الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«حربنا اليوم» ضد إرهاب الكلمة

«حربنا اليوم» ضد إرهاب الكلمة

الأسوأ من الإرهاب ألا نعرف كيف نتعامل معه بالكفاءة المطلوبة بحيث نحاصره ولا يحاصرنا ونهزمه ولا يهزمنا ونرد إليه سهامه دون أن نخدش أو نجرح مسيرتنا، والأسوأ من الاثنين ألا نعى دروس التجربة، فلانرى ما وراءها وما بعدها ولا نحصن أنفسنا إذاء احتمالات تكرارها.



فالانسياق وراء الانفعال والغضب هو وقوع فى أسر الإرهاب وحصاره، والخبط العشوائى واستمطار اللعنات ولطم الخدود وشق الجيوب هو إعلان عن الهزيمة واستسلام للعجز..أما التورط فى إشاعة التوتر والخوف والقلق فهو قرة عين لدعاة العنف وأدواته ومكافأة مجانية لهم. فهو امتحان دقيق لضمير الشعب وحسه الوطنى الواعى، لا يثبت اجتيازه بمجرد إحباط الفعل والقبض على الفاعلين، وإنما إنجازه الحقيقى يقاس بمعيار ترشيده لرد الفعل من ناحية، وبمقدار شجاعة التصدى لجذور العنف ومنابعه من ناحية أخرى، وهو ما تقوم به الأجهزة الأمنية المصرية بتعليمات واضحة وصريحة من القيادة السياسية المصرية، هؤلاء الرجال الذين يملكون القدر الكافى من وضوح الرؤية والإخلاص للهدف وجرأة المواجهة، وهو قدر مكتوب على جبينهم... مهما حملت سماء الإرهاب من عواصف وأنواء،ومهما كان المعترك صعبًا، فهؤلاء الرجال تحدياتهم مع الإرهاب هى بقاء مصر واستمرارها، فالكل يتحمل نصيبه فيها، لأن المهدد والمستهدف هو السفينة بجميع ركابها والمسيرة بمختلف فصائلها وأعلامها. ولكى يتحقق الثبات المرجو ويفوت على العنف غايته ومراده، لابد من الحزم مظلولا بالعزم ودعوة العقل قبل العاطفة والهوى، كما يغدو الضبط واجب التقديم على الربط. 

لأن الإرهاب لم يعد مجرد سلاح وقنابل وتفجيرات، ولكن المحرضين على الإرهاب والمداهنين لأدواته وعناصره، أصبحوا يلون الكلام ويأولونه وبيتسرون معانيه ومقصوده ويسارعون إلى الصيد فى الماء العكر...تقاليد جديدة احترفتها جبهات جديدة وتعالت منها الصيحات المتشنجة.

لقد مضت لحظات الصدمة من الإرهاب وانقضت، لذا فقد صار حقا علينا أن نتدير الذى جرى ونستخلص عبره ودروسه، بعد أن نستحضر القدر المتاح من العقل والحكمة والتجرد بحيث نصرف كل الجهد إلى حماية أمان هذا الوطن وأمنه فى اليوم والغد... وجميعنا بفضل الله يعلم أن جيشنا وشرطتنا وقيادتنا السياسية أهل للتصدى لكل هذا وباحترافية عالية،فمصر اليوم تحارب إرهاب الكلمة بلا أى تهوين أو ملاينة أو مداراة...ولهذا فنحن مفخرة الشعوب والأوطان 

 حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وقائدها من كل سوء أو مكروه.