كفونى الكلام عند التحدى 2/2

عندما سألت محدثى عن مصدر معلومة أن الأهرامات تم بناؤها من الطين باستخدام مواد كيميائية حولتها إلى الحجارة أو أشد قسوة  أشار إلى موقع اليوتيوب وإلى أحد العلماء وهو المهندس عبد الدايم الكحيل والذى أشار إلى هذا الأسلوب فى البناء مستشهدًا بالآية القرآنية رقم 38 فى سورة القصص «وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّى صَرْحًا لَّعَلِّى أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ».

كيف أن فرعون أمر هامان بأن يوقد- يشعل- له الطين لبناء الصرح ولم يقل «على الحجارة» وهو الأوقع كما يقتديه العقل...المزيد من البحث قادنى إلى نظرية عالم المواد جوسيف دافيدوفيتس والذى ادعى أن وحدات من الهرم ليست منحوتة من الحجر ولكن فى الغالب شكل من أشكال الحجر الجيري الخرساني وأنها مصبوبة بطريقة تشبه الخرسانة الحديثة.  ووفقًا لهذه الفرضية، يتم استخراج الحجر الجيرى الناعم الذى يحتوى على نسبة عالية

من الكالونيت في الوادي جنوب هضبة الجيزة ثم يتم إذابة الحجر الجيرى فى أحواض كبيرة حتى يصبح ملاطًا مائيًا. ويتم خلط الجير - الموجود فى رماد حرائق الطهي- والنترون المستخدم فى التحنيط ثم تترك البرك لتتبخر تاركة وراءها خليطًا رطبًا يشبه الطين. ويتم بعدها نقل هذه «الخرسانة» الرطبة إلى موقع البناء حيث سيتم تعبئتها فى قوالب خشبية قابلة لإعادة الاستخدام وذلك بعد تركها عدة أيام لتمام التفاعل الكيميائي.

تشير المصادر أيضًا إلى أنه تم إجراء اختبارات لإثبات هذه النظرية باستخدام مركبات مماثلة فى معهد جيوبوليمر فى شمال فرنسا ووجد أن طاقم العمل مكون من خمسة إلى عشرة  أشخاص يعملون بأدوات يدوية بسيطة يمكن أن يصنعوا هيكلًا يزن خمسة أطنان وذلك فى غضون أسابيع قليلة.

تفسيرات أخرى للآية الكريمة تتحدث عن أن استخدام فرعون للطين هو من قبيل السخرية من سيدنا موسى وقومه ربما اتضحت تلك الفكرة وتؤكد على استخدام قدماء المصريين لأدوات إزاحة ورفع مختلفة وذلك لنقل الأحجار من أسوان وتشييد الأهرام بالصورة التى نراها عليها الآن. اختلاف النظريات وعدم القدرة على الجزم بأسلوب البناء والتشييد تؤكد ما أشار إليه شاعر النيل بأن تلك الأهرامات كفت مصر الكلام عند التحدى...عند أى تحد.

تحيا مصر.