السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جماعات إسلامية بلا إسلام

جماعات إسلامية بلا إسلام

الإسلام كأخلاقيات وقيم ومبادئ ومُثل وإنسانيات رفيعة وشهامة وصدق وأمانة وشجاعة لا وجود له فى الساحة، وإن وُجد فوجود شاحب خافت.. والجماعات التى تحمل السلاح وتقول أنها جماعات الجهاد الإسلامى والإخوان الارهابية كلها لا تنتمى إلى الاسلام وإنما تعمل لحساب الذين يدفعون هنا وهناك من بلاد عربية وأجنبية لتشبع أحقادا لم ولن تُشبع، فالإسلام حضارة وحوار رفيع المستوى وإنقاذ ورحمة والإسلام لا يأتى للناس رغم أنوفهم ،الإسلام بريء من أى جماعة تستعمله للوثوب على السلطة أو اغتصاب الحكم.. والإسلام ليس تمرداً ولا فكراً إرهابياً  وإنما الإسلام دعوة وتبليغ وبيان بالمنهج الأمثل للحياة الطيبة وتعريف بالله ووحدانيته وعبادته.. ثم بعد ذلك ليس بعد البلاغ شىء.. وكل إنسان حر يختار ما يشاء بإرادته (وما على الرسول إلا البلاغ المبين)، وإن كان المسلمون حاربوا الفرس والروم فى الماضى فلتحرير إرادة الشعوب من جبروت الطغاة وتحرير الاختيار، والإسلام السياسى هو صناعة رأى عام بهذا المعنى وليس صناعة عنف ضد الناس أو إرهاباً يطاردهم. 



الإسلام محبة ورحمة ومكارم أخلاق ومن ثَم من لا توجد فيه هذه الخصال فليبحث له عن راية أخرى يدعو الناس تحت لوائها، فعصرهم هذا وجب علينا أن نسميه عصر العنف وعصر الشائعات وعصر التزييف وعصر التدليس عصر انتهاك الجوار وخيانة الأمانة وقتل الأبرياء واغتصاب المحصنات.. ويعودون ليقولوا أنهم أصحاب الأصولية الإسلامية.. أى أصولية إسلامية تتحدثون عنها ومن تكونون لينتسب إليكم الأصولية الإسلامية!! 

المملكة العربية الإسلامية هى مهد الأصولية الإسلامية والأزهر الشريف هو قلعة الأصولية السياسية ومثلها قلعة الزيتونة فى تونس والقرويين فى المغرب والنجف فى العراق وكل مفكر وكل كاتب إسلامى وسطى هو أصولى إسلامى وكل ساجد وراكع هو مسلم أصولى. 

جعلتم كلمة الأصولية تعنى العداوة من فرط ما أسأتم استعمالها ومن فرط ما حملها إلى الناس أقوام لا أصالة فيهم ولا خلق لهم ولا أخلاق وإنما هم طلاب سلطة وطلاب رئاسة وزعامة وخلافة وطلاب حكم يتحكمون به فى الرقاب.

راية الاسلام ليست ذريعة وليست فرصة تُلتقط . راية الاسلام أمانة لا يحملها ولا ينالها إلا كل رحيم تقى ، وليس الاسلام وحده من يحمل تلك المعانى بل تلك الديانات السماوية الثلاث .. فكفاكم تستراً وراء أكاذيب ودعوات باتت مكشوفة للقاصى والدانى.