الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صديقى الحاضر الغائب أنت الآن حر

صديقى الحاضر الغائب أنت الآن حر

إن من أكثر مراحل الألم على النفس البشرية عندما تجد نفسك فى مواجهة الرثاء لمن يملكون خلجات روحكم وأناشيد قلبك... وكل حرف ستحاول كتابته سيكون بمثابة إثارة الشجن وانبعاث لوتيرة تألم الروح..ولما لا وللروح عين ترى ما لا تراه عين الجسم كما للقلب مفردات للاشتياق للغائب العزيز لا يعلم سره. إلا خالقه.



كل هذه الهواجس تغتالنى وأنا أرثى صديقا غاليا على الروح والقلب.. وعلى الرغم من محاولاتى المضنية جاهدا أن أتمالك كل قوى الصبر والاحتمال لمواجهة مشقة الفراق لسفر عزيز بلا عودة منتظرا على محطات الحياة لعودته ولكن بلا أمل أو جدوى.

ويجب أن نعى أن أصدق الكلمات التى نبوح بها لأحبائنا هى تلك الكلمات التى نلفظ بها بعد رحيلهم..لأن مدح الإنسان فى وجهه  قد يدخلك فى مرمى الاتهام بالرياء والنفاق.

ولكن صديقى الغالى والنفيس الحاضر الغائب العالم الجليل الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق هو قامة رفيعة المستوى يجمع القاصى والدانى على دماثة خلقه ورقى فكره وتواضعه الجم.

فرحمة الله عليه أفضل من تعاملت معهم منذ عملى فى بلاط صاحبة الجلالة.

فقد كان نموذجا للتواضع والعطاء والكرم وهو يتبوأ قمة الهرم الوظيفى كوزير.

رجل بحق جعل من المنصب خادما له ولكل طالب معونة.فجعل الدنيا فى يديه ولم يجعلها فى قلبه فامتلك حب الناس واحترامهم.

فسلام عليك يا صديقى الغالى ويكفى أنك الآن حر.