الجمعة 5 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«أحمد باشا».. عن الحِرَفية الصحفية أتحدث

«أحمد باشا».. عن الحِرَفية الصحفية أتحدث

حسمُت سريعًا ترددى قبل كتابة هذا المقال؛ لأننى أحد كتاب جريدة «روز اليوسف» الغراء، فقد تلاحقنى شبهة المجاملة لرئيس تحرير الجريدة التى أكتب فيها.. ولكن سرعان ما تُستبعد تلك الشبهة؛ أولا لرصيدى لدى القارئ الذى اعتاد منى الحياد والموضوعية والعينية .. ثانيًا لثقة القارئ كذلك فى شخص (أحمد باشا) الذى يتابعه عن كثب ومعروف لديه بالأمانة والمصداقية والمهنية المتجردة، ناهيك عن أن موضوع المقال لا صلة له بالعلاقة الشخصية بين الكاتب ورئيس التحرير، بل هو يتناول – بحياد مطلق – الحرفية الصحفية لأداء (أحمد فرحات محمد محمد باشا) الذى نال ثقة الهيئة الوطنية للصحافة مؤخرًا بتجديد تعيينه رئيسًا لتحرير جريدة «روز اليوسف».



وأحمد باشا هو ابن وحفيد – صحفيًا – أجيال من رموز الصحافة والفكر والثقافة الذين عملوا منذ عهد السيدة «روز اليوسف» التى أسستها عام 1925 كمجلة فنية، ثم سرعان ما تحولت للسياسة، وفى عام 1935 أنشأت جريدة «روزاليوسف» كصحيفة يومية.. وأسهمت إصدارات «روز اليوسف» فى حركة الأدب والثقافة وأصدرت مجلة صباح الخير والكتاب الذهبى وسلسلة كتب فكرية وسياسية ومؤخرًا بوابة «روز اليوسف»، وكانت - وما زالت - بمثابة جامعة صحفية متميزة بنكهة خاصة، تخرج منها أكثر نجوم الصحافة فى العصر الحدى .. ثم توقفت الجريدة عن الصدور حتى جاء عام 2005، حين عادت برئاسة تحرير المبدع المغفور له الأستاذ عبد الله كمال، والتى تصدر طول أيام الأسبوع عدا السبت فقط. 

ومن ثم جاء (أحمد باشا) متشبعًا بهذا التراث الصحفى والفكرى الزاخر، وقد بدأ عمله صحفيًا بمؤسسة «روز اليوسف»، كما كان إحدى قيادات جبهة تصحيح المسار والتى استهدفت لم شمل الجماعة الصحفية، وفى عام 2017 حاز ثقة الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الوقور الصحفى الكبير الأستاذ كرم جبر رئيسًا لتحرير جريدة «روز اليوسف»، والذى حقق خلال ثلاث سنوات طفرة فى محتوى ومضمون الجريدة بشهادة خبراء الصحافة والإعلام.

هذا عن الجوانب التاريخية والإجرائية والشكلية.. أما عن الحِرَفية الصحفية الموضوعية.. فقد طالعتُ عددًا لا بأس به من أعداد جريدة «روز اليوسف» اليومية، وأستطيع أن أقرر – باطمئنان – أن أحمد باشا (وهو المسئول الأول عن الجريدة) يقود فريق عمل واعٍ وطنيًا إلى حد التماهى فى حب مصرنا الغالية، وكفء فنيًا إلى حد التمسك بقدسية المهنة، وذلك سواء فى المانشيت الرئيسى فى الصفحة الأولى الذى يتميز بلمحة أدبية مثل «درة الشرق» حينما يغطى لقاء الرئيس السيسى لتطوير القاهرة التاريخية، و«التعليم سلاح وطن» عن المشروع القومى لتطوير المنظومة التعليمية، وعناوينها وأخبارها مثل «اقتصادنا أقوى من الأزمات»، أو فى أبواب الجريدة من التغطيات والمتابعات أوالرياضة والفنون والصحة والاقتصاد أوالحوارات ومقالات الرأى أوالمحافظات وحول العالم وغيرها، كما استحدث فى الجريدة أبوابًا غير مسبوقة تستجيب لاهتمامات الناس والتطور التكنولوجى المتنامى لحظة بعد لحظة، منها – مثالا لا حصرًا – فيس مصر، خدمات مجتمعية، قضايا تنويرية، شباب بوك، فقه وسنة وأجراس الكنيسة، الجسر، تسامح، اعرف تاريخك.. وهكذا. 

أما عن مقالات أحمد باشا فتلك لها حديث مطوّل تقصر كلمات المقال عن بيانها، ويمكن إيجاز منهجه فى الكتابة فى جملة «مصر أولًا» منها مثلا عناوين مقالاته؛ الكاميرا الخفية فى إسطنبول!، وما نامت أعين العملاء، و30 يونيو للرجال فقط، ومقال لن يعجبك!!! وغيرها عشرات المقالات التى تؤكد هويته المصرية الخالصة والمتتبع للمقالات يستطيع –دون عناء – أن يتأكد من تلك الجملة .. فضلا عن تبنيه للكاتب الرمزى «رشدى أباظة» الذى يستطيع أن يصول ويجول فى ردهات مجالات وسياقات متنوعة هدفها الأوحد « مصر أولاً». 

لقد عرفتُ الصديق العزيز (أحمد باشا) منذ نيف وعامين، فى لقاء – بالمصادفة – بمكتب الصديق الغالى المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روزاليوسف» حينها، ومنذ ذلك اللقاء تتوطد جسور الأخوة والصداقة العلمية والقانونية والصحفية، والوطنية (فى حب مصر). 

ولا يمكننى أن أختتم المقال دون الإشارة والإشادة بجميع الأخوة والأصدقاء الصحفيين والفنيين والإداريين والعمال الأعزاء سواء من جيل الرواد أو الوسط أو الشباب الواعد الرائع .. حفظهم الله وأدام عطاءهم.  وبالقانون تحيا مصر