الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 مصر تتقدم والعدو يتقهقر

مصر تتقدم والعدو يتقهقر

مصر هى بلد الحضارات، بلد تجلى فيها الأنبياء، فهى مهبط الرسالات وكعبة التوحيد، فقدر لسيدنا يوسف أن يكون حاكماً وشاهدا على مر الزمان، وكلم الله سيدنا موسى على أرضها الطاهرة.  فذكرها الله فى كتابه العزيز «ادخلوا مصر إن شاء اللة آمنين»، فهى فى أعين الله وفِى رعايته وقد ذكرها الله بالاسم والإشارة فى قرآنه الكريم أكثر من أربع عشرة مرة، فمصر رمز دائما للتعايش بين الأديان وللتسامح والسلام، بلاد العلم والعلماء، بلاد الثقافة والأديان، بلاد احتضنت العرب وقت الأزمات فلم تترك دولة فى أزمة إلا أنها كانت لها اليد العليا فى بنائها وتنميتها من جديد تعليميا وطبيا واقتصاديا، فمصر فى ذاتها قيمة كبيرة فهى جزيرة العرب سياسياً وقومياً، ومن هنا فإن مصر تزداد مع التاريخ عروبة وعروبتها تزداد مع التاريخ كثافة وعمقا... لذا فمن الغريب تلك الأراجيف والتخرصات التى تثار من حين لآخر ضد مصر على الرغم من كونها البناء الشامخ فى الجسم العربى، ولكن مصر ليس بجديد عليها المؤامرات وفتح جبهات حرب فى أكثر من اتجاه، فعلى سبيل المثال لا الحصر فى أحداث فوضى ٢٥ يناير كانت مصر تحارب لا يقل عن ٢٥ جهاز مخابرات كانت تريد النيل من مصر وهزيمتها عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ولكن مصر لم ولن تُهدم بإذن الله أبد الدهر. 



ولكن يبقى السؤال - لماذا دولتا قطر وتركيا تحديدا هما من يقومان بتدبير المكائد لمصر ومحاولاتهما المستميتة على إسقاط مصر وبث الشائعات والفتنة بين المصريين، ورغبتهما فى عدم نهوض مصر اقتصاديا بالأخص؟! على الرغم من أن التاريخ يحكى عن مواقف مصر الداعمة والمساندة تجاه الدولتين فى أزماتهما!!

هل الموضوع يتعلق فقط بإسقاط الشعب المصرى لجماعة الإخوان الإرهابية فى ثورة ٣٠ يونيو، وما يقوما به منذ سبعة سنوات هو الثأر للجماعة الإرهابية أو أنهما يحاولان تمكين الجماعة الإرهابية من الصعود على الكيان المصرى مرة أخرى؟! 

بعيدا عن كون ثورة ٣٠ يونيو قضت على خطط أقزام المنطقة وخطط الجماعة الإرهابية وأعوانها من مخابرات الدول التى كانت تحاول السيطرة على مصر وتنفيذ المخطط الصهيونى وتبخر أحلام إقامة خلافة إسلامية برعاية السلطان العثمانى، وبعيداً على أن مقاطعة معظم الدول العربية لقطر وعلى رأسها مصر عطلت الكثير من المشاريع والعمليات الإرهابية وترتب على ذلك فشل الخطط التى كانت تسير نحو أهدافها مثل دعم الإرهاب بالسلاح وتعطيل مشروع استقطاب الدواعش وصعوية التحويلات المالية وتعذر الاجتماعات والتخطيط باستثناء تركيا ومن ثم إخراس الأبواق المحلية التى كانت تسوق لمشاريعهم. أما عن عودة الإخوان للكيان المصرى فإن قطر وتركيا والإخوان أنفسهم يعلمون تمام العلم بأنهم لن يعودوا مرة أخرى كما كانوا وأن الشعب المصرى لفظهم بلا رجعة. 

ولكن أصبحت تنمية مصر والمشروعات التى تحدث داخل وخارج مصر وعلاقات مصر مع دول العالم هو الخطر الداهم الذى يواجه أردوغان وتميم لدرجة أن أصبح أحلامهما كوابيس منعت جفونهما من الإغلاق ولو لثوان. ففى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان والتى تمثل خطوة مهمة على الصعيد الاقتصادى لمصر إذ تتيح المزيد من اكتشافات الغاز فى البحر المتوسط وتقطع الطريق على الأطماع الاقتصادية لتركيا فى غاز المتوسط وتحرمها من ادعاءاتها بامتلاك حقوق فى المنطقة، فبموجب هذه المزاعم كانت أنقرة تريد السيطرة حتى على عملية تصدير الغاز من دول منتدى غاز المتوسط إلى أوروبا، مما أثار غضب أردوغان لأنه يسبب عرقلة لأهدافه الطامعة فى كل من حوله. وقد نرى كثيرا من التجاوزات القطرية التركية فى إيجاد أى وسيلة لإيقاف أى مشاريع تنموية فى مصر عن طريق استغلال أى حدث يحدث وينفخون فيه بالكذب والبهتان لتقليب الرأى العام المصرى على الحكومة، وآخرها استغلال حملات الإزالات على التعديات على الرقعة الزراعية وأملاك الدولة ومنافع الرى والصرف ومجرى نهر النيل، لإثارة الشعب ولكن الباحث عن الحقيقة فى هذا الشأن نجد أن الأمر يتعلق بشيئ آخر هو تصدير مصر للكهرباء الذى أحدث قلقا وإزعاجا لتركيا  لأنه بتصدير مصر للكهرباء للعراق، ستخرج العراق من تحت سيطرة تركيا وبالتالى سوريا الآن فى احتياج شديد للكهرباء بعد تدمير بنيتها الآساسية ومشاركتها فى شبكة الربط المصرى مع العراق أمر وارد وهذا أيضا يزعج تركيا ، بالإضافة أن لبنان تستورد الكهرباء من تركيا بأسعار خيالية ،فمن الممكن أن تدخل فى تلك الشبكة خصوصا بعد تراجع شركة سيمنز عن مساعدتها بعد الضغط التركى ..ولأن تركيا تحاول الضغط على ألمانيا وشرق أوروبا بخط الغاز الذى سيمر بأراضيها ،ففى حالة استيراد أوروبا للكهرباء من مصر ، سيقل احتياج أوروبا للغاز وبهذا ستفقد تركيا ورقة ضغط غاية فى الأهمية على الاتحاد الأوروبى... ولهذا فإنهم يحاولون النفخ فى نيران الفتنة داخل مصر بين شعبها وحكومتها ليحدث حراك شعبى وتستغل عناصرهم الفرصة للتحرك وحرق أكبر قدر من محطات ومحولات الكهرباء لتعطيل مشروع تصدير الكهرباء المصرى.  ولكن لن يحدث ذلك بمشيئة الله لأنهم أغبياء لا يعلمون أنه رغم بساطة الشعب المصرى فوعيه كبير بحجم قيمة وطنه.. فهو على علم دائم بشخص أعدائه، فشعبنا شعب عبقرى وواع بخطورة المؤامرة. 

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها ورئيسها