ماكينزى.. وضبط النفس المصرى

تصريحات الجنرال ماكينزى قائد القيادة المركزية الأمريكية للإعلامية أمل رشدى على شاشة قناة النيل للأخبار ونقلته وكالات الأنباء العالمية عن التليفزيون المصرى لاقت اهتمامًا مصريًا شعبيًا وارتياحًا فى نفس الوقت باعتبارها إعلانًا عن تقدير موقف من البنتاجون لملف صعب يهدد الاستقرار الإقليمى كملف مثير للقلق كثيرا ومشكلة حقيقية ونبه إلى أن واشنطن ستستمر فى إيجاد حل يكون مقبولا لمصر وباقى الأطراف مع الاعتراف و الإقرار بأن مصر تمارس قدرًا هائلًا من ضبط النفس وهى تحاول الوصول إلى حل دبلوماسى وسياسى.

ويقينا.. مصر لا تمارس من ضبط النفس قدرا هائلا فقط.. وإنما تمارس قدرًا إعجازيًا من ضبط النفس بإدارة رفيعة المستوى من الرئيس السيسى اثبتت للعالم كله عدالة الموقف المصرى فى قضية سد النهضة بعد أن استغرقت عقدًا من الزمن فى مفاوضات وتعاملت بانفتاح ونوايا حسنة مع كل الأطروحات ولازالت للتوصل إلى اتفاق قانونى وملزم لعمليات ملء السد وتشغليه طبقًا لكل قواعد القانون الدولى والتأكيد على حق الجميع فى التنمية دون ضرر ولا ضرار، واحتفظت بحقها فى أن كل الخيارات مفتوحة امام التعنت الأثيوبى.

هذه الإدارة رفيعة المستوى من الرئيس السيسى بالحسابات الدقيقة والتنسيق مع كل المستويات فى الداوئر الدولية سواء فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وحشد الاصطفاف العربى وراء الموقف المصرى، واتباع كل الخطوات الدبلوماسية كما تقول مواثيق القانون الدولى، اضفى على كل الخيارات المصرية المفتوحة بأى نوع وأى شكل عند اتخاذ القرار شرعية القانون الدولى.

كخيارات مشروعة فى مواجهة عمل عدائى يضر بمصر ومائة مليون مصرى وجوديا ويهدد السلمين الإقليمى والدولى ويدفع الإقليم إلى حالة عدم استقرار كارثية، وبما جعل القوى الدولية المؤثرة تتبنى الموقف المصرى بحتمية الامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب وضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم.

وقد قال لى السفير الألمانى فى مصر سيريل نون قبل أيام عندما سألته فى حضور د.أشرف منصور رئيس الجامعة الألمانية: «إن ألمانيا تثمن من التحركات المصرية فى المنطقة والإقليم وإفريقيا وأن العلاقة الألمانية المصرية علاقة شراكة استراتيجية فى كل الملفات سواء فى غزة أو ليبيا أو إفريقيا وأن قضية المياه وسد النهضة فإن ما يسىء لمصر يسىء لألمانيا بالضرورة».

صحيح مصر تمارس قدرًا اعجازيًا من ضبط النفس