصدير الإرهاب إلى دول الجوار وزعزعة استقرار هذه الدول لاستنساخ النموذج السورى والعراقى بهدف خدمة الهدف الصهيونى وهو هدف أجهزة وعى القيادة السياسية المصرية بوعى وهدوء قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى ووعى الشعب المصرى الذى يقف حصنا لقائده.. وهو ما جعل الجميع يعيد حساباته من جديد.. ويبقى فى النهاية بعدما تخرج مصر رافعة بالنصر أن تعى جيدا ونحن نعيد تقييم هذه المرحلة

أن الماء البعيد لايطفئ الحريق القريب