مخترع مصرى يطلب متطوعًا لمحاكاته فى شكل «روبوت»

هى فكرة قد تظنها للوهلة الأولى مُجرد قصة لفيلم سينمائى جديد يستعد للطرح فى دور العرض بـ«هوليود»، فئة الخيال العلمي، لكنها فى الحقيقة اختراع هو الأول من نوعه على مستوى العالم، ابتكره ويعمل على تنفيذه مهندس مصرى شاب يُدعى محمود الكومى.

 «استنساخ بدون لحم ودم»، جملة قد تلخص الاختراع الجديد لابن مدينة طنطا، وخريج كلية الهندسة، إذ يعمل «الكومي» على تنفيذ «روبوت» لمحاكاة الإنسان شكلًا وموضوعًا، لذا أعلن عن طلبه متطوعًا لمدة 3 أشهر على الأقل لأخذ نسخة من «بصمة الوجه، وبصمة الصوت، والانفعالات، وأسلوب التفكير، والاهتمامات، والمشاعر» وكل شىء يمكنه أن يضمن خروج نسخة آلية تكون «صورة طبق الأصل».

مواصفات خاصة يجب أن تتوفر فى المتطوع الذى طلبه المخترع الشاب بحسب تصريحاته لـ«روزاليوسف»، منها: «الذكاء، وحُسن السير والسلوك، وقوة التأثير فى الغير»، وقبل كل ذلك التفرغ شبه التام لمدة 3 أشهر، وهى الفترة التى سيعمل خلالها محمود على تدريب نموذج الذكاء الاصطناعى لمحاكاة الشخص المتطوع.

قد يبدو الأمر أقرب للخيال، لكن المُقدمات تشير إلى نجاح «الكومى» فى تنفيذ اختراعه الذى بلغت نسبة إنجازه -حتى الآن -75% تقريبًا، ولم يتبقَ سوى قبول متطوع تنطبق عليه المواصفات.

يقول الكومى: «أعمل حاليًا على رأس فريق عمل يتكون من 3 مصريين، و5 أجانب من جنسيات مختلفة، لإنهاء تنفيذ الروبوت بتمويل ذاتي، والذى بدأنا العمل عليه منذ بداية 2020».

ويؤكد المخترع الشاب على «شرعية» اختراعه من الناحية الدينية حسبما أكد له عدد من علماء الدين على حد قوله، وذلك لما قد يواجهُ من انتقادات تتعلق بحُكم استنساخ الإنسان. يستغرق «الكومى» فى شرح اختراع قائلًا: «تخيل يكون فى منك نسخة طبق الأصل فى الشكل والاهتمامات وأسلوب التفكير، والانفعالات، نحن بحاجة لمثل هذا الاختراع لاستنساخ العلماء والمفكرين والعباقرة، وأتمنى محاكاة الدكتور مجدى يعقوب لأن الاختراع سيكون بمثابة تخليد له، بل ويمكن تطويره فى المستقبل لإجراء العمليات الجراحية بنفس الكفاءة». جانب إفادة آخر يوضحه «الكومى» من وراء اختراعه، وهو تعويض فقد إنسان عزيز مثل الأب والأم أو الزوجة والزوجة والأبناء، فيمكن عمل «روبوت» بنفس الشكل تمامًا والصوت والمشاعر.

يذهب اختراع «الكومي» إلى آفاق أبعد تصل لتطوير تطبيقات محاكاة إلكترونية فى المستقبل للاحتفاظ بنسخة من كل شخص، وهو الأمر الذى سيعمل عليه آخرون فور خروج الاختراع إلى النور.

سجل «الكومى» فكرته فى مكتب براءة الاختراع الأوروبى، وقد سبق له تسجيل الروبوت «كيرا» وهو الأول على مستوى العالم الذى يطبق فكرة مسحات الـpcr لفيروس كورونا، وحصل بفضله على الميدالية الفضية من معرض جنيف الدولى للاختراعات فى دورته الاستثنائية 2021.

عرض محمود على عدد من الأشخاص المؤثرين التطوع لتنفيذ اختراعه لكن بسبب انشغالهم لم يلق طلبه القبول، وبالفعل يتلقى المخترع الشاب عشرات العروض يوميًا لكنه يتنظر الشخص المناسب الذى سيكون بمثابة أيقونة عالمية تلاحقه عدسات الكاميرات كأول إنسان تم استنساخه آليًا