الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
بناء الوعى الدينى

بناء الوعى الدينى

لا يختلف اثنان على أن بناء الوعى المجتمعى بالدين هو صمام أمان للحفاظ على أمن المجتمع واستقراره لاسيما وإن كثيرا من مجتمعاتنا ابتليت بمن يحرف لها فكرها الدينى تحت شعارات العصبة  والجماعة الدينية،  وما زلنا فى وقتنا الحاضر نعانى من آثار من انخدعوا بفكر تلك الجماعات الزائفة  بسبب ضحالة الوعى والثقافة الدينية.



ولا شك أن أى جهد يطلق فى اطار بناء الوع الدينى لابد وأن يقابل بالتحية والإشادة والدعم، خاصة أن مهمة البناء الفكرى بحاجة إلى جهد كبير، وتخصص على مستوى عال يستطيع مخاطبة جميع المستويات الفكرية فى مجتمعاتنا التى تعانى فقرا ثقافيا ودينيا.

وفى هذا الإطار نشير إلى قيام وزارة الأوقاف إلى إطلاق سلسلة تثقيفية للإسهام فى بناء وعى دينى مستنير، بدأتها بمقال لوزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة عن الجاهلية والصحوة وهما مصطلحان خطيران تم استخدامهما بصورة خاطئة من قبل جماعات الفكر المتطرف، وبسببهما وقع العديد من الشباب فى براثن هذا الفكر.

وكما أوضح وزير الأوقاف فإن مصطلح الجاهلية فقد حاولت الجماعات المتطرفة إطلاقه على بعض مجتمعاتنا المؤمنة المعاصرة ظلمًا وزورًا، سواء من جهة الشكل أم من جهة المضمون ؛ أما من حيث الشكل أو من حيث اللغة، فالجاهلية التى أُطْلقت على الفترة التى سبقت ظهور الإسلام، فهى ليست من الجهل ضد العلم، ولم يقل أحد إنها من الجهل نقيض الإيمـان؛ إنما هى من  الجهـل نقيض الحلم لا العلم. وأما من حيث المضمون، فمن يقول – مثلًا - عن مصر الأزهر، مصر المساجد والمآذن، مصر القرآن، مصر العلم والعلماء، مصر التى يدرس بأزهرها الشريف نحو مليونى طالب وطالبة، ويستضيف عشرات الآلاف من الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم لدراسة صحيح الدين، بلد يطوف علماؤه وأئمته مختلف دول العالم لتعليم، بلد يحتضـن القرآن الكريم وأهـله، ويكرم حفظته إنه مجتمع جاهلى، فلا يمكن أن يقول ذلك إلا حاقد أو حاسدًا أو جاحد، أو مأجور أو مستغل.

وعندما نقف عند حديث وزير الأوقاف عن الاستخدام الشكلى والمضمونى الخاطيء لمصطلح الجاهلية نكتشف أن دولا استطاع الفكر الظلامى ان يهز أركانها من خلال نشر فكرة الجاهلية على المجتمع المسلم، كى يبرر أفعاله الإجرامية، التى لا يعترف بها أى دين، بل يجعل  مرتكبها خارجا عن صحيح دين الإسلام ومخالفا لمنهجه.

أما عن مصطلح الصحوة لدى الجماعات المتطرفة والمتشددة، فكما يرى وزير الأوقاف فإنهم يحصرونه فى أمرين؛ الأول : الشكل والمظهر مهما كان المضمون والجوهر، والآخر: عدد أعضاء هذه التنظيمات.

ولا شك أن هذا  التحديد المتطرف لبعض المصطلحات الدينية  يؤدى بنا إلى انهيار حقيقى، فما معنى أن أحصر الصحوة الدينية فى ملبس بعينه بينما لا أخذ بأسباب التقدم، وما معنى أن نجعل  الصحوة مرتبطة بجماعات لا شان لها إلا بما تخدع به من حولها. 

وكلمة حق..  إن تحقيق الوعى الدينى الصحيح وبناء عقولا تفهم صحيح الدين يجعلنا نخطو خطوات صحيحة نحو مستقبل مشرق وآمن، فى ظل وعى وتطبيق صحبح للدين، بما  يدفعنا إلى ان نتقدم ونملك زمام أمورنا بأيدينا بعيدا عن تسلط الآخرين، فنحقق بتلك القوة الواعية احترام العالم لنا ولديننا بعيدا عن الشعارات الدينية الزائفة التى  لا طائل منها سوى دعم تيارات وجماعات تريد فرض سيطرتها على مجتمعاتنا لتنهار بعد ذلك صورة بلادنا وديننا أمام العالم.