الخميس 11 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحلم لا يبدأ من هنا

الحلم لا يبدأ من هنا

فى السنوات الأخيرة تحولت الثانوية العامة من مرحلة دراسية يتخطاها الطالب ومرحلة أكثر تأهيلا وتطورا فى مساره العلمى إلى فوبيا وخوف وهلع وتوتر وكابوس ضخم يقف عقبة أمام تحقيق أحلام وطموحات أسرته أو طموحاته هو شخصيا.



 

فما يحدث فى الثانوية العامة ليس وليد اليوم من جانب الطالب نفسه بل هى تراكمات متتالية داخل الأسرة التى توهم نفسها وتوهم أبناءها بأن هذه السنة هى المفصلية فى حياته وحياة الأسرة التى تصر من بدء دخول ابنها الصف الأول الابتدائى أن تخطط له بدخول كلية معينة بمجموع معين قد يكون الطالب أو التلميذ نفسه لا يريد دخولها وقد تكون إمكانياته فى الأصل محدودة وقد تكون أيضا طموحاته فى مكان آخر أو فى اتجاه آخر لذلك تبدأ التوترات الحقيقية داخل الأسرة كلها مع اقتراب ابنهم أو ابنتهم من الفرقة  الثالثة للثانوية العامة خاصة مع تسليط وسائل الإعلام الضوء ليل نهار على الثانوية العامة وامتحانات الثانوية العامة التى لا تنتهى حتى بعد نهاية الامتحانات نجد كل يوم عشرات الأخبار عن التصحيح وعينات الإجابة ومتوسط الدرجات وغيرها مما يخلق حالة من التوتر الشديد داخل المجتمع المصرى وداخل الأسرة المصرية التى تظل فى حالة عصبية كبيرة سواء قبل الامتحانات أو بعد ظهور النتيجة خاصة لو ابنهم حصل على مجموع أقل من مجموع الذى كانت الأسرة تمنى نفسها به لإدخاله الجامعة التى خططت لها منذ الصغر، صحيح أن أغلب الشعب المصرى يستثمر فى تعليم أولاده ويريد أن يراهم فى أماكن أفضل وفى مستويات أعلى من المستويات العلمية والاجتماعية التى يعيشونها هم، لكن الحقيقة التى تغيب عن أولياء الأمور أن الحلم لا يبدأ من هنا على الإطلاق فمجموع ابنهم فى الثانوية العامة يحدد فقط طريق مساره لكن البعض لا يفكر جيدا فى تحقيق أحلام أبنائهم فهناك طلاب يدفع بهم أولياء الأمور للحصول على مجموع كبير لدخولهم كليات الطب مع أن الابن من الممكن أن تكون أحلامه دراسة المزيكا وفنون الرسم والفن التشكيلى وهناك من يريد لابنه أن يدخل كلية الهندسة وهو فى الحقيقة يريد أن يكمل مسيرته فى التفوق فى لعب كرة القدم أو غيرها من الرياضات وكم من طالب وطالبة رفضوا دخول الثانوية العامة ودرسوا فى مدارس ثانوى فنى واستطاعوا تحقيق أحلامهم وشقوا طريقهم وأصبحوا نجوما فى المجتمع أو  أصحاب بيزنس وتجارة كبيرة بعيدا عن الثانوية العامة.

 

نقول هذا الكلام لأن الأمر زاد عن حده فى الثانوية العامة وكأنها سيف مسلط على رقاب الطلاب، إما المجموع أو النهاية وهو أمر غير حقيقى بالمرة وعلى أولياء الأمور ووسائل الإعلام أن تبعد تماما عن هذا العبث الذى يحدث كلما اقتربت امتحانات الثانوية العامة ويجب على الجميع أن يتركوا الأبناء يحققوا أحلامهم بهدوء سواء عن طريق الثانوية العامة بأى مجموع أو عن طريق غيرها.

 

فالتفوق موجود فى كل المجالات فقط ضع نصب عينيك حلما واشتغل عليه وسوف  يتحقق بقدرة ربنا سبحانه وتعالى بعيدا عن التوتر وحالة الهلع التى تصيب الجميع ويجب على المسئولين العمل على خلق حالة من الوعى لدى المجتمع ليعرف أن الثانوية العامة ليست هى وحدها الفاصلة فى مستقبل أبنائنا.

 

حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها.