«الفراعنة» بين العظماء الـ 10 فى القارة السمراء

وليد العدوى
فاز المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم بهدفين مقابل هدف واحد على الجابون بملعب برج العرب فى الإسكندرية، ضمن الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات المجموعة السادسة الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم المقبل بقطر 2022، والتى حجز بطاقتها الوحيدة «الفراعنة» من الجولة الخامسة، بعد التعادل أمام الجابون فى لواندا بهدفين، إلا أن الفوز الأخير جاء بشكل غير مقنع على يد المدير الفنى البرتغالى كارلوس كيروش الذى أعاد للأذهان سريعًا الأداء الباهت فى عهد سلفه المدرب الوطنى حسام البدرى، حيث أخفق «الفراعنة» فى تقديم أداء قوى ومقنع قبل الدخول على المرحلة الختامية المجهولة فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولم يتحسن الأداء إلا بعد أن أشرك كيروش الثلاثى المهارى محمد صلاح ومصطفى فتحى وإمام عاشور قبل نهاية الشوط الثانى، وساهم ظهور صلاح فى إرباك دفاعات الجابون ومن واحدة سجل جيم ألفينا هدف الفوز لـ«الفراعنة» نيابة عن صلاح من تمريرة أفشة صاحب هدف الافتتاح من ضربة جزاء فى بداية اللقاء، ليظل الاداء المتواضع وغياب الاستحواذ سمة الفريق الوطنى مع كيروش وكأن شيئًا لم يتغير بعد اقالة البدرى، الذى رحل بعد جولتين.
لعب منتخب ليبيا دورًا محوريًّا فى تأهل الفريق الوطنى، بعد أن حقَّق بداية غير مقبولة من الشارع الكروى فى عهد البدرى الذى بدأ بفوز باهت على أنجولا من ضربة جزاء فى الإسكندرية، ثم تعادل خارج الديار بصعوبة على الجابون، الأمر الذى أسهم فى إقصاء البدرى من تدريب «الفراعنة»، ليتم التعاقد مع كيروش الذى حقق الفوز ذهابًا بهدف وإيابًا بثلاثية نظيفة أمام ليبيا، وبهذين الفوزين زاد كيروش فى أول ظهور له مع منتخب مصر رصيد «الفراعنة» إلى 10 نقاط؛ حيث تحول الفريق من وصيف المجموعة فى الجولتين الأولى والثانية إلى متصدر مع الجولتين الثالثة والرابعة بفضل الفوز على ليبيا، الذى تراجع إلى الوصافة بعد أن تعرقل أمام منتخب مصر بإيقاف رصيده عند ست نقاط، قبل أن تشهد الجولة الخامسة تعثرًا جديدًا بالخسارة أمام الجابون، ويتحول «فرسان المتوسط» إلى المركز الثالث، بينما تعادل «الفراعنة» فى أنجولا ليرتفع الرصيد عند 11 نقطة ومعها ضمان التأهل، قبل إضافة ثلاث نقاط جديدة بالفوز على الجابون.
يترقب «الفراعنة» حدث التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فى منتصف شهر ديسمبر المقبل، والذى سيسبق عمل القرعة الختامية لتحديد مباراتى الذهاب والإياب بين المنتخبات العشرة المتأهلة، ومقرر عملها يوم نهائى مونديال العرب فى قطر فى 18 ديسمبر المقبل، ليستعد كيروش بأجندته الخاصة للبطولة العربية أو مونديال العرب المقرر اقامته فى قطر خلال الفترة ما بين 30 نوفمبر الجارى وحتى 18 ديسمبر المقبل، واليوم الختامى يشهد إقامة القرعة بين العظماء العشرة فى القارة السمراء، بحيث تقام مباراة الذهاب فى أرض صاحب التصنيف الثانى، والإياب على أرض صاحب التصنيف الأول بين المنتخبات المتأهلة للمرحلة النهائية، حيث يلتقى المنتخبات العشرة بنظام الذهاب والإياب فى مارس المقبل لحسم البطاقات الخمسة عن القارة السمراء المتجهة نحو كأس العالم.
ضمن «الفراعنة» التواجد بين العظماء العشرة بجانب السنغال ومالى والمغرب والكونغو الديمقراطية وغانا، لتترقب القارة السمراء باقى المنتخبات الأخرى، على أن يتم بعد ذلك ترقب مفاجآت التحول فى التصنيف المنتظر فى منتصف شهر ديسمبر المقبل، والذى على أساسه سيتحدد الخمسة الكبار كفئة أولى، وهو ما يطمح فيه كيروش، كون المنتخب الوطنى على مقربة حيث يحتل المركز السادس إفريقيا، وظل البرتغالى كيروش يسابق الزمن، أملًا فى تحسين الترتيب العالمى لـ«الفراعنة»، ويحاول استثمار ما تبقى من مباريات رسمية فى رفع رصيده، بهدف احتلال المركز الخامس بدلا من نيجيريا، كون الأخير يسبق الفريق الوطنى مباشرة فى تصنيف «فيفا»، وتحتل مصر المركز 44 فى التصنيف الشهرى الأخير للمنتخبات بدلا من المركز الـ 48، وتحتفظ بالمركز السادس فى قائمة المنتخبات الإفريقية، بعد الفوز على ليبيا ذهابًا وإيابًا بهدف فى الإسكندرية وبثلاثية فى بنغازى، وارتفع رصيد مصر من النقاط إلى 1447.5 نقطة، بعد أن كانت 1434 نقطة خلال سبتمبر، لتصبح على بعد قرابة 30 نقطة من نيجيريا المصنفة فى المركز الخامس إفريقيا برصيد 1478 نقطة.
ولولا تعادل «الفراعنة» مع أنجولا فى الخارج، لوصلت مصر إلى 1462 نقطة فى تصنيف نوفمبر، بعد تحقيق الهدف بالفوز على الجابون، كما يراهن كيروش على حزمة الارتباطات الدولية وغير الدولية خلال الشهور الخمسة المقبلة، التى بدأت باستكمال التصفيات الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم، ومن بعدها بطولة مونديال العرب فى قطر، وهى غير مدرجة ضمن الأجندة الدولية، لكنه تضيف حال الفوز بمبارياتها نقاط أقل فى التصنيف على غير نظيرتها الرسمية فى تصفيات المونديال أولا ثم الأمم الإفريقية ثانيا، وتنطلق بطولة الأمم الإفريقية فى الكاميرون ما بين 9 يناير حتى 6 فبراير 2022، أى بعد إعلان قرعة المرحلة الختامية لتصفيات المونديال، على أن يكون شهر مارس شاهدًا على ختام التصفيات المؤهلة إلى المونديال بإعلان الخمسة الكبار عن القارة السمراء.
من بين استعدادات كيروش الفنية فى الفترة المقبلة، بعد الانتهاء من تصفيات المجموعات، التجهيز للبطولة العربية، التى سيخوضها عن المجموعة الرابعة أمام الجزائر والسودان ولبنان، حيث وضع كيروش مع جهازه المعاون تصورات مبدئية للبطولة، كما أنها لن تمنحه حق استدعاء اللاعبين الدوليين المحترفين، وهو الأمر الذى يتنافى مع طموحات كيروش الذى كان يمنى النفس فى الأيام المقبلة بزيادة رقعة المحترفين فى المنتخب وتجربة الوجوه الجديدة فى أكثر من مناسبة، لتثبيتهم وتغيير شكل وطبيعة الفريق الوطنى، خصوصًا فى ظل حالة عدم رضاه عن اللاعبين المحليين، إلا أنه بات مجبرًا على تغيير سياسته بشكل مؤقت، تمهيدًا للاستعانة بالمحليين فى البطولة التى يخطط لنيلها كهدية للمصريين، بحسب قوله لأعضاء الجهاز المعاون، كما سيفتقد كيروش فى البطولة العربية أيضا بجانب المحترفين للاعبى بيراميدز، بسبب تعارض أجندة مشاركتهم الإفريقية مع موعد البطولة، الأمر الذى يضيق الخناق على اختيارات المدرب فى الأيام المقبلة، ليتراجع كيروش عن أفكاره مؤقتًا بشأن خطوة تغيير جلد «الفراعنة» خلال الفترة المقبلة.