السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القنصلية الأمريكية.. شاهدة على تاريخ المقاومة الشعبية فى بورسعيد

يواصل الدكتور أحمد رجب مفتش الآثار والمتخصص فى تراث وتاريخ مدن القناة حكاياته مع روز اليوسف، والتى ننشرها فى سلسلة أسبوعية بعنوان «تاريخ على شط القنال»، وفى الحلقة الثانية يكشف حكاية مبنى القنصلية الأمريكية ببورسعيد. وقال: يقع مبنى القنصلية الامريكية بنطاق حى الشرق ببورسعيد و يطل بواجهته الرئيسية على شارع فلسطين (السلطان حسين سابقا)، ويشغل المبنى مساحة قدرها 1252 م2، ومن خلال الوثائق نجد أن تاريخ إنشاء المبنى  يرجع إلى عام 1925م/1344هــ .



المبنى كان يستخدم فى بداية الأمر من قبل مجموعة من الجاليات المقيمة بالمدينة، حيث كان يشغل المبنى بوستة للجيش الهندى والحاكم العسكرى، والمسيو ديبلورجو وغيرهم من أفراد الجاليات الأجنبية، وفى 18 يونيه 1933م إستخدم المبنى كقنصلية للولايات المتحدة الأمريكية، وظل يستخدم كقنصلية حتى عام 1958م.

وفى ستينيات القرن الفائت قام المتظاهرون باقتحام مبنى القنصلية الأمريكية والقنصلية البريطانية بإشعال النيران فيهما، وذلك بسبب سياسات الولايات المتحدة الامريكية المعادية حينها، وأصبح  المبنى مهجوراّ حتى انتقلت ملكيته لأحد رجال الاعمال، وظل المبنى وعليه أثار الحريق الشاهدة على الروح الوطنية للمتظاهرين إلى ان طالته معاول الهدم فى يناير 2018م.

الدكتور أحمد دخل إلى المبنى قبل هدمه، وكان الأمر بمثابة مغامرة حكى لنا كواليسها، حيث قال أن المبنى ظل لفترة طويلة مهجورا، وكثيرا ما كان أطفال الشوارع يقفزون فوق السور الخاص بالمبنى ويدخلونه للنوم بداخله، وتردد أنهم كانوا يتناولون موادا مخدرة بالداخل.

وأكد رجب أنه كان يملأه الإصرار والحماسة لدراسة هذا المبنى واستكشافه، خاصة أنه وحسب قوله كان كثيرا من البورسعيدية يحكون عنه وعلاقته بالمقاومة الشعبية، وقد سافرت إلى دار الوثائق بالقاهرة واطلعت على الوثيقة الخاصة بالمبنى، وعندما اكتشفت معلومات جديدة عنه تحمست اكتر أن اخوض التجربة والمخاطرة للقفز من فوق السور لادخل وادرس واكتشف المبنى.

واضاف: الحمد لله إحساسى واصرارى كان فى محله، لأن سبحان الله قلبى كان حاسس وكأن المبنى كان بيستنجد بى، حيث إنه بعدها بشهرين تقريبا تم هدم المبنى، وفى المرتين التى دخلت فيهما المبنى كنت أحسب الوقت جيداً للخروج بعد الانتهاء من التصوير وعمل رسم هندسى للمبنى، والذى كان من فرط اهماله لسنوات طويلة أشبه بالمقبرة بمعنى الكلمة.