الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغرب ودبلوماسية اللقاحات

الغرب ودبلوماسية اللقاحات

‏فلينظر المتشدقون بالعالم الغربى وديمقراطية وعداله العالم الغربى الى حال المواطنين فى الغرب الذين يقبعون تحت وطأة الرأسمالية المتوحشة التى لا تراعى أبسط ‎حقوق الإنسان فى الحصول على العلاج ولقاحات ‎كورونا فى إنكار تام لمفاهيم العدالة وتطاول على القوانين والحق العام، فى غياب لأدوات الرقابة والمتابعة، حيث الأمر يسوده اللامبالاة والمحاباة والنزعة الشخصانية والمزاجية.



فليس من العدالة أن يحصل الأصحاء فى الدول الغنية على اللقاحات قبل أولئك الأكثر عرضة للخطر فى الدول الفقيرة.. فعلى سبيل المثال ‏استعرضت منظمة الصحة مثالا لانعدام المساواة عن طريق استخدام أكثر من 39 مليون جرعة من اللقاحات فى 49 من الدول مرتفعة الدخل مقارنة مع 25 جرعة فقط فى إحدى الدول الفقيرة... غياب العدالة فى توزيع اللقاح سيطيل أمد الوباء.  فالفيروس لم يحدد هوية ضحاياه حتى يتم التوزيع على هذا النحو المبين . 

ولم تكمن الصعوبات فى الإنتاج والتوزيع فقط، ‏بل تعود إلى ايديولوجيا التفوق الغربى التى تعيق هذه الجهود على المستوى العالمي. فالحكومات تدرك فى جميع أنحاء العالم أن الطريقة الأسرع والأقل تكلفة للخروج من هذا الوباء هى من خلال التطعيم على نطاق واسع والتى تعرضت لضغط هائل لتحصين سكانها فى أسرع وقت ممكن منذ الإعلان عن أول لقاحات آمنة وفعالة فى نوفمبر 2020.

ومع ذلك، فقد ثبت أن التطعيم الجماعى السريع بعيد المنال للعديد من البلدان لأسباب متعددة، العديد منها سياسى أو حتى أيديولوجى أكثر منه عملي...حيث ترك انعدام العدل فى إنتاج اللقاح وتوزيعه على العديد من البلدان دون جرعات كافية من اللقاح لتحصين حتى أكثر الشرائح السكانية ضعفاً. كما أدت جهود بعض البلدان للانخراط فى ما يسمى بـ «دبلوماسية اللقاحات» واستخدام اللقاحات التى تنتجها أو تحصل عليها كأداة قوة ناعمة لزيادة اتساع الفجوة بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى اللقاحات وأولئك الذين لا يحصلون عليها.  فى غضون ذلك، أدى عدم الثقة فى العلماء والنخب السياسية إلى موجة متزايدة من رفض اللقاحات، خاصة فى الغرب.‏

الدعوة الى الحرية الطبية فى مواجهة اللقاحات هى دعوة ظاهرها نبيل وباطنها الفوضى، للشخص كامل الحرية فى اختيار العلاج ولكنه غير مؤهل لتقييمه وهذا منسحب على كل المجالات.إنها عباءة جديدة السياسة.

 ‏ولكن وحدها ‎العدالة فى توزيع اللقاحات بين دول الشمال ودول الجنوب ستضع البشرية على سكة الخلاص من هذه الجائحة ‎وإنقاذ أرواح الناس ونهضه إقتصاديات الدول. ليس ما يحدث فى الغرب من عدم عداله فى التوزيع.