السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روشتة أزهرية للترحيب بشهر رمضان

مع بداية شهر رمضان يزداد اجتهاد المسلمين لاستقبال الشهر الكريم وتكثر الترتيبات استعدادا للصوم لكن يظل سؤال الكثيرين عن أفضل طرق استقبال الشهر الكريم والترحيب به بصورة تزيد من ثواب الصائمين والعابدين.



بداية يوضح د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية لمجلس الشعب أن استقبال شهر رمضان يتطلب عدة أمور منها: تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة، والتلاوة، والقيام، والذكر، والدعاءوغير ذلك من العبادات والطاعات.

أضاف أن استقبال الشهر المعظم، يتطلب المداومة على قراءة القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف فى شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه فى شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقى العبادات فى شهر رمضان وغيره، وهى تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغى للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.

واستطرد قائلا: لا ننسى أن نذكر بأهم ما يعين على ذلك كله ألا وهو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر فى كتاب الله وسنة النبى ﷺ، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلاَ تَكْفُرُونِ} وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [أحمد].فبذكر الله يعان المؤمن على كل ما أراد أن يقبل به على ربه عز وجل.

د. على فخر امين الفتوى بدار الافتاء يرى ان اول شيء نستقبل به رمضان ان نحب عبادة الصوم باعتبار انه غاب عنا عام، وان نستجضر معنى ان الله يعد للصائمين الجزاء مالم يعده لعبادة أخرى، فلو احببنا عبادة الصيام واستحضرنا ان الله تعالى هو الذى يعد الجزاء عن ثواب الصوم، فسنجد اننا مقبلين على رمضان بقلب منشرح، أضاف: «كان الصحابة يستقبلون رمضان قبل قدومه بستة أشهر لما يعرفون فيه من نفحات ربانية والثواب الجزيل الذى لا مثيل له، لذلك علينا ان نخلص النية فى عبادة الشهر ونصفى القلوب لله».

كما يوضح الشيخ سعيد صبرى من علماء الأوقاف أنه لا بد لنا من استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة والإنابة إلى الله (عزوجل) لأن التوبة سبب القرب من الله تعالى لقوله عز وجل: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، موضحًا أن التوبة من أسباب السعادة والفلاح وقد فتح الله (عزوجل) لعباده باب التوبة والإنابة، وجعل سبيل ذلك مُيسّراً سهلاً لمن أراد، وقد تعهّد الله (عزّ وجلّ) بمغفرة ذنوب عباده التائبين، والعفو عمّا اقترفوا من معاصى وآثامٍ إذا تابوا إلى الله بصدقٍ، وفى هذا يقول المولى (جلّ وعلا):»وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمون».

ولفت إلى أن التوبة التى يريدها الله (عزّ وجلّ) من عباده هى التّوبة النّصوح المكتملة الشروط والأركان، وهى التى يكون فيها العبد صادقاً ومخلصاً فيها لله وحده، وهى بهذا تدفعه للعمل الصالح والقُربات، والأصل أنْ يرافقها تغيّراتٍ ملموسة فى سلوكه وحياته نحو الأفضل تجاه علاقته بالله تعالى.

فيما يرى الشيخ عصمت عبد المجيد إمام مسجد التوفيق بحلوان أن الذكر من العبادات والأعمال الفاضلة فى كل زمان ومكان، ويتأكد فضل هذه العبادة فى شهر رمضان المبارك، ويعدّ ذكر الله تعالى من أبرز الأمور التى تدل على قرب العبد من ربه ومحبته له، وأمر الله تعالى عباده بذكره وجعله بابًا لرضاه، حيث قال فى كتابه الكريم:» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً «، فالذكر سكينةٌ للنفس وطمأنينةٌ للقلب، به تنفرج الكروب وتُحلّ العقد، ويؤدى إلى محبة الله عز وجل، وقد أعدَّ الله سبحانه وتعالى للذاكرين الله كثيرا والذاكرات مغفرةً وأجراً عظيماً؛ قال تعالى: «َالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا».

أوضح أن الذكر خير الأعمال، وأزكاها، فعن أبى الدَّرداء (رضى الله عنه) قال: قال النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم):» ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها فى درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى؛ قال: ذكر الله تعالى. فقال معاذ بن جبل (رضى الله عنه): ما شيء أنجى من عذاب مثل الذكر، وقوله (صلى الله عليه وسلم): «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، ومن هنا فعلى العبد وهو يتقرب إلى ربه فى هذا الشهر المبارك أن يرتبط بذكر الله تعالى.

وشدد أن ذِكْر الله من ضرورات استقامة الحياة، ومن فوائد الذكر جلاء القلب من الهموم والأحزان، وطمأنينة للنفس، وجلب للسرور والسعادة، واستقامة فى السلوك، وتحصين دائم للنفس من مخاطر وساوس الشيطان ؛ ولذلك علينا أن نغتنم ساعات الحياة بل دقائقها فى الإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتلاوة القرآن فإن الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا.