الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الإخوان المسلمون بين الاسم والمسمى

الإخوان المسلمون بين الاسم والمسمى

عهد مشئوم كاد أن يُلبسنا الحداد، لولا صحوة الشعب التى قام بها جميع طوائفها الشداد، ولولا صموده له حتى باد... عهد جماعة الإخوان الإرهابية. 



عهد أراد الله له الفناء بجماعة مطامعها تدمير وطنها لإقامة خلافة مزعومة. عهد ظالم وما أجبن الظالم فى قسوته، فهو يرتكب الظلم ويتخذ من الظلم حجة على تضحيتة، ويمنع الشكوى ويستمد من السكوت أدلة على عدالته... كمن يقتل ويقبل العزاء فى جنازته. 

عهد لم تنكب البلاد بمثله، من قبل اعتدت فيه يد الإثم والخسة والندالة على نهضة بلاده وحريته ووحدته ورجولته ونزاهته وسمعته، فما أن ارتفع الظلم والإثم تجلت لدى الناس نهضتها وحريتها ووحدتها ورجولته ونزاهته وسمعته.

بيد أن يجب علينا إذا شئنا أن نتبع تطورات هذا العهد وأدواره فى الخيانة أن نذكر الفكرة الأساسية التى قام عليها، والغاية التى كان على الدوام متجهاً إليها . 

فهم قوم صنعهم الهوى فأذلهم، وطوح بهم الفكر فأضلهم .. يشتهون أولاً ويفكرون ثانياً، مخضعين تفكيرهم لشهوتهم وأطماعهم، ولذلك فالرأى عندهم نزوة والعاطفة شهوة. 

فهل من عجب وقد باعوا أنفسهم لشهواتهم وسخروا ذكاءهم لنزواتهم، أن يكون لهم فى كل يوم شائعة مغرضة أو تدمير أو تخريب، وأن يكون الوطن عندهم سلعة تباع وتشترى بثمن أعلى أو أدنى بحسب أسواق السوق وتقلباتها.

فمالهم من قوم بائسين، لا يهمهم فى سبيل أطماعهم أن يتخذوا من الطامعين ناصراً وظهيرا، ولا يهولهم وهم فى رغد العيش أن تشرب أمتهم العربية كأس الحياة مريرا، ولا يزعجهم أن يحرم البلاد العربية نعمة الحرية فى أوطانهم، طالما أنهم يكنزون الذهب والفضة والدولارات واليورو ويستنشقون نسيم الخيانة المحترقة بأجساد الشهداء ومخلصى الأوطان - ولا يخجلهم مع كل هذا أن يجمعوا الفتات من حول موائد الدول الظالمة ليصنعوا بها لأنفسهم خبزاً وفطيرا، ولا يشينهم أن يستغلوا جهد العاملين ويرفلوا فى مجد مستعار، فما الحياة عندهم إلا مظهراً وقشورا، فلا تنسوا أنهم وقبل أن يخرجوا على أممهم خرجوا على ضمائرهم، ولذلك عزت فيهم الحيل، لأن موت الضمير هو علة العلل. 

مساكين، حتى فيما تخيروة لأنفسهم من اسم يدل عليهم، وصفة تميزهم، فقد تقلبوا وتقلبت بهم الأهواء، حتى لم يعودوا يعرفون أنفسهم، فما بالكم باسم يعرف عنهم . 

إخوان مسلمون!!... هو ذا الاسم لا يعرفونه ولا يعرفهم، فلم تعد ألفاظه تشير إليهم، بل أصبح كل حرف من حروفه شاهدا عليهم ويسخر ضاحكاً منهم.

ولو أن لى أن أتطفل بتقديم النصح إليهم، لأشرت اليهم ألا يقيدوا أنفسهم بالأسماء الجامدة أو يحدوا نشاطهم بعبارات محددة.. فالألفاظ فى اللغة مدلول واستقرار، بينما السياسة فى عرفهم تنافى كل استمرار، فيوم هجوم ويوم فرار، ويوم سكوت ويوم حوار، ويوم انحناء ويوم استكبار، ويوم لهم وبعدهم الدمار.. هذا شعارهم وبئس الشعار. 

وإنى أخشى أن يتسرب إليهم بعض الشك فى تلك النصيحة البريئة التى أسديتهم إياها، ولذلك فإنى أقدم إليهم الأدلة التى تثبت صدق ما أشرت به اليهم من عدم التقيد بأسماء مربكة، فقد كانوا فيما مضى دعاة دين وتدين، فأين الدين يا تجار الدين؟! وكانوا مسلمين، فأى خلق من أخلاقهم لة علاقة بالإسلام؟! ويقولون على أنفسهم أنهم إخوان، وما رأينا منهم سوى أنهم إخوان الشياطين. 

ولكن دعونا من الاسم والمسمى، لا أريد أن أتعرض إلى تكوينهم وأغراضهم وأعمالهم فكلها أمور عرفتموها وخبرتموها اختباراً مراً، ولكنى أحذركم من أن يخدعكم خادع فى إرادتكم مما يلجأ إليه اليائسون من ترويج نغمة شوهاء نكراء، تتحرك لها عظام الشهداء فى قبورها، ألا وهى نغمة التشكيك فى مجهودات الحكومة وقيادتها السياسية أو التفريق بين أبناء الوطن. حفظ اللة مصر وشعبها وجيشها من شرورهم وجعل كيدهم فى نحورهم