الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لقيت الطبطبة

لقيت الطبطبة

أغنية الفنان المتميز حسين الجسمى هى بالفعل أغنية جميلة وراقصة أيضا...انتشرت كالنار فى الهشيم... فى التليفزيون والراديو وبالطبع عبر شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة وكذا أيضا رنات التليفون المحمول والكول تون.



كلما استمعت إلى أغنية جديدة متميزة أحاول أن أضع لها فترة زمنية للانتشار والاستماع وأتعجب على هذا الزمن حيث كل شىء ينتهى سريعا ونعود فنبحث عن الجديد... مقارنة ذلك بالماضى ملفتة حيث كانت الأغنية تنتشر وتستمر لفترة اطول... ربما هى إحدى سمات عصر السرعة الذى نحيا فيه... سرعة انتقال البيانات والمعلومات عبر شبكات الألياف الضوئية والأقمار الصناعية أيضا. ولكن ما استوقفنى فى تلك الأغنية هى جملة بسيطة فى المقطع الأول حيث تقول «حبيبى بالبنط العريض... غالى وأقرب م الوريد» ثم تذكرت الآية 16 من سورة ق «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» والتى يخبرنا المولى عز وجل عن نفسه ومدى قربه من البشر... شعرت بعدم ارتياح بالرغم من أننى متأكد أن كاتب الأغنية لم يعنى شيئا سيئا بل هو يحاول تقريب الفكرة بصورة مبتكرة ولكن كان يتحتم عليه الحذر عند استخدام التعبير القرآنى فى أى موضع.

تذكرت الجدل الحادث حول أغنية العندليب الأسمر الرائع عبدالحليم حافظ «على حسب وداد قلبى» حين قال «لا حسلم بالمكتوب ولا حرضى أبات مغلوب» حين استنكر البعض التعبير وما يحتويه من اعتراض على المكتوب... فى رائعته الأخيرة «قارئة الفنجان» يقول أيضا «يا ولدى قـد مات شهيــداً من مات فـداءً للمحبـوب» وهى التى استنكرها البعض حتى جاء مولانا الدكتور على جمعة وأوضح الحديث الشريف «من عشق وكتم وعف فمات، فهو شهيد» وهو الحديث الذى ضعفه البعض أيضا فيما أشار البعض إلى أنه بالرغم من ضعفه إلا أن معناه صحيح من منطلق أن العفة هى إحدى الأمور المندوبة لما تحتويه من صبر وللصبر حتى الموت رجاء فى أن يدخل صاحبه فى إحدى مراتب الشهادة والله أعلى وأعلم.

عودة إلى الفكرة الأساسية من وراء المقال فنقول إن المجاز مقبول واستعارة التعبير القرآنى أيضا... يتوقف الأمر على نية الكاتب والمتلقى فدعونا لا نصعب الأمور على أنفسنا ونعتبرها «أغنية وعدت».