الاستقطاب السياسى ووسائل التواصل الاجتماعى 4-4
صورة الغابة الشجرية وصورة الطائر على شاطئ الخليج وغيرهما كانت محاولات أولية نجحت فى إحداث الأثر المطلوب فى إطار الإمكانات المتاحة للإعلام والنشر تعاظمت بعد 2006 مع تغلغل شبكات التواصل الاجتماعى و استخدام التقنيات الفنية المتطورة لفبركة الأحداث والمشاهد ولنا أن ننظر إلى تقرير شركة الفيسبوك فى نوفمبر 2019 والذى أشار إلى أن الشركة قد قامت بحذف حوالى 3.2 مليار حساب مزيف فى الستة أشهر السابقة-من أبريل حتى سبتمبر 2019- وهو رقم يزيد علي ضعف ما قامت بحذفه فى نفس الفترة من العام السابق.
مازال التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية يحاول من خلال شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة ومن خلال القنوات الفضائية ومن خلال مجموعة من العملاء ولكن يبقى الملاذ والمخرج فى «الوعى» وهو ما يؤكد عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى العديد من اللقاءات وهى للمفارقة تكون لقاءات لافتتاح العديد من المشروعات القومية الكبيرة التى يكفى تواجدها وتنفيذها للرد على كل تلك الحملات التى تحاول النيل من قوة وتماسك الدولة المصرية فى سيرها نحو مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.
فإن كنا أقل انتباهًا عندما تعرضنا لصورة الغابة الشجرية فإننا بعد ما تعرضنا له من تجربة ما بعد يناير ومشاهدة ما أطلق عليه الربيع العربى ورأينا تأثيراته السلبية على بلداننا وعلى صورة الإسلام الصحيح فإن من الواجب علينا ألا ننساق إلى تلك الدعاوى ولا نقوم بترديد ما يتم نشره فلا يمكن إماتة الباطل إلا بالسكوت عنه.
ومع السكوت عن الباطل لابد من الالتفاف حول القيادة فى معركة البقاء والتنمية وهى أمور واضحة للجميع مهما اختلف البعض حول الآليات والأساليب إلا أنه لا خلاف على الغايات فما يحدث الآن ليس فقط تشييد لمبان ومد لطرق وإنما تغيير كامل فى أساليب الإدارة وتوجه كبير نحو معالجة قضايا مزمنة يأتى على رأسها قضيتا التعليم والصحة وهى جهود لا يمكن إنكارها أو التقليل من قيمتها فلا يستطيع أى منصف أن يغض الطرف عن المجهود الكبير الحادث فى مجال تطوير التعليم وأدواته والاهتمام بالشق التكنولوجى والتعليم الفنى كما لا يمكن إنكار ما تم فى القطاع الصحى من تأمين صحى شامل وكذا ايضا العديد من المبادرات الرئاسية يأتى على رأسها مبادرة القضاء على فيروس سى القاتل وهى المبادرة الأكبر على مستوى العالم كله بشهادة المتخصصين والتى نجحت فى تقليص النسبة من 14.7% من إجمالى عدد السكان وصولا إلى إعلان مصر كأول دولة خالية من المرض فى أكبر حملة وعملية مسح صحى فى تاريخ البشرية من خلال مبادرة 100 مليون صحة والتى قامت بفحص ما يزيد علي 60 مليون مواطن ومقيم لاكتشاف المرض والعديد من الأمراض السارية الأخرى كضغط الدم والسكرى كما قامت بتوسيع المبادرة لعلاج مليون مواطن إفريقى فى 18 دولة إفريقية.
تأتى تلك المبادرات وهذا العمل العملاق فى ظل تحديات يمر بها العالم كله يأتى على رأسها مكافحة انتشار فيروس كورونا والذى دفع خبراء إدارة المخاطر لوضعه على قمة المخاطر المتوقعة للعام2021 بعد أن كان يحتل المركز الثامن فى توقعات العام الماضي.
فعلينا جميعا أن نستمع إلى نصيحة أديب نوبل الأستاذ نجيب محفوظ التى نصح بها الموسيقار الكبير هانى شنودة عندما بدأ فى جداله حول الموسيقى الشرقية والغربية قائلا: «لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام».
