الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أكتوبر المجيد بانتصاراته 2-2

أكتوبر المجيد بانتصاراته 2-2

ثم تغير اسم الخطة إلى «الخطة بدر» بعد أن تحدد موعد الهجوم ليكون السادس من أكتوبروبناءً عليها صدر «التوجيه 41» عن رئاسة الأركان المصرية الذى نظم عملية العبور.



وقد عملت هيئة عمليات القوات المسلحة منذ تكليف السادات للقوات المسلحة بالاستعداد للحرب، على أن يتم تحديد أنسب التوقيتات للهجوم وذلك بناءً على عدة عوامل منها الموقف العسكرى الإسرائيلى وحالة القوات المصرية والمواصفات الفنية للقناة من حيث حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه والأحوال الجوية، وذلك بهدف تحقيق أفضل الظروف للقوات المصرية وأسوأها للقوات الإسرائيلية مع مراعاة أن يناسب التاريخ الجبهة السورية أيضًا... 

وكان أفضلها شهر أكتوبر 1973

 **  لعدة أسباب منها:

أنه أفضل الشهور بالنسبة لحالة المناخ على الجبهتين المصرية والسورية، كما تجرى فيه الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التى تجذب لها أفراد الشعب، وبعد دراسة العطلات الرسمية فى إسرائيل حيث تكون قواتها المسلحة فى أقل استعداداتها وُجد أن يوم السبت - عيد الغفران - 6 أكتوبر 1973 م - 10 رمضان 1393 هـ هوالأنسب لأنه اليوم الوحيد فى السنة الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث، مما سيتطلب إسرائيل وقتًا أطول لاستدعاء الاحتياطى الذى يمثل القاعدة العريضة لقواتها المسلحة.

وفى يوليو1972 اجتمع الرئيس السادات مع رئيس المخابرات العامة ومدير المخابرات الحربية ومستشار الأمن القومى والقائد العام للقوات المسلحة لوضع خطة خداع استراتيجى تسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجى والتسليحى الإسرائيلى عن طريق إخفاء أى علامات للاستعداد للحرب وحتى لا تقوم إسرائيل بضربة إجهاضية للقوات المصرية فى مرحلة الإعداد على الجبهة واشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية تضمنت إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية، إجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة، إجراءات خداع ميدانية إجراءات خداع سيادية، تأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة، توفير المعلومات السرية عن القوات الإسرائيلية وتضليلها.

مثلت قناة السويس مانعًا مائيًا صناعيًا صعب العبور مما يمنع عبور الدبابات البرمائية، بالإضافة إلى ذلك أنشأ الإسرائيليون سدًا ترابيًا على الضفة الشرقية، وعلى طول هذا السد شيدوا خط دفاع أطلقوا عليه «خط بارليف».…

استندت خطة العبور إلى فتح الثغرات فى الساتر الترابى لإنشاء رءوس الكبارى وتسهيل عبور المشاة والمعدات والمركبات باستخدام فكرة بسيطة ولكن فعالة وهى التجريف بضغط المياه باستخدام المضخات ،للتغلب على النيران المشتعلة على سطح القناة, خطط لسد فتحات أنابيب المواد المشتعلة قبل بدء العمليات، مع ضرب خزاناتها بالمدفعية أثناء فترة تحضيرات المدفعية التى تسبق الهجوم، وانتخاب نقط عبور فوق اتجاه التيار لتفادى تأثير السائل المحترق. ولتدعيم المشاة العابرة إلى الضفة الشرقية بالذخيرة والمؤن لحين بدء عمل الكبارى, وبدأ نقل المعدات والأسلحة الثقيلة، تم تغيير الشدات الميدانية لجنود المشاة لتسمح بحمل أوزان كبيرة ولتسمح للجندى بالتحرك بيسر داخل أرض المعركة. وتم إمدادهم بعربات جر يدوى لحمل الذخيرة والمعدات ويمكن جرها بواسطة فردين ،كما زودوا بنظارات معتمة يمكن ارتداؤها لمواجهة الأضواء المبهرة التى تستخدم لإعاقة ضرباتهم. بالإضافة إلى سلم الحبال المستخدم فى البحرية المصنوع من درجات خشبية وأجناب من الحبال مما يسهل طيه وحمله ويمنع غوص أرجل الجنود وعرباتهم فى رمال السد الترابى…

تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر 1973 نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادى الرادارات الإسرائيلية.

واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيرًا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقى للقناة لإغلاق الأنابيب التى تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، ثم توقفت المدفعية ذات خط المرور العالى عن قصف النسق الأمامى لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثانى، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.

فى السابع من أكتوبر أنجزت القوات المصرية عبورها لقناة السويس وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.

وخلال هذا اليوم واصلت القوات المصرية بتوسيع رءوس كبارى فرق المشاة وسد الثغرات بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش. فيما قامت القوات الخاصة وقوات الصاعقة بتنفيذ ضرباتها المحمولة جوًا بمؤخرة القوات الإسرائيلية مما أرغمه على التحرك ببطء وحذر، كما تم تحسين الموقف الإدارى للقوات لإعطائها دفعة قوية لمعاركها التالية.

ونجحت مصر بمنظومة الدفاع الجوى المصرى، وتحريك حائط صواريخ الدفاع الجوى إلى قرب حافة الضفة الغربية للقناة، وتنفيذ عدة عمليات لعبور الشاطئ الشرقى للقناة داخل عمق سيناء.

عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة فى الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت  داخل سيناء..... انتهت الحرب وقد حقق الجيش المصرى هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، والتى نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضى التى سيطرت عليها فى حرب أكتوبر.