الخميس 3 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى معرض يقام بجاليرى إبداع

«قضايا بعيون الفن الساخر» جولة فنية فى عوالم فن الكاريكاتير

بلغته البصرية السريعة والخاطفة وخطوطه المختزلة وكلماته المصاحبة يحتل «فن الكاريكاتير» مكانته المجتمعية الراسخة فى عقول وقلوب قراء الصحافة الورقية على مر العصور والأزمنة، ويتخذ تأثيره القوى فى إيصال المعلومة بشكل مبسط وساخر إلى نفوس العامة كاشفا المخبأ والمستور فيما بين السطور.



ويشهد جاليرى إبداع فى الزمالك معرضا «قضايا بعيون الفن الساخر» من تنظيم الفنان أمين عبد الرحمن وقام بافتتاحه الفنان الدكتور سيد قنديل عميد كلية الفنون الجميلة.

المعرض يضم أعمال مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المهمة والنادرة لرواد فن الكاريكاتير المصرى مثل، عبد السميع، محمد عبد المنعم رخا، أحمد طوغان، رجائى ونيس، حجازي، ناجى كامل، مصطفى حسين، الليثي، وكمال الصاوى بالإضافة إلى مجموعة نادرة من الرسوم الصحفية لجمال قطب، اللباد، وخوان سانتيس.

يضم المعرض عددا من الأعمال الأصلية لرسوم صحفية لعدد كبير من نجوم هذا الفن خلال القرن الماضي، حيث يظهر فى الأعمال الفنية الأسلوب الفنى المميز لكل فنان على حدة، وتتنوع الأعمال المعروضة مابين فنون الكاريكاتير الاجتماعى والذى يناقش قضايا مجتمعية ويكشف تناقضات المجتمع وهذا النوع سخريته لاذعة وتهكمه شديد وتأثيره محدود. وأيضا الكاريكاتير السياسى والذى ينقد الواقع السياسى محليا أو عالميا.

يعد فن الكاريكاتير أحد أهم فنون الرسم الصحفى والذى اتخذ مكانته الهامة فى المجتمع مخاطبا القلوب والعقول، حيث عرفت الصحافة المصرية فن الكاريكاتير فى بدايات القرن العشرين على يد ثلاثة من الرواد الأجانب خاصة بعد ثورة 1919 بداية بالفنان الاسبانى «خوان سانتوس» الذى جاء إلى مصر للعمل أستاذا فى مدرسة الفنون الجميلة وتتلمذ على يديه الكثير من الفنانين الذى التحقوا فيما بعد للعمل فى الصحافة المصرية من أمثال الفنان الكبير الحسين فوزى، ثم جاء الفنان التركى «على رفقى» الذى اختطفته مؤسسة دار الهلال ورسم وأبدع فى مجلات المصور والفكاهة وغيرها، ثم جاء الفنان الارمينى الكسندر صاروخان وهو أكثرهم تأثيرا وتداخلا فى رسومه مع هموم ومشكلات المجتمع المصرى السياسية والاجتماعية، وكان قد اكتشفه الكاتب محمد التابعى وخصه بالرسم فى مؤسسة روزاليوسف فأبدع فى رسم أغلفتها وتناول بأسلوبه اللاذع أهم المشكلات السياسية والمعارك الحزبية المصرية. ثم انتقل منها مع «التابعى» إلى آخر ساعة 1934 وإلى أخبار اليوم مع الأخوين على ومصطفى أمين ومن ثم ابتكاره لشخصية «المصرى أفندى» الشهيرة والتى أصبحت فيما بعد أشهر شخصية كاريكاتورية فى الصحافة المصرية، ما يميّز أسلوب ألكسندر صاروخان هو قدرته على استيعاب روح الفكاهة المصرية فى رسومه بسهولة، معبّرًا عن قضايا وشرائح اجتماعية عدة أحسن تعبير فحفر لاسمه مكانة بارزة فى تاريخ هذا الفن، ليس برسومه الكاريكاتيرية وحدها بل بإسهامه فى خلق (وتبنّي) جيل جديد من الرسامين المصريين الذين حملوا على عاتقهم لواء هذا الفن فى ما بعد. وقد تميّز صاروخان بتمرده على النمط السائد فى الرسوم الكاريكاتيرية بخطوطه القوية والصريحة. كما أن شخوصه عبّرت تعبيرًا دقيقًا عن روح الشخصية، لا مجرد محاكاة لمظهرها، ولا تملك حين تتأملها إلا أن تبتسم مدهوشًا بقدرته الفريدة على صوغ ملامح أو سمات كل شخصية من الشخصيات التى رسمها. وأثبت صاروخان فى كتابه «هذه الحرب» الذى خطته ريشته ضد الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية بأنه رسام مفكر أيضًا، وأن أفكاره تنمّ عن ثقافة عالية وموقف إنسانى واضح ورأى سياسي.

كان الفنان مصرى رخا أحد رواد فن الكاريكاتير المصرى ومن أوائل من احترفوا هذا الفن بالمعنى الحقيقى واتخذ على عاتقه تمصير أبطال الكاريكاتير المصرى وتحريره من الشكل والفكر الغربى إلى شكل أكثر مصرية وأكثر التصاقا بالفكر المجتمعي.

تعد أعمال الفنان حجازى من أبسط وأعمق وأذكى الرسوم فى عالم الكاريكاتير المصرى والعربى بألوانه المبهجة وخطوطه القوية والبسيطة.

تميزت رسوم بهجت عثمان بالخطوط القوية والجريئة، فهو «بهاجيجو» أو بهجاتوس «رئيس بهجاتيا العظمى» كما كان يصف نفسه وهو فنان ذو رأى ومدرسه فى رسم الكاريكاتير السياسي.

 وفى فن الكاريكاتير والصورة الشخصية الكاريكاتيرية يضم المعرض عددا من الرسوم للفنان الرائد رجائى ونيس والتى تحمل طابع الخطاب التسجيلى حيث يخاطب فى عدد منها صديقه «كمال» ويجمع فيها بين الرسم والكتابة، يحكى فيها عن معايشته لزوجته «باربرا» بأسلوب متفرد ويحكى فيها عن متابعته لأخبار زملائه فى كلية النون الجميلة وحرصه على التواصل معهم.

تميزت أعمال الفنان الكبير «طوغان» بالخطوط الجرئية المختزلة وبتصديه للقضايا والهموم المجتمعية من خلال رسومه المنشورة على مدار عقود طويلة وخاصة فى جريدة الجمهورية علاوة على تفاعله الدائم والمنستمر مع مختلف أطياف رسامى الكاريكاتير فى مصر والعالم العربي.. يضم المعرض أيضا عددا من روائع الرسوم الصحفية للفنان الكبير جمال قطب والتى رسمها لمجلة «سمير» التابعة مؤسسة دار الهلال عام 1966 وتحمل اسم «عائدون» ويتناول فيها ملاحم وتضحيات الجيش المصرى فى رسوم متتابعة.