الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصـر الأزليـة

مصـر الأزليـة

إذا تحدثنا عن الشعب المصرى فنحن بإزاء شعور وطنى محتشد وإخلاص بريء متقد، تلك الوطنية المصرية العجيبة التى إذا ما بجلت حيناً فلتدخر، أو خبت فلتستعر، تلك الأمة العريقة الجد، الفتية الولد، ربيبة المجد، حليفة الأبد.. تلك البلد التى كلما أرادوا لها فناء اشتقت من عناصره خلودا، أو أنزلوا بها ظلماً اتخذت من أعوانه جنودا، أو استهانوا لها قناة ثبت الله أقدامها فبرزت أقوى يقيناً وأصلب عودا.. مصر التى تعبت الحوادث فى مرادها، ونفدت الحيلة فى استعبادها.



مصر التى علمت العالم كله معنى الاتحاد.

مصر التى حفظت المنطقة من الضياع والانسلاخ والتلون باللون الذى كان يريده المستعمرون قديماً، فرأينا المستعمر هو الذى تلون باللون المصرى وتشرب الذوق المصرى وتعلم اللهجة المصرية والنكتة المصرية والأكلة المصرية.

أريد أن أقول.. ومن منطلق وطنى منفتح، لا أثر فيه لجاهلية النعرات وجهالتها- أن مصر عادت إلى الحياة بعد مرور سنوات كانت تعد من تعداد الموتى وبلا عواقب بعيدة المدى، فالقيادة المصرية ورجاله يبنون لمستقبل لا تستطيع عيوننا أن تراه ولكن بنيانهم على كثيب من الرمال المتحركة، فهم يمهدون الأرض ويستصلحونها جيدا خوفا من علو البناء على تلك الرمال غيرالممهدة فينهار البناء، ولكننا فى نفس الوقت نتحول تحول تاريخى كبير، فمنذ بضعة سنوات كنّا نقول (ممكن)، ولكن الآن أصبح الممكن بالفعل أمراً واقعاً، إنى لا أخفى أن هناك مراحل ينبغى بلوغها ولاتزال هناك عمليات تجانس وتنسيق لا بد من تحقيقها ولاتزال هناك رواسب وعقد يتحتم إزالتها.. ولكن ما حدث معجزة على أية حال.  فتغير وضعنا البشرى والسياسى والاقتصادى والمالى والثقافى والتكنولوجى مما كنّا فيه منذ نكبة يناير ٢٠١١ حتى ثورة ٣٠ يونيو.

فما يحدث فى مصر الآن طفرة فى جميع المجالات، مغبون من يتجاهلها، ومحروم من لا ينصت لقلب عقله ويهتدى ببوصلته العادلة لما فيه الخير لمصر والقائمين عليها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) استفت قلبك وإن أفتوك... (فإن استفت قلبك لن يقتلك أحد بزخرف قول أو تزيين قبيح فعل أو تقبيح جميل عمل 

ومقالى هذا لا ينبغى أن تكون كلماتى فية مجالها وقصدها الدفاع عن الحكومة أو عن الدولة، فهى لا تحتاج منى أو من غيرى إلى دفاع، ولكن كلماتى تضع أمام الناس صورة متكاملة لما عشناه وما نعيشه، الضوء والظل - النجاح والفشل - الأصيل والدخيل.  أما عن الدولة والحكومة والرئيس فأى تقييم نزيه سوف يعطيهم أقل من حقوقهم بكثير.