الاستقطاب السياسى ووسائل التواصل الاجتماعى 2-4
المثالان الخاصان بالأشجار التى تكتب عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله والطائر الغريق فى الزيت كانا قبل انتشار شبكة الإنترنت والذى بدأ بعد ذلك بأعوام قليلة واستمر من خلال المواقع الإلكترونية وبرامج الدردشة المتناثرة حتى وصلنا إلى مرحلة شبكات التواصل الاجتماعى والتى مازلنا نعيش فيها حتى الآن.
فى فبراير من عام 2004 بدأت شركة الفيسبوك فى العمل والانتشار...بداية بسيطة بريئة لجمع الأصدقاء والتواصل معهم ثم مع الكم الكبير من الإقبال والانتشار والذى وصل بأعداد الحسابات حاليا إلى ما يقرب من 2.7 مليار حساب دخلت باقى الأنشطة على نفس الشبكة فأصبح لأغلب الشركات والمؤسسات الحكومية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدنى تواجد كبير على تلك الشبكة...تواجد قلص من التواجد التقليدى من خلال مواقع أو بوابات أو منصات إلكترونية...تزامن ذلك مع التطور الكبير فى أجهزة التليفون المحمولة والتى أحدثت فيه شركة أبل طفرة كبيرة بنزول الاجهزة الذكية والشاشات الكبيرة واستخدام خاصية اللمس والتفاعل مع الشاشة كلها بطريقة سهلة قضت تماما على استخدام لوحة المفاتيح فى تلك الأجهزة.
مع الإقبال الكبير على تلك التقنية ومع تزايد السرعات المتوافرة فى عدة أجيال بداية من الجيل الاول 1G وصولا إلى الجيل الخامس 5G والذى أتاح سهولة وسرعة غير مسبوقة فى التصفح والذى أتاحه تواجد العديد من التطبيقات المرتبطة بالوسائط المتعددة Multimedia فلم يقتصر الأمر على مجرد وجود نص مكتوب أو صورة صغيرة غير واضحة بل تعداه إلى الملفات الصوتية ومقاطع الفيديو القصيرة الجذابة.
تلك التطبيقات تتيح العديد من الإمكانيات منها إمكانية تحسين الصور أو تعديلها بالكامل أو اختلاق صورة أو مقاطع فيديو لم تحدث على الإطلاق مع إضافة مؤثرات صوتية متعددة لجعل المقطع أكثر جاذبية وأكثر تأثيرًا ثم يأتى دور تلك الشبكات فى تناقل هذا المحتوى بسرعة وسهولة بين بقاع الأرض فى خلال ثوان معدودة.
ولأننا نميل دائما إلى تصديق أغلب ما يعرض علينا دون ان نمرره على بوابة العقل والمنطق ولأن المحتوى جذاب ولأننا نختبر مصداقية المحتوى من خلال كم الإعجاب به Likes فإن منشورا صغيرا نراه يحمل عشرات الآلاف من علامات الإعجاب وآلاف التعليقات فإننا نقوم بصورة تلقائية بالإعجاب به ونشره إلى المزيد من الأصدقاء فتزداد كرة الثلج كبرا ويتعاظم تأثيرها.
غدًا نكمل
