الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كيف تمتص الجماعة الإرهابية طاقة عضو الجماعة ؟!

كيف تمتص الجماعة الإرهابية طاقة عضو الجماعة ؟!

كون ‏حسن البنا كتائب انصار الله عام 1937 بهدف استيعاب نشاطات عضو الجماعة البدنية والعقلية والروحية وضمان ولائه للجماعة وأفكارها وأعضائها. 



‏وكانت كل كتيبة تلتقى على حدة فى ليلة معينة من الأسبوع اللى تمارس تدريباتها فى تلك الليلة وكانت هذه التدريبات تتضمن السهر ليلا وأداء أكبر قدر ممكن من صلاة الفرد والجماعة والتسبيح وأقل قدر ممكن من النوم وكانت هذه الجلسات يتخللها توجيهات روحية فى أى موضوع بدءاً من الصوفية وانتهاءً بالجنس يلقيها حسن البنا نفسه فى أى وقت من الجلسة، ‏وكان الالتزام المطلوب من عضو الكتائب يتلخص فى ثلاث كلمات (العمل والطاعة والصمت)، وبهذا الالتزام يصبح العضو مهيأ للانضمام إلى التنظيم السرى. 

‏وعندما فشل نظام الكتائب ‏فى إنجاز البرامج والمراحل المعد لها، انتقلت الوظيفة التى كانت مرجوة منه وهى التلقين العقائدى التربوى وضمان ولاء العضو للجماعة انتقلت إلى نظام الأسر الذى  أُنشئ فى سبتمبر 1943 هذا علاوة على مشاركة فرقة الجوالة فى النهوض بهذه الوظيفة منذ نشأتها، فعضو الأسر يخضع لالتزامات شخصية واجتماعية ومالية تنعكس على سلوكياتة الدينية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بهدف تكوين الشخصية الإسلامية الإخوانية. وكان مكتب الإرشاد العام فى توجيهاتة حريصاً على ربط الأعضاء بالجماعة ‏وامتصاص كل وقتهم لحساب برامج الجماعة، فيحددون نشاطا شهريا للأعضاء، فتجد فيه يوم النصيحة.. يوم الآخرة.. يوم العبادة.. يوم التعارف، ونشاط أسبوعى.. ليلة الدرس.

‏فالجماعة الإرهابية حريصة على أن يعيش العضو كل لحظة من حياتة فى إطار مبادئ وسلوكيات الجماعة فلا يتنفس إلا من خلال أوامرها ونواهيها، فهى لا تعتمد فى رابط العضو بها على الإثارة وحدها ولا تكتفى بعمل العضو بين صفوفها فى اللجان المختلفة ولكنها تضعة كفرد بين عدد ضخم من الواجبات تحيط بحياتة كلها وترسم له أعماله وسلوكه اليومى وعلاقاته الشخصية وتنصحه حتى بالتزام طريقة معينة فى التحدث والضحك  وتلزمه بواجبات لجيبه ولغيره وواجبات للدعوة، فهو لا يمارس حياته العادية باعتباره فردا عاديا وانما يمارسها باعتباره فردا فى الجماعة. 

ولذلك فإن الجماعة الإرهابية تمتص كل نشاط عضوها الحيوى ويرتبط بها لا فهماً ولا إيمانا بها ولكن التزاماً بواجبات الطاعة العمياء، وليس فى نشاطه العام فقط ولكن فى جميع نثريات حياتة، بحيث يصبح كما لو كان يستمد وجوده المادى منها ويصبح هو وباقى الأعضاء من الجماعة أشخاص داخل مجتمع مغلق يحيا ‏أفراده حياتهم اليومية وفق تعليمات وضعتها لهم  قياداتهم. 

‏وبهذا يذوب الأفراد فى الجماعة وفى زعيمها المُجَسد لها المُبَايع على السمع والطاعة بواسطة امور لا تتعلق بهدف معين ولا بمنطق عقلى واضح ولا بنشاط عام محدد ولكن يذوبون بالانسياق من الداخل، ويتم هذا البناء النفسى للفرد مع اشاعة عبق دينى يحيط بالجماعة ومنشآتها وأفرادها. 

يقول الله سبحانة وتعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد).. صدق الله العظيم.