الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الروابط الوهمية

الروابط الوهمية

زادت طرق الاحتيال والنصب بشكل كبير فى الآونة الأخيرة عبر اختراق مواقع التواصل الاجتماعى سواء الواتس آب أو الفيس بوك والماسنجر وغيرها من الروابط، حيث ينتحل فيها الهاكر صفة زميل عمل أو أحد الأقارب طالبًا مبلغًا ماليًا أو يرسل كودًا وهميًا لدخول أحد الجروبات والهدف من هذه المحاولات هو اختراق الحسابات من خلال أكواد التحقق.



ففى الأسبوع الماضى فوجئت باختراق أكثر من أربعة روابط لأصدقاء لى ثلاثة منهم على الواتس آب وآخر على الفيس بوك، وفى البداية لم أكن متوقعًا أنه اختراق لتلك الحسابات خاصة عندما تواصل معى أحد المخترقين لحساب صديق لى على الواتس آب ويطلب منى مساعدة ضرورية بمبلغ مالى لأنه أصيب ودخل المستشفى الذى يرفض علاجه إلا بعد تحويل مبلغ مالى معين، وكُنت بالفعل على وشك تحويل المبلغ المالى له إلا أن فضولى جعلنى أحاول الاتصال به لمعرفة مكانه فى أى من المستشفيات حتى أذهب إليه وأكون بجواره لمساعدته إلا أن التليفون ظل مغلقًا لما يقرب من ساعة كاملة وبعدها عرفت منه أن حسابه تم اختراقه وأن هذه الرسالة التى تم إرسالها لى هى ليست الأولى بل إن هناك العشرات من الرسائل تم إرسالها من حسابه لعدد كبير من الأصدقاء تطلب نفس المبلغ ومنهم من قام بالفعل بتحويل المبلغ ومنهم من شك فى الأمر، وقد استطاع بعد محاولات مضنية استعادة حسابه والإبلاغ عن مخترق الحساب، وفى نفس اليوم أيضًا كان صديق عزيز قد تم اختراق حسابه على الفيس بوك وتحولت صفحته إلى صفحة بورنو أو صور إباحية وبها كلام خارج يعاقب عليه القانون بالإضافة إلى رسائل من حسابه إلى الأصدقاء تحمل انتقادات لاذعة لحد التجريح والسب والقذف، وظل الحساب مستمرًا بهذا الشكل طوال يوم كامل حتى استطاع عن طريق المتخصصين غلق الصفحة وإنشاء صفحة أخرى باسمه بعد أن اعتذر عما حدث على صفحته القديمة التى كانت خارج إرادته.. هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير وعلى الرغم من تدخل الأجهزة المختصة فى مطاردة مثل هؤلاء اللصوص الذين يحتالون على المواطنين فإن الظاهرة كل يوم تتزايد وتتوسع بشكل كبير، لكن الأخطر من ذلك هو الدخول من هذه الحسابات الوهمية أو الروابط الوهمية لابتزاز المواطنين وسرقة أموالهم، خاصة أن هؤلاء يقومون بإنشاء روابط أو حسابات بها أشياء مميزة أو مبهرة للفت نظرك إليه حتى تقوم بفتحه ثم يتم اختراقه بسهولة والسيطرة على حساباتك وروابطك وتكون تحت رحمتهم، لذلك علينا جميعًا أن نحطاط أمام كلمة اضغط هنا فهى مفتاح الاختراق والاستيلاء على كل ما تملك فيجب عليك عندما يتم إرسال الرابط من أحد الأصدقاء فلا بد من التأكد منه، لأن المخترق يرسل لجميع الأصدقاء من شخص محدد فيقوم بإرسال نفس الرسالة لهم لكى يقتنع المستخدم ويطمئن ويقوم بفتح الرابط، لهذا لا بد من الحذر لأن هذه الروابط تلعب على الجانب النفسى لكل شخص وهو الحصول على العروض أو الهدايا المقدمة وهى بكل تأكيد عملية وهمية إذا وقعت فيها وقمت بالضغط عليها فقد سلمت رابطك وحسابك إلى هذا الهاكر الذى يسيطر عليك ويجعلك خارج الخدمة بعد أن أصبحت روابطك وحساباتك فى يده.

علينا جميعًا أن ننتبه إلى هذه الظاهرة الخطيرة التى انتشرت فى الأشهر الأخيرة بالشكل الكبير وأصبحت تطارد الجميع ولا تفرق بين غنى أو فقير أو إنسان مشهور أو حتى إنسان عادى فكلها تحاول ابتزاز أصحابها والسطو عليهم فهى أخطر من السطو المسلح والسرقة بالإكراه .. حفظنا الله جميعا من هؤلاء المبتزين الذين لا ضمير لهم ولا أخلاق.