الخميس 25 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 حينما يُعانق عيدُ القيامة / شهر رمضان

حينما يُعانق عيدُ القيامة / شهر رمضان

فى يوم السبت الماضى الأول من مايو 2021، أفطرتُ بعد أذان المغرب فى أحد أيام شهر رمضان المعظم، وبعد عدة ساعات، أفطرتُ مرة أخرى بعد انتصاف الليل مُعلنًا عيد القيامة المجيد، وهذه هى مصر وهؤلاء هم المصريون. 



فهى ولا شك مظاهرة وطنية بالغة، تحمل إشارات ربانية، ورسائل إلهية للمصريين، بل للعالم بأسره، أن يتواكب عيد القيامة المجيد فى رمضان المعظم، لتتعانق الديانتان السماويتان فى مشهد حضارى راقٍ و بديع. 

وعيد القيامة المجيد هو أحد الأعياد السيادية الكبرى، بحسب طقس الكنيسة، أى المرتبطة بالسيد المسيح عليه السلام، وهو عيد يأتى فى نهاية ما يعرف بـ«الصوم الكبير» لدى الأقباط الأرثوذكس، الذى يستمر لمدة 55 يومًا كل عام، ويسبق العيد (أسبوع الآلام) الذى يبدأ بأحد الشعانين أو أحد السعف وهو ذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى القدس، ويستمر هذا الأسبوع حتى (سبت النور) الذى يحدث فيه معجزة خروج «النور المقدس» من «قبر المسيح» الواقع بكنيسة القيامة فى القدس، وانبلج ضوء عيد القيامة المجيد مع فجر يوم الأحد 2 مايو 2021. 

وقد تجولتُ كثيرًا فى بعض الترانيم والتراتيل التى نسمعها أثناء الاحتفال، وراقنى ذاك المقطع الذى يقول: «عند شق الفجر باكر فى صباح الأحد، قام الرب المجد ناصر شعبه للأبد..  أنت دست الموت وحدك يا يسوع الناصرى، مُظهرًا للخلق مجدك، بالجمال الباهر.. كسر الموت جلاله، دحرج الصخر الكبير.. من على القبر جماله، بان بالنور الخطير». 

كذلك يهمنى مشاركة القارئ الكريم، بعض الدروس المستفادة من عيد القيامة المجيد فى الكتابات المسيحية:

(*)  الذى جعل المسيح يموت ويقوم هو خطيّتك ورغبته فى تحريرك : نعم، لقد مات المسيح وقام من بين الأموات فقط لفداء البشرية. 

(*) اختبر الموت كى تستطيع أن تختبر القيامة: إن المعنى الحقيقى للقيامة، أن تتنزّه وتعلو وتترفّع عن الحياة الأرضيّة بكل مُتعها ولذّاتها وشهواتها إذ أنّك تشتاق وتنتمى لأبديّة سعيدة مع الله فى السماء. 

(*) لا داعى لأن تكون عبداً لأن قيامته تُحرّرك: يعيش الكثير من البشر مُستعبَدين لخطايا وعادات شرّيرة. والبعض يعيشون عبيداً لمخاوف وأخطار وهزائم وقلق وعذاب وتعاسة، لكنّ الله لا يُريدك أن تكون مُستعبداً لكلّ هذا، بل يُريدك أن تحيا فى سلام مُطمئنّاً وثابتاً.

وقد تشرفتُ منذ سنوات عديدة بالمشاركة فى القداس الإلهى الرسمى فى عيدى الميلاد والقيامة بالكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، من لدن قداسة البابا شنودة الثالث الموقر، والصديق الفاضل نيافة الأنبا بسنتى صاحب الفكر المستنير، ثم تعددت لقاءاتى  بقداسة البابا تواضروس الثانى الجليل، ومعظم الآباء الكهنة الكبار، وتوطدت علاقات علمية وثقافية متميزة مع المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى برئاسة الحبر الأعظم المثقف الكبير الصديق الغالى نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام، و الصديق العزيز المستشار ماجد عطية، مستشار المركز، كما تشرفتُ بلقاء غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، وعدد لا حصر له من القيادات الكنسية منهم نيافة المطران منير حنا الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقى، وجناب القس جرجس عوض راعى الكنيسة المعمدانية، ومن الشخصيات الوطنية أذكر ممن فارقونا إلى الدار الآخرة أصحاب المعالى المستشار وصفى ناشد بسطوروس واحد من أهم رؤساء محاكم الجنايات فى مصر،والمستشار انتصار نسيم مساعد وزير العدل للتفتيش القضائى ورئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب رحمهما الله.

 ثم يأتى اسم معلمى وأستاذى – حرفيًا – وأخى الأكبر معالى المستشار الجليل بولس فهمى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا علامة وضّاءة فى معانى الوطنية والتماهى فى مصر الكنانة، وسيدة العلم والبحث العلمى الأكثر فعالية الأستاذة الدكتورة نادية زخارى وزيرة البحث العلمى الأسبق وعضو المجلس القومى للمرأة، ورفيق رحلة العمر الصديق النائب الدكتور جميل حليم عضو مجلس الشيوخ، والدكتور المحترم نشأت يوسف، ورجل الدولة العالم الدكتور كمال شاروبيم أستاذ الهندسة والتخطيط ومحافظ الدقهلية السابق، والآن هو رئيس المجالس الرئاسية التخصصية، والأخ الأكبر البروفيسور القانونى والاقتصادى الأشهر الدكتور رابح رتيب بسطا عميد كلية الحقوق ونائب رئيس جامعة بنى سويف الأسبق، ومؤخرًا تشرفتُ بأخوة وصداقة سيدة البرلمان المصرى الإعلامية القديرة النائبة الوقورة فيبى فوزى وكيل مجلس الشيوخ، ومن الشباب الواعد الطالبة بالفرقة الأولى بكلية حقوق الإسكندرية كلارا ميلاد، وغيرهم مئات ممن ربطتنى بهم صداقات ممتدة أرجو أن يديم علينا الود والنقاء، وقد لمستُ فيهم جميعًا ثقة وتسامحًا وسلامًا نفسيًا، ممزوجة بعظمة وروحانية نادرة ( منهجًا وأداءً وسلوكاً ). 

وبوحدتنا الوطنية.. تحيا مصر