مصر تولد من جديد

منذ أيام محمد على، لم تحظَ مصر البلد والناس على هذه الفرصة فى حل مشكلتها المزمنة فى التكدس - بشر وعمران- فى شريط ضيق على ضفتى النيل بالرغم من أن أيام محمد على كانت أسهل، بل لم تك هناك مشكلة من الأصل.

 فالتعداد السكانى كان أقل من الحاجة والتجمعات العمرانية كانت محدودة للغاية والموارد الطبيعية من مياه وأراض زراعية ومواد خام كانت تكفى وبزيادة، إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه من معادلة انتحارية لا تترك أى أمل فى مستقبل تتحسن فيه جودة حياة الناس.

انفجار سكانى يمحو كل نسبة فى النمو، مرافق تهالكت بفعل ضغط عمرانى عشوائى، تقلص رقعة أرض زراعية بما يتعدى حدود الخطر، بؤر سكانية عشوائية لم تكتفِ بأطراف المدن وإنما هى فى قلبها بما تفرزه من سلوكيات اجتماعية ونفسية.

 شوارع فى عاصمة ومدن وريف ضاقت بحركة المرور إلى حد الشلل، ادارة حكومية مترهلة تضيع معها مصالح الناس، صحيح كانت هناك حلول على مدى ما يزيد على سبعين عاما مضت، ولكنها لم تكن حلولا جذرية تغير واقعا، بينما تنظر لمستقبل قريب وبعيد ، مجرد مسكنات لأزمات ستتفاقم دون شك.

وعندما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى بإيمان صلب وإرادة صلدة أنه ليست هذه هى الحياة التى يليق بالمصريين ان يعيشوها فقد، عطى مصر والمصريين الفرصة فى الميلاد من جديد كدولة عظيمة وشعب يستحق ، ليس فقط فى العاصمة التاريخية والمدن الرئيسية لكن فى كل شبر من مركز أو قرية أو تابع أو نجع، واقع على الأرض وليس نوايا او أمانى او خطط مؤجلة إلى حين.

امتداد عمرانى مخطط بمدن جديدة فى كل محافظات مصر بطاقات استيعابية هائلة ، شبكة طرق حديثة ضخمة بتخطيط علمى، تحديث تقني وتكنولوجى للجهاز الادارى أتاح تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين بوسائل الاتصالات الحديثة، بنية معلوماتية هائلة للخرائط الصحية والعمرية والقوى البشرية.

عاصمة ادارية جديدة هى عنوان عريض لهذا التحديث الشامل لكل الشرايين المصرية بكل ما قامت عليه من عناصر توفرت للقوة الإدارية للدولة الحديثة ومراكز اتخاذ القرار، اقتصادى وسياسى وتشريعى وتنفيذى، وسط إتاحات جادة لمجالات التنوير من ثقافة وفنون وإبداع.

إعادة صياغة للعاصمة التاريخية القاهرة بما يزيل ما اصابها من قبح ويرفع عنها أطنان الغبار الثقيل لتستعيد شبابها ومكانتها كحاضرة سياحية وثقافية أثرت فى الإقليم والعالم، ايضا كواقع على الارض وليست امنيات أو خططا مؤجلة.

مصر مع الرئيس السيسى.. ولدت من جديد.