الإمام
كلما شرعت فى صلاة الجماعة فى أى مكان بخلاف المساجد دائما ما ينتابنى شعور بالإعجاب وأحيانا شعور بالاندهاش من كم القرآن الذى فى الصدور.. كم كبير من حفظة كتاب الله العزيز.. يتلون كتاب الله بأصوات شجية وبقراءة صحيحة.. آيات وسور متنوعة بعيدا عن جزء عم الذى بدأنا به فى المدارس وللأسف الشديد توقف كثير منا عند تلك المرحلة من الحفظ فلم يستكمل أو يحاول استكمال باقى الأجزاء.
ثم انظر الى شكل وهيئة وتعليم ومنصب من يقوم بالإمامة فأجد أنه لا علاقة بين هذا وذاك... أعود لاسترجاع شروط الإمامة فأجد الحديث فى صحيح مسلم فأجدها الأكثر بالترتيب اتقانا لتلاوة كتاب الله واقرؤهم له فإن كانوا فى القراءة سواء فاعلمهم بالسنة فإن كانوا فى السنة سواء فأقدمهم هجرة فان كانوا سواء فاسبقهم الى الإسلام فان كانوا سواء فأكبرهم سنا.
أما المذاهب الإسلامية فإنها تتطرق الى بعض التفصيلات الإضافية لشروط الامامة ومنها شرط الإسلام والبلوغ والعقل والذكورة واتقان القراءة وإجادتها مثلما هو الأمر عند الحنفية.. يضيف المالكية الى هذا أيضا العلم بما تتحقق به الصلاة من الأركان والشروط.. يضيف الحنابلة الى هذا العدالة وعدم الفسق اوالابتداع فى الدين وسلامة الامام من الاعذار الطبية كسلس البول وخلافه وأيضا ضرورة الاستحضار والنية فى بداية الصلاة.. من آداب الامامة التخفيف فى الصلاة وتخفيف القراءة فى الركعة الثانية مقارنة بالركعة الأولى ومراعاة أحوال المصلين والتيسير عليهم بصفة عامة وبما لا يخالف السنة النبوية .
أما عن إمامة الابن لأبيه فى منزله إن كان هو الأقرأ والأكثر علمًا فالأب هو الأحق ولكن يجوز لابنه الإمامة إذا سمح له بهذا بالرغم من أن صاحب البيت أحق بالإمامة.
وبصفة عامة فإن الإمامة مسئولية كبيرة يجب مراعاة شروطها وأحكامها ويفضل تقديم من لا تعرف ربما يتحقق فيهم شروط لا تتمتع بها، وهى أمور تختلف كثيرا عما نراه أحيانا من تدافع على هذا الامر او احتكاره من قبل البعض.
المعنى الاوسع للفظ «الامام» ومعناها فى اللغة هوكل من يقتدى به فى أقواله وأفعاله ولذلك يطلق على سيدنا على بن ابى طالب لقب امام المتقين كما يطلق لفظ امام الدعاة على الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله.
نأمل ان نهتم جميعا بأمر الامامة فنتركها لأهلها ونحاول جاهدين أن نعمل لنكون أهلا لها إن لم نكن كذلك.