الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية يؤكد فى حوار لـ روزاليوسف:

مراكز علمية وطنية تجرى دراسات مستمرة لاكتشاف لقاح مصرى

تعمل كل جهات الدولة ليل نهار، فى مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، الذى يشغل كافة شعوب ودول العالم، لتهديده حياة البشر، فالجميع يعمل فى خلية نحل من أجل علاج المصابين، وتوفير اللقاحات الجديدة التى تظهر فى أى مكان بالعالم، وكذلك توعية المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية.



وفى حواره مع روزاليوسف، أكد د. محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، على أن الدولة المصرية تنتهج طريق «العلم والدقة» فى التعامل مع وباء كورونا، وتتكاتف كافة الجهات لتوعية المواطنين بخطورته، مما ساهم فى الحد من تداعيات الفيروس، ومع ذلك فكل إنسان معرض للإصابة به، ونقل العدوى لأسرته وزملاء عمله، بينما تجتهد الحكومة فى وضع بروتوكولات العلاج المحدثة باستمرار، كنتاج تفاعل علمى وفنى وصحى متواصل، وتعمل على توفير اللقاحات الجديدة التى تنتظره عالميا لتكوين مناعة بشرية ضد الفيروس، وأدخلت لقاحات كورونا عبر «تسجيل طوارئ» لتوفيره للشعب بدلا من أن يستغرق أوقات طويلة تصل لسنوات، وفى الوقت ذاته تجتهد مراكز علمية وطنية فى إجراء الدراسات العلمية والميدانية فى محاولة منها لابتكار لقاح مصرى.

■ ما تقييمك للوضع الراهن لفيروس كورونا المستجد؟

- حاليا، تشهد مصر انخفاضا فى أعداد الإصابات والوفيات الجديدة اليومية، وفى الحاجة لدخول المستشفيات، وهناك تعامل علمى وعملى دقيق مع الأزمة، لاحتواء كافة التداعيات الناتجة عن فيروس كورونا، والدولة كاملة بدءا من رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء، واللجنة العليا لإدارة الأزمة، كلهم أبلوا بلاء حسنا، وتعاملوا بجدية ودقة احترافية، مما ساهم فى الحد من تداعيات الأزمة.

■ هل يرتبط انخفاض أعداد الضحايا اليومية بكورونا، بدرجة تقبل المواطنين للتوعية والتثقيف بشأن كورونا، أم لتوفير اللقاح المضاد لبعض الفئات، أم غير ذلك؟

- مازال هناك حالات تصاب يوميا، والوباء موجود، رغم انخفاض الحالات، فإن التعامل مع الأزمة من الجانب الوقائي، يجب أن يستمر وبكل دقة واحترازية، واتباع التعليمات، للحد من انتشار المرض.

■ ما درجة تقبل المواطنين للتوعية من قبل الدولة بخطورة الفيروس، والتعامل فى هذا الصدد؟

- هذه الأزمة أصابت العالم كله، وسيطرت على الوضع العالمى اجتماعيا واقتصاديا وصحيا ودوائيا، وأصبح هناك نوع من الوعى المجتمعي، والحديث المتبادل بين المواطنين يكون فيه حوار عن كورونا، وذلك لأنها أزمة شديدة جدا أصابت العالم، ومن أكبر أزمات القرن الحالي، ولذلك فالقلق منها والحديث عنها والوعى بها، ساهم فى الوعى بين الجميع، وانخفض التلامس بين المواطنين، والقبلات والعناق، وهناك التزام بارتداء الكمامات، وغرامات وإجراءات حكومية لمعاقبة مخالفة هذه التوجيهات، ويطبق التباعد الاجتماعي، واتباع الأأساليب الوقائية، وذلك يعنى ارتفاع الوعى بخطورة الأزمة بين المواطنين.

فالقضية هنا شخصية، لأن كل إنسان معرض للإصابة، أو نقل العدوى لأسرته وأهله وزملاءه.

■  ماذا عن بروتوكولات العلاج المصرية المحدثة لفيروس كورونا المستجد؟

- هى نتاج تفاعل علمى وفنى وصحى مستمر، يتم دراسته لتطبيق أفضل المعايير، مع الاستفادة بالخبرة المتراكمة على مدار فترة وجود الفيروس »عام وشهر»، ومعالجة الحالات، وهناك استجابة من الحالات للعلاج، وهذا خليط بين الخبرة العلمية والعملية، والتجارب العالمية والمحلية، ويتم تعديل البروتوكولات بشكل مستمر، لضمان الوصول بالجانب الوقائى والعلاجى والاستجابة إلى أفضل ما يمكن، وهذا التحديث للبروتوكولات ليس وليد اللحظة، ولكنه إجراء يطبق مع كل الأمراض الأخرى.

ومصر تطبيق الإجراءات الوقائية والعلاجية منذ اللحظة الأولى، الأمر الذى ساهم فى الحد من انتشار المرض.

■ ما مدى فعالية لقاحات كورونا الجديدة المنتجة حاليا فى العالم، واستوردت مصر كميات منها؟

- اللقاحات المنتجة حديثا للتعامل مع فيروس كورونا، هى نتاج تجارب كثيرة على عدد كبير من اللقاحات بالعالم، وعددها محدود، ومنها ما تم إنتاجه بالأساليب التقليدية المعروفة، ومنها ما أُنتج بأساليب حديثة، والهدف منها تكوين مناعة بشرية ضد الفيروس، فاللقاح يقلل ويحد من انتشار المرض، وكذلك يساهم فى الحد من المضاعفات الشديدة للمرض، وكافة اللقاحات تم تسجيلها فى العالم كله، وفى مصر تم عمل تسجيل طوارئ لها، لأن أى مستحضر جديد يستغرق فترة زمنية كبيرة لكى ينتج ويطرح، بخلاف المراحل العلمية والفنية والإكلينيكية، ودراسة المستحضر لفترات للوصول به إلى الأفضل، والتأكد من عدم وجود آية تداعيات أو مشكلات ستترتب على استخدامه للمرضى، واللقاحات المطروحة حاليا، تؤدى هذا الغرض فعليا.

■ كم لقاح فى العالم حاليا؟ وكم لقاح فى مرحلة التجارب السريرية الثالثة؟

-  أنتج فعلا حوالى 7 لقاحات، وتحديدا 1 فى إنجلترا و2 فى أمريكا و2 فى روسيا و 2 فى الصين، وهم الذين اجتازوا المراحل الإكلينيكية الثالثة، ويوجد أكثر من 100 لقاح يتم إجراء التجارب عليهم بالفعل حاليا ومازالوا يخضعون للدراسات.

■ متى سنجد علاجا لكورونا؟

- فيروس كورونا موجود من سنوات طويلة، ومعروف، ولكن السلالة الحالية جديدة، هناك الكثير من الفيروسات ومنها الأنفلونزا وغيرها، يتم علاج المضاعفات الخاصة بها، وقد تكون من بين الأدوية ما يؤثر نسبيا على الفيروس.

ولكن إذا كنت تقصد بسؤالك، دواء معين يتناوله المريض ويشفى من الفيروس، فهذا غير متاح عالميا حتى الآن، وهناك دراسات تجرى فى العالم كله على كل ذلك، ويستغرق ذلك أوقاتا طويلة وسنوات.

■ أين ترى مكان مصر فى ابتكار لقاحات جديدة لكورونا؟  

- مصر تجرى دراسات علمية وميدانية، وهناك مراكز علمية تدرس أى دواء أو لقاح، وذلك يحتاج لتجارب معملية، ثم على الحيوانات، ثم على البشر، وحتى الوصول إلى التجارب السريرية النهائية، وفى حالة التوصل لأى جديد فى ذلك سوف يعلن عنه.

■ كورونا إلى أين مستقبلا؟

- بحكم التجارب  القديمة، والخبرة فى هذا المجال، فإن أى وباء يستغرق فترة زمنية معينة، ثم يبدأ فى التخفيف من حدته، سواء كان بسبب ضعف الفيروس، او اكتساب البشر للمناعة ضده، أو بفضل التطعيمات، ولكن هل سيختفى تماما؟، أو سنتعامل معه على أنه مرض فيروسى مثل الأنفلونزا ويظهر فى المواسم؟ او تظهر سلالات جديد من الفيروس، فكل هذه احتمالات قائمة، فأى فيروسات تتحول إلى أوبئة، بعد وقت تصبح فيروس موجودا فى البيئة، ويتم التعامل معه على أنه فيروس يصيب الجهاز التنفسي، أما عن الوباء فسوف ينتهي، ولكن لا يعلم أحد متى سيحدث ذلك.