الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التعليم.. من التخريب  إلى التطوير «10»

التعليم.. من التخريب إلى التطوير «10»

التعليم كان حاسمًا فى نصر أكتوبر، كما كانت الأمية والجهل هما أحد أسباب نكسة يونيو، تلك حقائق التاريخ  التى لا يجب أن نغفلها ونحن نحتفل بنصر أكتوبر العظيم، يجب ألا نتجاهل فى غمرة الزهو القرار الحكيم للقيادة العسكرية التى تم تكليفها بالتخطيط لإزالة آثار نكسة 67، بضرورة الاعتماد على المتعلمين من حملة الشهادات لأنهم أجدر وأمهر فى التعامل مع الآليات الحربية وأقدر وأكفأ على فهم الخطط والتكتيكات العسكرية، بعدما أدركت الدولة فى ذاك الوقت أن الأمية والجهل كانا ضمن أسباب النكسة، هؤلاء  الجنود من المتعلمين هم الذين أسهموا فى نصر أكتوبر العظيم بعد أن تخرجوا فى المدارس والمعاهد والجامعات فى خمسينيات وستينيات وبدايات سبعينيات القرن الماضى، أى الذين تلقوا تعليمًا جادًا متطورًا يشهد له الجميع حتى الآن، وليس غثاء التعليم الذى أحدث فوضى 25 يناير 2011م وما بعدها حتى انقشعت فى 30 يونيو، الفارق كبير ويتسع بحجم خطوط الطول والعرض بين أولئك الرعيل الذين حققوا نصرًا مستحيلًا وأسهموا فى نهضة العالم العربى، وبين هؤلاء الذين فعلوا بالدول العربية مالم يستطع الأعداء تحقيقه. 



عام دراسى جديد ينطلق نتمناه فارقًا بين عقود مضت أهدرنا فيها تريليونات الجنيهات فى تعليم مسخ هجين لا يقدم شيئًا، معظم مخرجاته تصطف فى طوابير طويلة للبطالة تمتد فى مصفوفات لا نهائية بدون تأهيل مهنى معتبر، تهرم وتشيخ وهى تنتظر فرصة عمل فى أغلب الحالات هى أشبه بإعانة بطالة، وبين مستقبل نرجوه يفرز لنا مخرجات أكثر تأهيلًا ومهنية وديناميكية، تمتلك قدرات عقلية وذهنية لديها القدرة على الأخذ بأسباب العلم، والتعامل مع أوجه التقدم والتعايش مع مظاهر الحياة الجديدة المليئة بالمتغيرات المتسارعة التى أصبحت سمة القرن الحادى والعشرين الذى يتميز بالتقدم العلمى السريع، والتكنولوجى المذهل فى جميع المجالات.

تعلم لتكون، تعلم لتعرف، تعلم لتعمل، تعلم لتتعايش مع الآخر، هذه هى أبعاد التعليم الأربعة التى حددتها وزارة التربية والتعليم لفلسفة منظومة تطوير التعليم بهدف الارتقاء بشخصية المتعلم وإعداده للحياة، والتى تتلاءم مع الاتجاهات التربوية الحديثة بهدف إكساب الطلاب المهارات الحياتية، والقدرة على مواجهة التحديات التى تواجه المجتمع المصرى والعربى والدولى، هذه هى فلسفة الخطة الاستراتيجية للتعليم التى تنبثق من رؤية مصر 2030م، وكذلك الخطة الاستراتيجية للتعليم العام 2014- 2030م، واللتين ركزتا على إتاحة مبدأ التعليم حق يكفله الدستور للجميع بجودة عالية دون تمييز فى إطار نظام تعليمى مؤسسى، كفء وعادل، ومستديم، ومرن يرتكز على المتعلم القادر على التفكير النقدى والإبداع والابتكار وحل المشكلات والتنافس فى مجالات العمل المختلفة، المعتز بذاته، المستنير، المسئول، الذى يحترم الاختلاف، الشغوف ببناء مستقبل بلاده.

فى الوقت الذى أتمت فيه وزارة التربية والتعليم استعداداتها لاستقبال الطلاب فى المدراس اليوم إلا أن الدروس الخصوصية لا تزال تنتشر فى ربوع مصر رغم بعض المحاولات الخجولة لغلق السناتر هنا أو هناك، للأسف عدد كبير من بارونات الدروس الخصوصية حولوا منازلهم إلى أوكار وبؤر للطلاب يتخفون فيها ويقدمون تعليمًا مشوهًا يزيد من أعداد الأمية، ويعمق من آفة الجهل بين أواسط طلاب يدفع أولياء أمورهم الكثير نظير تشويه عقول أبنائهم، وطمس هويتهم الثقافية، فالدروس الخصوصية ليست فى السناتر فقط إنما فى المنازل والبيوت، تملأ محافظات مصر من أقصاها إلى أقصاها، بكل أسف لا يوجد تعامل جدى من المحافظين باستثناء قلة قليلة تحركت مؤخرًا، متى يفهم هؤلاء أن التعليم أمن قومى؟، متى يدرك هؤلاء أن بعضًا من مكتسبات بارونات الدروس الخصوصية تذهب إلى تمويل شراذم الإخوان والإرهاب؟، من يقرأ فى اقتصاديات جماعة الإخوان وأخواتها من جماعات التطرف والإرهاب يعى ويدرك ذلك دون عناء.