الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجمهورية الجديدة.. وجينات الهويَّة المصرية!

الجمهورية الجديدة.. وجينات الهويَّة المصرية!

من العجيب أن «بوصلة الإحساس الجمعى المصرى» لم تَخِبْ أبدًا فى رؤيتها ورؤاها الوطنية البحتة على مر العصور؛ ومنذ تشَّكلت على أرضها ملامح الدولة المصرية القديمة؛  ولم تخْبُ جذوة الانتماء والتوهج على مدى أحقاب الزمان المتعاقبة؛ ومنذ كتبت لنا سطور صفحات التاريخ  ـ قبل الزمان بزمان ـ عن أول كيان لماعُرف باسم «الدولة» و«الحكومة المركزية»؛ ويصل «المصرى القديم» إلى لغة التواصل بالعديد من طرق الكتابة المتطورة ـ ومنها الكتابة الهيروغليفية وهى ليست لغة كما يُشاع بالخطأ ـ كوسيلة للتفاهم والتواصل العلمى الذى أبهر العالم وترك لنا المعجزة الهندسية الكبرى المتمثلة فى بناء الأهرامات؛ وهى المعجزة التى تجمع بين ثناياها التفوق فى علوم الهندسة والفلك والطب والكيمياء والفيزياء وفنون الرسم والنحت بإزميل الجمال والخلود؛ وينسبها المؤرخون إلى عصر الملك «زوسر» احد ملوك الأسرة المصرية الثالثة.. والحديث يطول فى هذا المضمار. 



 ومن العجيب أيضًا أن تظل «بذرة الهويَّة المصرى» محتفظة بجيناتها الأصلية الأصيلة ـ حتى فى عصور الاضمحلال والتقهقر بفعل الغزاة من الهكسوس والبربر ـ ولم تفقد عناصر عصارتها الأساسية؛ ولم تُعط أسرار حياتها ونموها ووجودها إلا لقلوب ابنائها الشرفاء الذين استوطنت بذرتها فى جدار أرواحهم النقية المؤمنة بالخالق العظيم من قبل الرُّسُل والأنبياء والديانات؛ لتظل رمزًا وأيقونة لمن يقدسون ذرات حبَّات تراب الوطن؛ ولم ولن تخرج منها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!

تلك كانت مقدمة لا بد منها للتذكرة  لكل الأجيال المعاصرة والقادمة؛ ولإيماننا المُطلق بأن شهادة المعاصرين فى الصحف والأوراق أكثر ذاكرة للتاريخ من الإنسان، لذا يلزم التوثيق المستمر للواقع المصرى المُعاش؛ وضرورة الرصد الأمين لكل النجاحات المتتالية فى سنوات «جمهورية السيسى الجديدة».. وتبيان أثر جينات الهويَّة المصرية النقية فى تلك النجاحات التى تحيط بنا فى مناحى الحياة كافة؛ بداية من انتفاض ملايين المصريين، ليعلنوا أنه لا مكان بين جموعهم الثورية لمتآمرٍ أو متخاذلٍ أو عميل، وأنهم لايرتضون فى استكمال مسيرتهم إلا لمن له الولاء والانتماء الكامل لهذا الوطن بالقول والفعل! 

لقد أدرك رجالات مصر الأمناء على مقدرات الوطن؛ وفى مقدمة الصفوف رجالات القوات المسلحة بقيادة البطل المغوار الزعيم عبدالفتاح السيسى الذى نُعد أنه كان  ــ فى التوقيت المناسب ــ على موعدٍ مع القدر من حسن الطالع ؛ لمجابهة التحديات التى واجهت كيان الدولة فى عنفوان اختطاف مقاليد الحُكم بواسطة جماعات الإرهاب؛ تلك الجماعات المتسلقة المتمسحة فى عباءة الدين؛ وتأثيرها السلبى باللعب على عقول الجماهير ومفاهيمها الفطرية عن علاقة الدين بالسياسة وأساليب الحُكم، لتقوم القيادة الوطنية الواعية بتصحيح تلك المفاهيم التى استولت على عقول وأذهان البسطاء من جموع أهالى المحروسة والتعريف بأهمية تطبيق «الدستور» الذى استطاع بمواده العادلة التفرقة بين تطبيق حد السيف.. والقانون؛ لإنقاذ مايمكن إنقاذه فى تحقيق الأمن السياسى والعسكرى والاقتصادى والاجتماعي؛ من أجل الانطلاق نحو تحقيق المشروعات القومية المنشودة التى تحقق تماسك لُحْمَةْ ونسيج الوحدة الوطنية لرفاهية البلاد والعباد؛ ولا غرو أن نقول إن هذه النجاحات والمشروعات العملاقة التى نراها على أرض الواقع؛ لم تكن تتحقق إلا بقوة الجينات المتوارثة التى تسرى فى عصب وعروق وشرايين القلب المصرى الشجاع الذى ينبض مخلصًا بحب تراب هذا الوطن. 

وللمشاهد المُنصف أن يرى ـ بعين الحُب ـ أثر هذه المشروعات فى المجتمع المصرى وتأثيرها القوى فى ضبط إيقاع الحياة من جديد بعد عام من الغيبوبة التى جثمت على أنفاسنا بفعل اعتلاء شرذمة العملاء والخونة لسدة الحكم زورا وبهتانا ، فكانت الانطلاقة القوية بدءًا من: قناة السويس الجديدة ـ أنفاق السيارات أسفل قناة السويس وربط سيناء بالوطن الأم ــ تجديد شبكة الطرق والسكة الحديد والموانئ المصرية على الخريطة العالمية الاقتصادية لقناة السويس ــ إنشاء المدن الجديدة لمواكبة الزيادة السكنية والقضاء على العشوائيات ــ  الانتهاء من تشييد مليون وحدة سكنية لمواجهة الزيادة السكنية ـ تشييد المطارات الجديدة لخدمة مصر فى ثوبها الحديث ـ إنشاء مدن صناعية جديدة وحل مشاكل المستثمرين ــ التعمق فى الدراسات الخاصة بإحياء قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية مرة أخرى ــ الاهتمام بقطاع الرى والموارد المائية ـ عقد العزم على الاتجاه المُمنهج والمدروس لتحقيق النهضة التعليمية لمصر الحديثة ــ الاتجاه الجاد نحو تعميق التصنيع المحلى فى قطاع الإنتاج الحربى اهتمام الدولة بقطاع السياحة ــ  التوسع فى التنقيب عن البترول والغاز والثروة المعدنية ــ الاهتمام بقطاع الكهرباء والطاقة بصفته العصب المحرك لكل قطاعات الصناعة والزراعة ــ  قطاع الشرب والصرف الصحى ، وفى حال تحقيق الاستقرار فى أقل مدة زمنية ممكنة ، سوف تعود النتيجة الإيجابية على الأفراد لتحقيق التضامن والتضافر الاجتماعى؛ مع تضافر الوزارات السيادية للصحة والسكان فى تعضيد تلك المسيرة الوطنية؛ تلك المسيرة التى بدأت مع رجل المهام الصعبة الذى تحركه بكل الصدق والحب؛ تلك الجينات المصرية فى قلب هذا الرجل الوطنى ذى الرجاحة العقلية والفطنة.. الذى جاء ـ فى الوقت المناسب ـ على موعدٍ.. مع القدر! وياله من قدر انتشلنا من هوة سحيقة كنا فيها على شفا الذهاب إلى مصير لا يعلمه إلا الله بلاعودة.. حمدا لله على عطيته وجميل مقدراته لمصرنا المحروسة برعايته ورحمته.