الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
سعيد بن زيد

سعيد بن زيد

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وزوج أخته فاطمة، يُكنّى بأبى زيد، أسلم مع زوجته فاطمة فى بداية بعثة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وأولى فترات الإسلام، وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حيث أسلم عمر فى بيت سعيد بن زيد. كان سعيد -رضى الله عنه- من أفاضل الصحابة المهاجرين، ومن أوائلهم فى الهجرة، وقد شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جمع المعارك والغزوات عدا غزوة بدر؛ لأن النبى -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد أرسله مع طلحة لتحسّس أخبار قريش على طريق الشام، وهومن العشرة المُبشَّرين بالجنة، وقد كان جريئاً فى حق الله لا يخاف فى الله لومة لائم، ومن ذلك أنّه سمع مرةً رجلاً فى الكوفة يشتم عليّاً بن أبى طالب كرم الله وجهه، فأنكر عليه ذلك بشدّةٍ ونهاه عنه. 



ورد فى فضل سعيد بن زيد, أن معاوية بن ابى سفيان أمر مروان بن الحكم بأخذ البيعة لابنه يزيد من أهل المدينة لولاية العهد، إلا أنه تريّث قليلاً فى ذلك، فسأله بعضهم عن سبب تأخره فقال: (حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع؛ فإنّه سيد أهل البلد، وإذا بايع بايعوا)، وقد أوذى -رضى الله عنه- فى سبيل الله إيذاءً كبيراً، منه ما وقع عليه من عذاب عمر بن الخطاب قبل إسلامه؛ حيث كان يوثّقه ويعذبه عذاباً كبيراً حتى يرجع عن إسلامه، وقد ولّاه أبوعبيدة بن الجراح نيابة دمشق بعد أن فتحها، أمّا عن مواقفه فى ميادين القتال والجهاد فقد كانت حازمة مشرّفة، وقد أشار خالد بن الوليد يوم معركة اليرموك بأن يكون سعيد بن زيد فى قلب صفوف المسلمين، فكانت له اليد البيضاء فى تلك المعركة

كان سعيد بن زيد رضى الله عنه مستجاب الدعوة، فقد ادّعت عليه امرأة تدعى أروى بنت أويس مرّة أنه ظلمها واعتدى على ملكها، ورفعت فيه إلى مروان بن الحكم وهو والى المدينة حينها، فنفى سعيد ذلك عن نفسه، وأراد أن تظهر براءته من هذا الفعل أمام المسلمين، فدعا الله -عز وجل- وقال: (اللهُمّ إن كانت عليّ كاذبةً فاعمِ بصرها، واقتلها فى أرضها، وأَظهِر لى نوراً مُبيناً للمسلمين)، فشاء الله -عز وجل- أن تموت تلك المرأة بوقوعها فى حفرة فى أرضها بينما هى تمشي، وأمّا موته -رضى الله عنه- فقد كان سنة واحد وخمسين للهجرة، وعمره حينها بضعة وسبعون عاماً، وقد توفّى فى قصره بالعقيق، إلا أنّه حُمِل إلى المدينة ودُفِن فيها بعد أن صلّى عليه المسلمون فى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.