فى ميزان الأدب صناعة البطل المتناقض

«أنا الشيخ الفانى الذى تشبه حياته ورقة فى شجرة صفصاف إبّان الخريف. الكل ينتظرها كى تسقط, الكل يعرف يقينًا أنّها ستسقط، ناموس الحياة يقول إنها ستسقط، لكنها لم تسقط بعد! والتفسير الوحيد عندى هو أن أجلى لم يحِن بعد «..  إنها بعض كلمات رفعت إسماعيل طبيب أمراض الدم المصريّ المتقاعد رجل كهل يدخن بشراهة، ولا يمكن أن تراه بدون سيجارة حتى تظن أنها جزء من يده، تجتمع فيه كل الأمراض التى يمكن أن تخطر فى بالك فهو قبل كل شىء «رفعت» الذى لم يهتم يوما بصحته، الرجل الملول العصبى الذى ينتقد الآخرين ويصنفهم فى ذهنه دائما مع إنه يكره أن ينتقده الآخرون أو يقوموا بتصنيفه - ففى النهاية يظل رفعت هو رفعت المنافق الكتوم-، الرجل الذى ليس به أى مميزات دون عقله..  هو أيضا بطل استثنائى  لسلسلة من الروايات الشهرية تصدرت اهتمامات  الشباب لما يقرب من 21 عاما وثمانين أسطورة عاشها الشباب مع هذا الكهل منذ عام 1993 وحتى وافته المنية عمداً على يد كاتبها أحمد خالد توفيق عام 2014، والحق يقال أنه نجح فى صرف شباب هذا الجيل عن ملاحقة أفلام الرعب فى نوادى الفيديو وقتها ومن بعدها الفضائيات إلى قراءة الرعب فى سلسلة روايات ما وراء الطبيعة.  

عالم فريد محفوف بالأشباح و الأرواح و المنازل المسكونة و العوالم السرية المكنونة..  عالم كشف سره و سبر أغواره العجوز «رفعت إسماعيل» الذى عاش حياته القصيرة والحافلة متجولا بين بيوت مصاصى الدماء وكهوف المذؤوبين وغابات المتوحشين.. يعد كتاب ما وراء الطبيعة بمثابةِ سلسلة من الروايات الخيالية التى تتمحور قصتها حول ذكريات لشخصية ليست موجودة فى الواقع وإنما شخصية خيالية وهذه الشخصية تعود لطبيب متخصص فى أمراض الدم وهو طبيبٌ مصرى متقاعد اسمه رفعت إسماعيل والذى يبلغ من العمر أكثر من سبعين عاما والذى كان فى أيام شبابه يرفض الخرافات رفضا قاطعا ولا يؤمن بأى منها ولكنه مع مرور السنين وتقدمه فى العمر يواجه الكثير من الخرافات منها خرافة مصاصى الدماء والتى تواجهه أثناء دراسته خارج البلاد ويحاول أن يثبت كذب تلك الخرافة لكنه لم يستطع ذلك،فتدور أحداث السلسلة  حول العديد من الأحداث المتتابعة لحوادث خارقة حدثت فى الطبيعة وتعرض لها رفعت إسماعيل فى حياته تبدأ  فى عام 1959 م حيث تصل لهذا الطبيب العديد من الحكايات التى تعود لأشخاص متفرقين حول العالم وذلك عند سماعهم عن علاقة لطبيب بعالم الخوارق وقد بدأت أول سلسلة من رواية ما وراء الطبيعة فى عام 1993 م ثم صدر منها لغاية عام 2014 م 80 عددا ويعد العدد 80 هو نهاية أحداث الرواية حيث أنهى المؤلف حياة البطل رفعت إسماعيل بإصابته بمرض عضال مع وعد منه بأن تصدر حكايات أخرى لم يحْكِها بعد وذلك بعد ان وجد هذا الوعد فى مذكراته بعد أن مات ويعد أول ظهور لرفعت إسماعيل فى العام 1993م حين سرد مغامرته مع مومياء الكونت دراكيولا فى عام 1959 م ثم المغامرة التى حدثت مع مستذئب فى رومانيا فى عام 1961م.

كانت سلسلة ما وراء الطبيعة تقدم رفضا ضمنيا لحكايات الرعب والخرافات المنتشرة فى العالم العربى وفى كثير من البلدان المختلفة كمصاصى الدماء والمستذئبين وآكلى لحوم البشر والأشباح والجن ومس الشياطين وغيرها حيث يوضِّح بطل الرواية أن هذه الأمور من الممكن أن تحدث ولكن معظمها خيال وحيلةٌ وخداع وقد عمل رفعت إسماعيل بطل الرواية كمحاضر مختص بأمراض الدم وصار يروى ذكرياته التى واجهته حول الأشياء الخارقة للطبيعة والغير مألوفة فاشتهر بهذه الأمور أكثر من كونِه طبيبا وفى النهاية فان معظم أحداث سلسلة ما وراء الطبيعة كان يدور فى جو من الرعب والخيال والخوارقِ بأسلوب فنى ساخر يحمل الكثير من الإثارة والتشويق.

ما وراء الطبيعة هى سلسلة تتبع روايات مصرية للجيب من إصدارات المؤسسة العربية الحديثة للطباعة والنشر شعارها «مشروع القرن الثقافي» والتى صدرت ضمن أشهر سلاسل الروايات فى مصر والعالم العربى لدى القراء الشباب التى بدأ إصدارها عام 1984 م ومن أهمها روايات الكاتب الدكتور نبيل فاروق فى سلسلة رجل المستحيل وتعتبر من روايات الحركة وملف المستقبل التى تحمل طابع الخيال العلمى .ثم فى منتصف التسعينات انضم إليها الكاتب أحمد خالد توفيق بسلسلة ما وراء الطبيعة ذات طابع الغموض المرعب وتحديدا عام 1994 ثم سلسلة فانتازيا والتى من اسمها هى عن الخيال المطلق مما ضاعف أعداد القراء لأن سلاسل الروايات أصبحت تغطى معظم أنواع الروايات.

«رفعت إسماعيل» بطل روايات السلسلة شخصية بلا مميزات تشبه ذلك الرجل الأربعينى الذى لم يحقق أى من أهداف حياته و تلتقى به فى المواصلات العامة حالة اللامبالاة واليأس والتشاؤم تظهر فى تعبيراته وألفاظه خفيفة الظل الساخرة التى تزداد حدة كلما أزداد عمراً فهو بطل مضاد، لا يمتاز بأى مقومات بطولة جسمانية متعارف عليها، ويميل إلى تجنب المشاكل، غير أن خطاه تقوده إلى التورط فى أحداث فائقة رغماً عنه. عجوز ضئيل البنيان، أصلع الرأس، مدخن، يرتع فى جسمه عدد لا بأس به من العلل.

صورة جديدة للبطل تتنافى مع مثالية البطولة المتعارف عليها  ما منح الشباب فرصة جديدة ليكونوا أبطالا لحكاياتهم الحقيقية كرفعت إسماعيل فلا يوجد ما يميزه عنهم فى شىء فالبطل ليس بالضرورة أن يكون طيبا يحب مساعدة الغير بدون شروط، قويا، لديه قوة خارقة أو مفتول العضلات، ذكى، أو على الأقل غنى ولديه المعدات اللازمة وذلك جعلنا جعلهم يشعرون أنهم جميعا ذلك الوغد المحظوظ رفعت إسماعيل «كما يلقب نفسه» الذى دائما ما يعيش فى كل المشاكل التى يمر بها أيا كانت: مصاصين دماء، مستذئبين، النداهة، العفاريت والأشباح، أساطير غريبة من دول مختلفة وثقافات أكثر اختلافا، طوطم من قبيلة قديمة اهدى إلى متحف كهدية وتعثر به رفعت بسبب نحسه الدائم الذى لن يتركه حتى موته، التقائه مع ساحرة وتسحره لكى يقع فى حبها و تنقذه ماجى كالعادة....  وفى النهاية يموت ميتة من مرض السرطان فى سن كبير.

أكثر المصطلحات تأثيراً فى الشباب حد أنهم أطلقوها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن إلى مكان ينتمى جانب النجوم وماذا يشير الكاتب إليه يقول أحمد خالد توفيق أن جانب النجوم أسطورة حقيقية يعتقد أهل رومانيا أنه المكان الذى تقطن فيه كل المسوخ، ويستخدمه فى السلسلة عدة مرات، فى عدة مواضع مختلفة، مشيراً إلى الثغرات الأرضية التى تسمح لمسوخ جانب النجوم بالمرور إلى العالم الأرضى، ويتحدث عن سبع فتحات فى رومانيا، وفتحة فى مصر هى التى عبرت منها شياطين بيموك.

بالإضافة إلى كونه معبراً للمسوخ إلى العالم الأرضى، فإن جانب النجوم يخدم بمثابة محكمة للخطاة من البشر، فأولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، تقودهم خطاهم إلى عبور جانب النجوم، والمثول فى حضرة سادة النجوم الذين يطالبونهم برواية أكثر آثامهم شراً، لينعم أكثرهم شراً بالعيش فى جانب النجوم كأحد سادة النجوم، لكن روايات الخطاة تنتهى جميعها بالتهامهم من قبل روكيان الأماسى الذى يتشكل جسده من أجساد الذين التهمهم من قبل.. وفى حلقة الرعب الخامسة يحضر رفعت إسماعيل محكمة جانب النجوم، ويشهد هلاك رفاقه فى المحاكمة، لكن د.لوسيفر ينقذه ليعيده إلى الأرض متسائلاً عن آثامه الأشد سوءاً فيسخر المؤلف من استخدامه المفرط لجانب النجوم فى سلسلته الأخرى فانتازيا، مشيراً إلى أنه جعله مكاناً جغرافياً ثابتاً لا ينقصه إلا وسيلة مواصلات رسمية.

كأى رواية لا تخلو روايات ما وراء الطبيعة من الجانب الرومانسى فهو الجانب الإنسانى الذى يضيف مذاقاً خاصاً لأحداث تخطف الأنفاس وظهر بظهور ماجى حب إسماعيل الوحيد ولكنه حب بلا أمل خبيرة فيزياء اسكتلندية تعرف عليها رفعت إسماعيل حين كان يدرس الدكتوراه فى جامعة داندى تحت إشراف أبيها.

يحب رفعت إسماعيل ماجى وهى أيضا تحبه، لكنها تفضل أن يبقيا بعيدين عن بعضهما لكى لا يكتشفا عيوب بعضهما البعض. تظهر من حين لأخر فى السلسلة، وكان أول ظهور لها فى العدد الثالث، أسطورة وحش البحيرة يصف رفعت ماجى بأنها» رقيقة هشة تستطيع أن تسير فوق العشب دون أن تثنى منه عودا، عيناها زرقاوتان وشعرها ذهبى ثائر»، ظهرت ماجى فى السلسلة فى عدة أعداد .

أثر الوغد المحظوظ رفعت إسماعيل على شباب عاشوا حكاياته وتوغلوا فى رسائله وقصة حبه التى لانهاية لها وأزماته الصحية والنفسية وتفاصيل حياته الرتيبة إلا أن المؤلف سحب منهم حلمهم الجميل بالحقيقة المؤلمة أعلن نهاية السلسلة بوفاة رفعت إسماعيل رسميا ليصدم مجموعة كبيرة من القراء الذين أحبوا تلك الشخصية وتعاطفوا مع مزاجها الغريب غير المعتاد واعتادوا عليها بشكل حقيقى.. حتى أن البعض امتنع عن قراءة العدد الأخير أسطورة الأساطير اعتراضا منهم على موت رفعت إسماعيل.. 

ولأن الشبكات الاجتماعية هى المتنفس الأوسع انتشارا لجيل الشباب حاليا، فقد عبر القراء عن حزنهم الشديد على فقدانهم لشخصية رفعت إسماعيل التى أحبوها من خلال الوسيط الذى يجيدونه بشكل أفضل من غيره، فانتشرت دعوات التأبين للبطل الخيالى الراحل فى العالم الموازى الحالى، لتكتمل عبثية المشهد مع المقتطفات الشهيرة التى قام المستخدمون بإعادة نشرها فى صفحات وجروبات التأبين، حتى أصبحت هذه الصفحات لمن هم غير مألوفين على عالم رفعت إسماعيل كأنما يتحدث فيها مجموعة من الكائنات الفضائية من العالم الآخر.

صفحة التأبين الأشهر لرفعت إسماعيل على فيسبوك يزيد عدد المشتركين فيها عن 3 آلاف مشترك والعدد يزيد بسرعة كبيرة، كتب مؤسسوها فى تقديمهم لحدث حفلة التأبين «فى وداع الرجل ذى البدلة الكحلية التى لطالما جعلته فاتناً، ذلك الطبيب العبقرى الذى تحدى الأساطير وسطر اسمه فى صدارة عالم الغموض، وجعل حتى ألد أعدائه يحييه بكل احترام قائلا: «بك أسعد، ولك قلبى يطرب»..  وداعا دكتور رفعت.»

أما الصفحة نفسها فقد تحولت لساحة مفتوحة لكل عشاق رفعت إسماعيل لاسترجاع أشهر العبارات التى كان يحرص على استخدامها والتساؤل عن مصير علاقاته المتعددة مع الشخصيات المختلفة فى السلسلة وعلى رأسهم بالطبع ماجى كيلوب حبيبته الأجنبية التى سيظل يحبها «إلى أن تحترق النجوم وتندثر الكواكب».

ومن أبرز التعليقات التى وردت على صفحة حدث تأبين الشخصية الأدبية «رفعت إسماعيل مات!!!!! رايحة بينا على فين يا مصر؟»، و»مين هينقذك يا عزت دلوقتى لما تجيلك النوبة؟» وكتب أحدهم «لا أستطيع أن أتصور أن رفعت سيموت..  لقد كان الوحيد الذى أثبت لى أنى قادر أن أكون بطلا، فأنا أيضا عصبى كذبابة، نحيل كالقلم الرصاص، مصاب بالربو وصدرى كمصفاة قديمة...! لكن الحياة كانت تبدو لى طبيعية عندما أقارنها بما كان عليه (رفعت إسماعيل)»

النهارده بعد سنين من الرفض.. قررت اقرأ أسطورة الأساطير.. يمكن علشان المسلسل أو يمكن علشان الهجوم العجيب اللى حصل فى الآونة الأخيرة على د.أحمد خالد توفيق الله يرحمه.. أو يمكن علشان حسيت ان عندى كنز..  عدد من ما وراء الطبيعه لسه مقريتوش..  المهم انى قررت أقراه..  اللى أبكانى أكتر من موت رفعت إسماعيل هو تفاصيل موته.. مرضه.. زيارة أصدقائه..  أمنيته أن د.سامى يقعد معاه شويه كمان مش عاوزة أقولكم ع العياط ساعتها.. أشعار (طاغور) بين الفقرات..  الوصف فى العدد ده رعبنى..  بعيدا عن تفاصيل القصص اللى حكاها فى نفس العدد..  كان كل تركيزى على الواقع مش على الكتاب ولوسيفر وابنه والناس دى.

على واقع فراق الأحبة..  دايما اقرأ أو اسمع عن شعور اللى بيرحل عزيز لهم..  لكن وصف شعور اللى بيحتضر نفسه مرعب.. نظرته لأصدقاء عمره..  سؤالهم ليه: خايف؟ ندمان؟ العدد ده أبكانى بشكل هستيرى.. وداعا صديقى المخلص..  لقد عرفنا بعضنا منذ كنا فى سنى التاسعة والعاشرة.. معا تسلقنا الجبال والأشجار.. تعلمنا الحب..  وتعلمنا حروف الهجاء.. خدشنا قلبينا وخدشنا ركبتينا.. وداعا صديقى.. عسير أن يموت المرء بينما الطيور تغرد فى السماء.. لأن الربيع يفعم الجو الآن.. فكر فى..  وسأكون هناك.. وداعا د.رفعت اسماعيل.  

 

إعداد - سهير عبدالحميد 

تتفق أو تختلف مع مسلسل «ما وراء الطبيعة» لكن لا نستطيع أن نغفل الجدل الكبير الذى احدثه العمل بعد طرح الموسم الأول منه  عبر المنصة العالمية نتفلكس وعرضه فى 190 دولة حول العالم وترجمته الى اكثر من 32 لغة  حيث انقسمت الآراء ما بين الهجوم المستميت خاصة من جانب قراء الكاتب أحمد خالد توفيق  فى ظل التغيير الذى أحدثه صناع المسلسل وعلى الجانب الآخر إشادة بالتجربة التى اعتبرها البعض فتحت الباب أمام الدراما المصرية لتغزو العالم رغم ملاحظاتهم على بعض التفاصيل الفنية وخلال هذا الملف نتطرق  لتفاصيل التجربة ونرصد تقييم عدد من النقاد والمؤلفين والمخرجين للعمل من الناحية الفنية.

 

تامر حمزة: عمرو سلامة تعامل بقوانين رفعت إسماعيل والهجوم عليه غير مبرر

بعين المخرج والمشاهد سعيد جدا بحالة الاختلاف والجدل الذى أحدثها مسلسل «ما وراء الطبيعة» هكذا بدأ المخرج تامر حمزة حديثه عن العمل مؤكدا انه قدم منتجا ترفيهيا و بجودة واحترافية واحترم الثوابت التى نشأنا عليها.. وقال حمزة: الحق يقال المخرج عمرو سلامة قدم تجربة مختلفة وبطريقة قدمتنا كفن مصرى للعالم مع العلم أننا حتى بداية الخمسينيات كنا فى مستوى متقدم عالميا ثم جاءت فترة تقوقعنا اقليميا ثم زاد حتى تقوقعنا أكثر محليا فكون تجربة «ما وراء الطبيعة تجعلنا نعود وننفتح من جديد على العالم فعلينا أن نرفع لها القبعة خاصة ان هذه التجربة تقول ان مصر مليئة بالمواهب فى كل المجالات.. وأشار حمزة إلى أن العمل يحتمل أن يكون سلسلة أجزاء خاصة أن مؤلف «ما وراء الطبيعة» الدكتور أحمد خالد توفيق كتب قماشة واسعة يستطيعون أن يستغلوها لتقديم اجزاء كثيرة وطبيعى أن لا يجتمع عليه الجميع وأرى أن الهجوم على «ما وراء الطبيعة» له شقان أحدهما مبرر والآخر غير مبرروأنا لن أتحدث على الهجوم غير المبرر الذى اعتبره نوعا من أنواع الهدم ورسالتى لصناع العمل لا تتضايقوا من محبى الكاتب أحمد خالد توفيق لأنهم هاجموا من باب الغيرة على الرواية الأصلية .. وتابع حمزة: المؤلف عندما كان يكتب رواياته يجعل المشاهد يعيش فى خياله ولا يوجد شخصان خيالهما واحد فكل قارىء كان يرى رفعت اسماعيل بخياله وطريقته.

 

سليمان عبدالمالك: تمنيت الاهتمام أكثر بشخصيات السلسلة وموسيقى خالد الكمار أبهرتنى

قال السيناريست محمد سليمان عبدالمالك إن الكاتب أحمد خالد توفيق رحمه  الله  كان صديقا مقربا له ويعتبره استاذه  وعلى المستوى الشخصى تعلم منه اشياء كثيرة وأن بدايته كمؤلف كانت فى عالم روايات مصرية للجيب وعمر 19 سنة  قبل ان يتحول للدراما التليفزيونية عام 2007  وهذا جعله قريبا من عالم «ما وراء الطبيعة».. وتابع سليمان قائلا : من خلال مشاهدتى للمسلسل لابد أن ننظر للتجربة بعين الاحترام والتقدير لأنه أول مسلسل مصرى يعرض على منصة عالمية ومأخوذ عن سلسلة روايات نشأ عليها جيل كامل فكل هذه مناطق قوة تجعلنا نحتفى بالتجربة حتى قبل عرضها وننظر لها وكأن محمد صلاح يلعب فى الدورى الانجليزى .

واشار سليمان قائلا: لست جهة تقييم للمسلسل وفى رأيى أن تحويل الرواية من وسيط مقروء لوسيط مرئى بالتأكيد تحتاج للعديد من التغييرات وهذا طبيعى ولا يوجد اصل أدبى تحول لفيلم أو مسلسل الا وحدث تغيير فيها وانا تابعت ردود الأفعال على المسلسل والتى تراوحت بين مؤيد وبين حالة من عدم القبول والاستهجان لأن المسلسل لم يأت  كما كان فى خيالهم خاصة أنه تم تسويقه على أنه مسلسل رعب وهو لم يكن كذلك كما أنه واجه مشاكل فى الجرافيك .

أندرو محسن: واجه فقرا فى المؤثرات البصرية مقارنة بالأعمال العالمية

يرى الناقد أندرو محسن أن مسلسل «ما وراء الطبيعة « يعتبر بشكل عام نواة جيدة من الممكن أن نكمل عليها فاختيار أحمد أمين وشخصية رفعت إسماعيل لتكون نقطة الانطلاق الخاصة بالسلسلة، وهى المعروفة فى المسلسلات الأمريكية التى تنتمى لهذه النوعية بداية جيدة فالدكتور رفعت إسماعيل هو شخص لا يؤمن بما وراء الطبيعة وهذا واضح فى الحلقات ليتحول فى الحلقة الاخيرة من الموسم الأول انه يؤمن بهذا الفكر وهذا بناء جيد يسمح بتكوين عالم لهذه السلسلة.. وأضاف أندرو أنه من قراء سلسلة «ما وراء الطبيعة» ومن هواة كتب خالد توفيق ويرى أن عدم التزام صناع المسلسل بالسلسلة بكل تفاصيلها شيء يحسب لهم وليس ضدهم فهم لم يهدموها بالكامل لكن بنوا نسخة جديدة لعالم رفعت إسماعيل وفى المقابل الشخصيات والأفكار والعالم مأخوذة من السلسلة.

وأضاف أنه لا يحب المقارنة بين المسلسل والرواية والمفاضلة بينهما أيهما أحسن من الاخر فهذا عمل وهذا عمل آخر.   وتابع محسن: أيضا هناك فقر فى جودة المؤثرات البصرية مقارنة بالاعمال العالمية أو حتى الأعمال المصرية خاصة أنه يعرض عبرمنصة عالمية وهى نتفلكس وهذا شىء غريب خاصة أن العمل تم بميزانية كبيرة وهذا واضح فى حلقة الغوريللا.

محمد الحناوى: كنا نحتاج سيناريست بروح أحمد خالد توفيق

قال السيناريست محمد الحناوى أن تجربة مسلسل «ما وراء الطبيعة» تجربة مهمة و قصت شريط التمثيل المشرف للدراما المصرية فى العالم وهذا خطوة ايجابية فتحت الباب امام النجوم المصريين للتواجد على منصة عالمية  وليس بالضرورة أن تكون التجربة ناجحة بنسبة 100 % . وأشار الحناوى إلى ملاحظات له على المعالجة الدرامية والحوار داخل الأحداث ظهر من خلال متابعته للمسلسل ومن قبله معرفته بتفاصيل السلسلة الشهيرة وتحدث عنها قائلا: بالنسبة لى الحوار الداخلى لشخصية رفعت اسماعيل التى قام به الممثل الموهوب أحمد أمين هونفس روح حوار أحمد خالد توفيق لذلك بريقه واضح مقارنة بالحوارالدرامى بشكل عام للمسلسل .

طارق الشناوى: اختيارات الأبطال جاءت خارج الصندوق

قال الناقد طارق الشناوى إن «ما وراء الطبيعة» يحمل كعمل روائى كل أسباب الجذب لتقديمه دراميا من الحب والرغبة والانتقام والتسامح والرعب كلها مفردات جاذبة للتعبير عنها بالصوت والصورة وقد استوقفنى اختيار المخرج عمرو سلامة لكل ابطال المسلسل الذى جاءت خارج الصندوق بداية من البطل أحمد أمين الذى نعرفه غالبا فى الكوميدية أيضا جاء رهانه على وجوه جديدة مثل رزان جمال وسماء ابراهيم واية سماحة.. وأشار الشناوى إلى أن هناك مشكلة عندما يصطدم الخيال بالخيال فسلسلة «ما وراء الطبيعة» كتبت لمرحلة عمرية معينة وهى مرحلة ما قبل العشرين ومن حق صناع المسلسل أن يتجاوزوا بأفكارهم ومن هنا جاء الاصطدام بين فكر الرواية وفكر المسلسل فكل من قرأ السلسلة لديه صورة لكل الشخصيات والتى تغيرت قطعا مع مرور الزمن وحتما اصطدمت برؤية المخرج فى الحلقات الأولى الذى فرض قانونه ورؤيته مع استمرار الحلقات.

وتمنى الشناوى أن يكون موجودا بيننا مؤلف سلسلة «ما وراء الطبيعة» الدكتور احمد خالد توفيق ليرى النجاح الاستثنائى والذى طالما حلم أن يرى أعماله الأدبية على الشاشات مؤكدا أن توفيق راهن فى كتاباته على مرحلة ما قبل العشرين أو من يتجاوزهم بقليل وهم بطبعهم متطرفون فى حبهم له ولا يتسامحون فى أى شىء يخص خيالهم تجاه رواياته.