الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جائحة الكورونا ما بين المثقف والفنان

جائحة الكورونا ما بين المثقف والفنان

بت أختار كلمات أدق فى المعنى، مشيرة إلى نبضات وأحاسيس حقيقية، إلى كل من رافقت دنياه جائحة الكورونا…



وهذا ما به  وفيه نحن جميعا الآن…

الكورونا، ومدى تأثيرها على كل من المثقف والفنان، فكلاهما مشتركان فى نفس الوقت مع تفاقم وانتشار هذا الوباء، مما نتج عنه الالتزام بالتواجد أطول وقت بالحياة المنزلية وارتداء الكمامات وعدم التزاحم أو الاختلاط.... إلخ كلها أمور واجبة وضرورية، للحد من حدة انتشار هذا الفيروس وزيادة المصابين وتعدد الإصابات…

فإذا تطرقنا لكل منهما على حدة، شاهدنا حقًا المعاناة ومدى الألم المعنوى والنفسى، والمادى أيضا والاقتصادى والاجتماعى، لا يمكننا أن نتخطاهم أو نتناسى التأثير الظاهر والمصاحب بهم... فبالنسبة إلى المثقف: قد زادت لديه حاسة الاشتياق للعلم وللقراءة وللاطلاع ،لكنه مغلغل الأيدى، وأصبحت معرفته منحصرة بين الإعلام السمعى والمرئى والكتاب…

ومن ثم وضح لنا أهمية بريق وأريج الكتاب، لما لقب به بأنه فعلا خير جليس ونعمّ الأصدقاء. فالكتاب له مدلول سحري على ذهن ونبض ومشاعر القارئ ،خاصة المثقف، أيا كان مجاله أوتخصصه أوموهبته بالفن وبالإبداع..

وقد أصبح المثقف من داخل مسكنه قادرا على التكيف مع جائحة الكورونا، والتوازن بينه وبين عالمه الجديد، من حيث الهدوء والاتزان والسكينة والرضا، بل تزايدت لديه سمات الصبر والتفاؤل والمحبة والاحتواء للآخرين، مع التمنى بالخير والسعادة إلى كل من حوله…

لكن المثقف أحيانا شاعرًا بالوحدة، أو اقتراب العالم إلى النهاية والفناء، وهذا بسبب عدم حضور الندوات أوالصالونات الثقافية، التى كان معتادا بالتواجد بها، أيضا انحصار السؤال فقط على المقربين والأصدقاء، عن طريق استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعى فقط، دون تبادل الزيارات، أو الالتقاء بالأماكن المعتادة التى كانت تجمع بينهم ... 

أما بالنسبة للفنان، فتلك الحياة الجديدة، المصاحبة للكورونا، كان عليه التعايش معها بِجدية وبِوعى وبِتفهم، والتقبل لعدم التواجد بالأمكنة الاجتماعية سواء للعمل أو للمناسبات..

قد كانت هذه الجائحة ببداية الأمر من الصعب تقبلها بسهولة أو يُسر، لكن فيما بعد تم التأقلم والالتزام مع كل الأمور المعانقة لها.

وتختلف مشاعر الفنان من شخص إلى آخر، على حسب نوع الفن أو الموهبة المتابع لها، من رسم، موسيقى، نحت، تمثيل، غناء... إلخ

فالترابط بين المثقف والفنان ينحصر بين القبول لعادات عدم الاختلاط أوالتزاحم والتنزه وحضور المناسبات والالتزام بالتواجد بالمسكن، والقبول أوالرفض لِنقص دخل المعيشة اللازم للحياة وتلبية الاحتياجات والبقاء…

فمن هذا المقال كل من المثقف والفنان، إنسان، يربط بينهما مشاعر الإنسانية والحس والذوق والجمال، زيادة الوعى والمعرفة والحرص على القراءة والمتابعة والإطلاع…

بل توصيل رسالة هادفة ،مناشدة للخير وللمحبة وللسلام، مع الاهتمام بكل المتواصلين معهما من أقارب وأخوة وأصدقاء، بل تتزايد إلى الدعاء إلى كل البشرية بالأمان والمعافاة من ذاك البلاء... حفظ الله جميعًا كوكبنا من تلك الجائحة الغوغاء