الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأرقم بن أبى الأرقم

الأرقم بن أبى الأرقم

الأرقم بن أبى الأرقم وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يكنى أبا عبد الله قال ابن السكن أمة تماضر بنت حذيم السهمية ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية.



كان من السابقين الأولين للاسلام, وقد أسلم الأرقم على يد أبى بكر الصديق، فعن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت: خرج أبو بكر الصديق يريد رسول الله وكان له صديق فى الجاهلية، فلقيه فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها فقال رسول الله: إنى رسول الله أدعوك إلى الله عز وجل فلما فرغ رسول الله من كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله وما بين الأخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبى بكر ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام وسعد بن أبى وقاص فأسلموا ثم جاء الغد عثمان بن مظعون وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبى الأرقم فأسلموا رضى الله عنهم.

تُعد دار الأرقم إحدى الدور التى كان لها دور مهم فى تاريخ الإسلام، فقد كانت المحضن التربوى الأول الذى ربى النبى صلى الله عليه وسلم فيه طليعة أصحابه الذين حملوا معه المسئولية الكبرى فى تبليغ رسالة الله تعالى، يقول ابن عبد البر وفى دار الأرقم بن أبى الأرقم هذا كان النبى صلى الله عليه وسلم مستخفيا من قريش بمكة يدعو الناس فيها إلى الإسلام فى أول الإسلام حتى خرج عنها وكانت داره بمكة على جبل الصفا فأسلم فيها جماعة كثيرة وهو صاحب حلف الفضول  ولقد اختار النبى صلى الله عليه وسلم دار الأرقم لأن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه، فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء محمد وأصحابه بداره.

وأن الأرقم بن أبى الأرقم من بنى مخزوم، وقبيلة بنى مخزوم هى التى تحمل لواء التنافس والحرب ضد بنى هاشم، فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه فلا يخطر فى البال أن يكون اللقاء فى داره، لأن هذا يعنى أنه يتم فى قلب صفوف العدو وأيضا كان الأرقم فتىً عند إسلامه، فلقد كان فى حدود السادسة عشرة من عمره، ويوم أن تفكر قريش فى البحث عن مركز التجمع الإسلامي، فلن يخطر فى بالها أن تبحث فى بيوت الفتيان الصغار من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، بل يتجه نظرها وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه، أو بيته هو نفسه عليه الصلاة والسلام، ومن ثم نجد أن اختيار هذه الدار كان فى غاية الحكمة من جميع النواحي وقد هاجر الأرقم رضى الله عنه إلى يثرب، وشارك مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى غزواته كلها، وقلَّده النبى سيفًا يوم بدر.

توفى رضى الله عنه بالمدينة المنورة سنة 55هـ، وقد جاوز عمره الثمانين عامًا، وصلى عليه سيدنا سعد بن أبى وقاص ودفن بالبقيع.