السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لكم كل الحب يا شعب العراق

لكم كل الحب يا شعب العراق

وددت لو كان بمقدورى أن أعبر لكم عما يخالج نفسى من شعور وما يجيش بقلبى من عواطف ، ليكتب فيها كاتب مصرى عن بلد أحبها من كل قلبه ألا وهى العراق الشقيقة. ولكم أهل العراق فى الشعور من خصائصه أن يحس ولا يدرك ، فإنى أحس فيه من أعماقى ..فليس لشعورى ترجمان إلا خفقان القلب واختلاج اللسان واضطراب البيان. 



أؤكد لكم أن هذا الشعور الذى حاولت أن أعرفه وهو غير معروف، وأحدده وهو غير محدد، هو شعور الحب الذى أشعر به نحو العراق الشقيقة، فعلى الرغم بأننى لم أزورها إلا أن حبى لها بالفطرة ، فأحببت فيها فوق حبى لذاتها، حبها لمصر شقيقتها.. ولا عجب فإن بلدا يهبها هذا الحب أشقاؤها أولى لها بحبها أكبر الحب أبناءها.

تساءلت عن الحكمة السامية بل الحكمة الباقية، وعن السبب الوثيق الذى جعل من مصر تحب العراق.

أهو وشيجة النسب؟ أهو اتحاد اللغة؟ أو هو وحدة الدين؟ لقد كان كل هذا من قبل موجودا، فما الذى جرى وتخطى الحدود؟!.

هو إيمان أصبح لنا كمصريين أن حبنا للعراق أساسها المحبة والولاء، لقد اجتمعت محبتنا على أسمى المعانى وأروعها، تلك هى معنى الوطنية المحلية مصرية كانت أو عراقية، بل سمت فأصبحت وطنية عربية شرقية.

نحن إخوة تجمعنا وإياكم روابط وثيقة خصنا التاريخ بها دون سائر البشر، بل وروابط مجيدة تساير المجد حيث سار أو استقر.. هى روابط الماضى والحاضر والمستقبل والتاريخ الذى جادت به تربتكم وتربتنا وبلادكم وبلادنا من باكر الثمار وخالد الفكر‏‎، أرض أعرق حضارة عرفتها البشرية ضاربة جذورها فى عمق التاريخ هناك اخترع الإنسان القلم والكتابة، هناك حمورابى وبابل.. هناك الكوفة والبصرة ذى قار والقادسية بغداد منارة العلم وهنا قاهرة المعز وفراعنة النيل حضارة مصر الفرعونية وحضارة بلاد الرافدين (العراق) حيث ظهرت صلابة العلاقة فى التأثيرات المتبادلة بين الحضارتين، وصور التفاعل المختلفة. فحضارة بلاد الرافدين قد أخذت عن مصر نظام الهرم المدرج فى بناء معابدها. كما أخذت الحضارة المصرية نظام استخدام الأختام، وفن رسم الحيوانات المجنحة. 

ليس أجمل ولا أروع من هذه الرابطة الروحية التى تجمعنا نحن الأمم الشقيقة، ولا تنسوا أن الشقيق حقا ليس هو الشقيق جنبا، بل هو الشقيق حبا. فمن واجبنا نحو أنفسنا أن نزيد هذا الحب القائم متانة فيصبح العراقى أخا وحبيبا للمصرى، فلنزد هذا الحب قوة وبذلا، فنصبح له أهلا وبه أهلا.