الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل إيمانية

السرور

سيدنا النبى ﷺ جعل من مكونات عقل المسلم السرور، والسعادة، والحبور، والفرح جزءٌ لا يتجزأ من شخصيته، ونفسيته، وعقليته بخلاف أولئك الذين ظنوا أن الكآبة هى جزءٌ من الإسلام، والإسلام برئٌ من هذا.



علمنا رسول الله ﷺ ، وعلم الناس والبشرية جمعاء كيف تكون مسرورًا فرحًا بنعمة الله سبحانه وتعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا} ، السرور والفرح جزءٌ لا يتجزأ من حياة المسلم،

 نرى رسول الله ﷺ فى هذا السرور وهذا الفرح يحب الطيب، والرائحة الطيبة، ويحب الريحان، وتقول السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها: «كنت أطيّب رسول الله ﷺ حتى أرى وميص الطيب فى جسده» أى لمعة الطيب فى جسده الشريف ﷺ ، كان يحب أن يفرح، وأن يضحك، وكان يحب أن يُدخل السرور والفرح على الآخرين من الأطفال إلى الشباب، إلى الكبار، إلى النساء، إلى الرجال، كان يحب من الإنسان أن يكون مسرورا سعيدا، راضيًا عن ربه فيرضى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الفرح، فرحٌ لا يُفسد فى الأرض فإن الله سبحانه وتعالى لا يُحب الفرحين بمعنى المفسدين فى الأرض، ولكن الله سبحانه وتعالى يحب الزينة، ويحب السرور والسعادة. 

كان رسول الله ﷺ له شخصٌ كما أخرجه البخارى يُسمى بعبد الله يجلس مع النبى ﷺ ، ويُدخل على قلبه السرور، ويحكى له من الحكايا ما يضحك به رسول الله ﷺ ، أتوا به مرةً وقد شرب الخمر، والخمر حرام وبإزائها عقوبة، فأقام عليه العقوبة، وفى المرة الثانية أتوا به أيضًا وقد شرب خمرًا، وفى المرة الثالثة قال عمر: «ما بال هذا المنافق يا رسول الله»، قال ﷺ: «والله لا أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله» ، هذا الرجل غلبته نفسه ووقع فى المعصية إلا أنه كان يحب الله ورسوله، وكان يُدخل السرور على سيدنا ﷺ ، ونهى الصحابة الكرام أن يصفوا هذا الرجل بتلك الصفة، حيث إنه يحب الله ورسوله.