الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسائل مبارك للشعب الإسرائيلي
كتب

رسائل مبارك للشعب الإسرائيلي




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 20 - 09 - 2010


لا يصنع السلام إلا القادة الأقوياء


(1)


- «الاستيطان لا بد أن يتوقف بعد 26 سبتمبر، ولو استمر البناء الفلسطينيون سوف ينسحبون».. كانت تلك هي الرسالة الأولي التي وجهها الرئيس مبارك للشعب الإسرائيلي، ولرئيس الوزراء نتانياهو.


- خرجت كلمات الرئيس حادة وقوية، وكأنها طلقات رصاص في وجه من يزهقون روح السلام، بخبرة وحنكة القائد الذي خاض الحرب وانتصر فيها، والمفاوض الذي لم يفرط في شبر من أراضيه.
- المستوطنات لن تحقق الأمن لإسرائيل، ولكنها تجهض المفاوضات وتضيع فرصة ذهبية قد لا تأتي مرة ثانية، وهي المسمار الذي يدقه نتانياهو في نعش السلام، ولا يجب أبداً الاستسلام له.
(2)
- «أبومازن قادر ولكن لا تعقدوا له الدنيا وتقولوا سنستمر في الاستيطان».. الرسالة الثانية ومضمونها أن مصر لن تترك الشعب الفلسطيني ولا الرئيس أبومازن وحده، مصر معه حتي تحقيق السلام.
- خاطب الرئيس عقول الإسرائيليين وهو يقول لهم إن استمرار بناء المستوطنات معناه أن الفلسطينيين لن يجدوا أرضاً يقيمون عليها دولتهم، حينما يتوصل الطرفان إلي اتفاقية سلام.
- نبه الرئيس - أيضاً - إلي خطورة التسويف والمناورات بالإعلان عن وقف بناء المستوطنات لفترات مؤقتة، تكون كالسيف المسلط علي رقبة المفاوضات ولا تساعد الأطراف المعنية علي تهيئة الظروف لمفاوضات مثمرة.
(3)
- «الموضوع يحتاج لقرارات صعبة، ولا يأخذ القرارات الصعبة إلا القادة الأقوياء»، وأمام المفاوضين تجربة السادات وبيجن، حتي شارون صاحب السمعة السيئة، كان قوياً وقادراً علي اتخاذ القرارات.
- العرب لا يتسولون السلام ولا التسوية، ولن يقبلوا حلولاً تنتقص من حقوقهم التاريخية، خصوصاً القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
- جرعة من الأمل والتفاؤل قدمها الرئيس للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي حين أكد أن نتانياهو وأبو مازن يريدان السلام، ولكن هناك قرارات صعبة لابد أن تتخذ.
(4)
- «العلاقات المصرية الإسرائيلية ستصبح دافئة عندما نصل لحل القضية الفلسطينية».. وبعبارة أخري السلام الكامل في مقابل التطبيع الكامل حينما تشعر كل شعوب المنطقة بأهمية السلام.
- رغم ذلك وردت في حديث الرئيس عبارات في مواقع مختلفة تؤكد حرص مصر علي التزامها بالسلام طوال الثلاثين عاماً الماضية، مشيراً إلي أن رجال الأعمال «رايحين جايين».
- لم يترك الرئيس فرصة واحدة للمزايدة حول رغبة العرب في السلام وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولكن لن يتحقق ذلك إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
(5)
- الرسالة الأخري المهمة من الرئيس للشعب الإسرائيلي هي: «لا يوجد أحد يضمن حدوده مائة في المائة».. فالسلام لا يتحقق باحتلال أراضي الغير، واغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
- إسرائيل لن تحقق أمنها بوضع قوات إسرائيلية في منطقة غور الأردن، فالفلسطينيون لن يقبلوا ذلك، لأنه يعني إقامة دولتهم تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
- تتذرع إسرائيل بعدم قدرة قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان علي حماية حدودها، ولكن لا يمكن أن يكون ذلك مبرراً لاستبدال الاحتلال باحتلال آخر يستمر ستين عاماً أخري.
(6)
- «نريد المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل سواء إيران أو إسرائيل».. وسد الرئيس مبارك بهذا الرد الحاسم علي كل محاولات المذيع الإسرائيلي للصيد في الماء العكر.
- لا يمكن أن تنطلي علي العرب حيلة إسرائيل الساذجة التي تحاول أن تقنع بها العالم، بأن قدرات إيران النووية خطر علي المنطقة والعالم، بينما سلاحها النووي لا يمثل تلك الخطورة.
(7)
- أراد مراسل التليفزيون الإسرائيلي أن يثير سؤالاً حول صحة الرئيس، فرد عليه «امسك الخشب»، وليت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تضع في عينيها فص ملح ولا تثير هذه الشائعات.
- لعل المراسل تأكد أن صحة الرئيس والحمد لله علي خير ما يرام وأن لياقته البدنية والذهنية ظهرت في إجاباته السريعة والحاسمة علي أسئلة تصور المراسل أنها محرجة.
- إنه مبارك الذي يعرف جيداً ويلات الحروب، وأيضاً السلام الذي يحقق مصالح الشعوب، لكنه سلام الأقوياء العادل والدائم، الذي ينزع فتيل الانفجار من منطقة تعيش علي فوهة التوتر.


E-Mail : [email protected]