السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كل الطرق تؤدى إلى النجاح.. وصفة نفسية سلوكية للحياة بعد الثانوية

حالة من اليأس والإحباط  تسيطرعلى طلاب الثانوية العامة  كل عام مع ظهور النتيجة وقد يتطور الأمر إلى حد الإصابة بالاكتئاب والانهيار العصبى وهناك من تراوده فكرة الانتحار، لارتفاع طموحاته عن الواقع الفعلى حيث أحياناً تأتى النتائج بما لا تشتهيه التوقعات فيدخل الكثيرون فى نوبات من البكاء والاكتئاب.



تقول دكتورة ندى نبيل، أخصائى نفسى وتعديل سلوك، أن طلاب الثانوية العامة يقعون تحت ضغط كبير منذ بداية العام الدراسى ما بين ضغط المذاكرة من جهة وضغط الأهل من جهة أخرى  ولكن هذا العام كان مختلفا اختلافاً جذرياً بسبب فيروس كورونا الذى كان له أثار سلبية كبيرة على الطلاب من حيث عدم الذهاب إلى المدارس بالإضافة عدم ذهابهم للتنزه كى يقوموا بتفريغ الشحنة التى تكمن بداخلهم من ضغط المذاكرة.

وأضافت أنه يجب أن يدرك الطلاب أن النجاح ليس له طريق واحد، فهناك العديد من الطرق التى تؤدى له ولا يقتصرالأمر على تحقيقه من بوابة الكلية التى سيلتحق بها الطالب بعد الثانوية العامة، ويجب على كل طالب أن يرضى بما قسمه الله له، سواء حصل على مجموع كبير أو كان مجموعه متواضعاً حتى وإن لم ينجح، ووأوضجت أنه يلعب أولياء الأمور دوراً مهماً فى هذه المرحلة من حياة أبنائهم، لأن الوقاية من الانهيار أو الاكتئاب خير من الإصابة به، ويجب على الأسرة أن تتقبل نتيجة أبنائها بصدر رحب وألا يُشعروا من حصل منهم على مجموع ضئيل أنه أقل من أقرانه أو أن هذا يعنى أنه فاشل، فعدم حصول الطلاب على مجموع عال فى النتيجة ليس نهاية العالم بالنسبة له، بل يجب أن يقوم الأب والأم بتأهيل الطالب نفسيًّا لتقبل النتيجة أيًّا كانت.

وقالت ندى أن مجموع الدرجات لا يعنى مستقبل الطالب الحتمي، وأكبر دليل على هذا أنه يوجد أمامنا أمثلة حية فى جميع أنحاء العالم من الشخصيات الناجحة والمؤثرة فى الحياة ولكنهم أخفقوا فى الدراسة مثل بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت ومارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك وستيف جوبز مؤسس شركة آبل بالإضافة إلى مخترع المصباح الكهربائى توماس إديسون الذى عانى فى حياته العلمية ووصفه أحد معلميه بأنه شديد الغباء وغيرهم كثيرون، فنجاح الشخص يكون بذاته وليس فى الكلية التى يلتحق بها.

نصحت الدكتورة ندى نبيل، الطلاب بأن يكفوا عن التفكير فى الدرجات والمجموع فلا يمكن إعادة العام مرة أخرى، والأفضل من ذلك التفكير فى المستقبل وفى اختيار الكلية المناسبة وفقاً للمجموع وكيفية تنمية مهارات الطالب جنباً إلى جنب مع الدراسة الجامعية لتأهيله لسوق العمل فمن يريد النجاح لا يرتبط بمجموع بل يرتبط بالسعى والاجتهاد فى ما يحب لكى يحقق نفسه وذاته.

ونصحت الأهل والاصدقاء المقربين بأن يقوموا بتهدئة الطالب من خلال الخروج للتنزه أيًّا كانت النتيجة، وتقديم الدعم النفسى والمعنوى له.