عروسة المولد.. تراث شعبى بـ«الڤوم»

«حلاوة زمان عروس وحصان وآن الآوان تدوق يا ولا» تغنى الفنان الشعبى محمد قنديل بهذه الكلمات ضمن أغنيته الشهيرة التى تحمل نفس الاسم، للاحتفال بالمولد النبوى الشريف، والتى تعبر عن الطقوس الشعبية التى اعتاد عليها المصريون للاحتفال بهذا اليوم، الذى تستعد له العديد من الورش الخاصة بصناعة عروس وحصان المولد، لطرحها فى المحلات التجارية، بأشكالها المختلفة سواء مصنوعة من الحلاوة أو البلاستيك، ليختار الزبون ما يناسبه من أشكال وأسعار.

وتحرص مصممة العرائس بالفوم غادة إبراهيم كل عام على تصميم أشكال مختلفة من عروسة وحصان المولد، وهذا العام حرصت غادة على أن تستوحى تصميماتها من أوبريت الليلة الكبيرة، أشهر أوبريت شعبى مصرى بعرائس الماريونيت يوصف المولد الشعبى فى مصر، حيث تتميز العروسة بأنها برقبة طويلة استناداً لشخصيات العرائس الشعبية مصممة بالفوم الملون ورسم يدوى وتلوين إكريلك، أما المروحة الخاصة بالعروسة من فوم جليتر، والجيبونة من التل.  ولا تكتمل مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى إلا بالحصان، وقامت غادة هذا العام بتصميم مجسمين لرأسين أحصنة بالقماش ومزينين بأحرف خط عربى لارتباطهم بالمولد النبوي، أما الهيكل مصمم بناصبيان ومكسو سفنج ومغطى بالجلد والأحرف من الجلد الملون والشعر بخيوط الصوف والعيون من البلى.

تقول غادة أن الليلة الكبيرة والرسومات الشعبية هى التى عرفنا منها عروسة وحصان المولد، وقد ارتبطت هذه الذكرى العطرة برؤية العروسة والحصان، وهى عادات شعبية قديمة تعارفنا عليها من الرسومات بالفن الشعبى، وهو فلكلور مصرى أصيل كان يوثق فى وقته الحكايات والمعارك بشكل رسومات ملونة بألوان زاهية جميلة، وللأسف لا تعرف الأجيال الحديثة هذا الفلكلور لارتباطهم بالتكنولوجيا والإنترنت، لذلك أحرص على تذكيرهم بهذا الفلكلور الشعبى الجميل بعمل أشكال مبتكرة من عرائس وأحصنه المولد بيد مصرية حتى يتعرف عليها الأجيال الحالية والقادمة. 

وأضافت: لهذا أحرص كل عام على صنع عروسة وحصان المولد بأشكال جديدة تجذب الجيل الحالي، حتى أنى قمت بعمل ميداليات منهم ليسهل حملهم وتعليقهم فى السيارة  أو كديكور لشنط اليد، وحرصت هذا العام على تصميم عروسة بلون واحد للتركيز على تفاصيلها، وهى مستوحاة من أوبريت الليلة الكبيرة، كما صنعت الحصان بكتابات وحروف عربية جميلة لتذكير الأطفال بجمال أحرف لغتنا العربية.

وتتمنى غادة أن تقوم بأعمال فنية أو تقديم برامج موجهة للأطفال لتعليمهم ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا التى كادت أن تندثر تحت غبار العولمة والتكنولوجيا.