الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المايسترو أحمد أبو زهرة المستشار الفنى لأوبرا العاصمة الإدراية فى حوار لـروزاليوسف:

انتظروا مفاجأة كبرى فى افتتاح قاعة المسرح الكبير لدار الأوبرا 2022

افتتح رئيس الوزراء مصطفى مدبولى الأسبوع الماضى قاعة الموسيقى بدار أوبرا العاصمة الإدراية، التابعة لمدينة الثقافة والفنون، فى حضور عدد كبير من الفنانين والمسئولين والشخصيات العامة، قدم حفل الافتتاح للقاعة الجديدة أوركسترا أوبرا فيينا الفلهارمونى الذى أمتع الجمهور على مدار ساعة ونصف الساعة، تعد أوبرا العاصمة الإدراية أضخم صرح فنى وثقافى تم بناؤه مؤخرًا حيث تضم عددًا كبيرًا من المسارح التى تحمل تفاصيل دقيقة وجديدة فى أسلوب وتكنيك بنائها من الداخل يحاكى دورالأوبرا العالمية.. عن هذه التفاصيل والاستعدادات الجارية لافتتاح مسرح الأوبرا الكبير خلال عام 2022.. قال المستشار الفنى لدار الأوبرا الجديدة المايسترو أحمد أبو زهرة كان لنا حوار مع:



ما الفرق فى الهيكل البنائى لدار الأوبرا المصرية وأوبرا العاصمة الجديدة؟

أعتقد أن دار الأوبرا سنطلق عليها فيما بعد مصطلح الأوبرا القديمة، كما كان لدينا أوبرا واحترقت ونتذكرها بالقدم، ستصبح أوبرا القاهرة أيضًا قديمة، فعندما تم بناؤها بواسطة اليابان لم تبن كأوبرا حتى فى التسمية الأولى لها كان يطلق عليها المركز الثقافى التعليمي، تتضمن قاعات المسرح الكبير والصغير والمكشوف قاعة مفتوحة وأحجامها مناسبة لاحتياجنا وقتها, وبالتالى نظرًا لاحتياجنا لدار أوبرا، أطلقوا عليها اسم دار الأوبرا المصرية خاصة أن مسرحها كان من أفضل المسارح الموجودة, لذلك تم اعتبارها أوبرا.

هل تقصد أن هذا الطراز المعمارى لدار الأوبرا لا يتناسب مع شكل الأوبرا المتعارف عليه دوليًا؟

الطراز المعمارى شيء آخر، فالأمر لا يتعلق بالشكل الخارجي، لأن عادة الأهم فى تفاصيل إنشاء الأوبرا ما تحمله من مواصفات داخلية تتناسب مع مقاييس الأوبرا العالمية من الداخل، وليست مجرد مواصفات خارجية فقط، هيكل المسرح من الداخل مثل المواصفات الصوتية الكواليس «الباك ستيج»، غرف البروفات وغرف تغيير الملابس، بالإضافة إلى حجم معدات الإضاءة والصوت والمسرح وميكانيزم المسرح، كل هذا يحدد المواصفات الهيكلية للأوبرا، لكن الشكل الخارجى من الممكن تصميمه على الطراز العربى أو مودرن حسب توجه كل دولة، على سبيل المثال أوبرا عمان صممت من الخارج على الطراز العربي، بينما الأوبرا الجديدة هى مزيج بين الكلاسيكية الأوروبية والهوية المصرية من الداخل والخارج، أما التجهيزات الداخلية للمكان فى الحقيقة وصلت إلى حد الإعجاز.

ماذا عن تفاصيل هذا الإعجاز؟

ليس هناك الكثير من دور الأوبر فى العالم التى تحمل إمكانية أن يكون لديها خشبة مسرح ضخمة وبالتوازى تكون نفس مساحة الخشبة هى مساحة الكواليس، لأن المشروع مصمم للمستقبل لمئات السنين، وبالتالى التفكير أثناء التصميم كان بعيد المدى .

نريد وصفًا أدق للقاعات من الداخل؟

لدينا قاعة الدراما صممت للعروض الدرامية مثل المسرحيات, هناك مسرحيات سيتم تقديمها بهذا المكان، الذى صمم خصيصًا صوتيًا حتى يتناسب مع شكل وأسلوب التمثيل بالمسرح المتعارف عليه، بمعنى أن من يقف على المسرح يستطيع أن يصل صوته إلى آخر كرسى بدون ميكروفونات، وهذا ما كان معتاد سابقًا بالمسرح القومى ودار الأوبرا الخديوية، لكن لن نقدم عليه أوبرا كبيرة لأن صوت المسرح يختلف عن الغناء.

ما وجه الاختلاف؟

الأعمال الموسيقية نوع من أنواع الغناء المرتبط بالميكروفون بسبب نوع الآلات المستخدمة, هناك آلات لا يمكن أن تلعب بدون كهرباء، مع استخدام آلات حديثة, آلات كهربائية وغير كهربائية, صعب تقديم هذا الشكل من المسرح فى هذه القاعة لكن من الممكن تقديم موسيقى حجرة، لأن المسرح حجمه صغير يستوعب حوالى 680 كرسيًا وهناك حفرة للأوركسترا، من الممكن على سبيل المثال تقديم أوبرا صغيرة من عصر «الباروك»، أما بالنسبة لقاعة الموسيقى التى تم افتتاحها مؤخرًا فتحمل حوالى 1200 كرسى، المسرح مزود بإمكانيات كبيرة، يتضمن خمسة مصاعد داخل خشبة المسرح، فمن الممكن أن ترتفع الخشبة لأعلى، ومن الممكن أن تنخفض إلى أسفل، وقد يجلس الجمهور بشكل دائرى حولها، والعكس صحيح، هناك إمكانيات هائلة داخل هذه القاعة، استطعنا الحصول على آلة الأورجن وهى أكبر آلة موسيقية فى التاريخ، هذه الآلة تحاكى أصوات الآلات الموسيقية كلها بلا كهرباء، مثل الكمان، الفلوت، الأوبة الكلارينت، لم تكن موجودة فى مصر إلا فى قاعة سيد درويش ولسوء الاستخدام والإهمال أعتقد أنها تهالكت، إلى جانب وجودها فى بعض الكنائس، وبالتالى تم إعادة إحياء آلة الأورجن بقاعة الموسيقى، بجانب أجهزة الصوت والإضاءة، التى أعدت على أعلى مستوى، وتعتبر حلمًا لأى شخص يعمل فى مجال الموسيقى، وهذا التعليق سمعته بالحرف من المدير التقنى لأوركسترا فيينا عندما شاهد قائمة المعدات قال لى هذا حلم لأى تقنى يعمل بمجال الأوبرا فى العالم، هناك حسابات فيزيائية معقدة حتى يخرج الصوت بهذا الشكل كل تفصيلة فى القاعة محسوبة بدقة بدءًا من المقاعد للأقمشة، والجدران، ومستوى ميل الزوايا كل هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا فى ضمان جودة الصوت بالمسرح.

ماذا عن قاعة مسرح الأوبرا الكبير؟

لدينا قاعة أخرى صغيرة جدًا، وقاعتان فى مركز الإبداع, قاعة تجريبية تحاكى مركز الهناجر للفنون لكن بشكل متطور جدًا، يستوعب حوالى 120 متفرجًا، لدينا مسرح رومانى متوسط الحجم، هو مسرح صغير مفتوح بجانب بيت العود، لأن هناك مراكز تعليمية داخل مدينة الفنون، ثم مسرح الأوبرا الكبير يستوعب فى عروض الأوبرا  2200, بينما العروض العادية 2500 شخص، لأن المسرح به ميكانيزم يكبر ويصغر من خلال حفرة الأوركسترا، التى تعتبر من أكبر الحفر تستوعب 120 عازفًا، وعندما تهبط لأسفل تصعد مكانها مقاعد للجماهير، هناك بلكونتان على اليمين واليسار, وبلكونات متحركة بمبنى كبير حوالى ثلاثة أدوار، تتراجع هذه البلكونات بشكل آلى للخلف ليتم فتح المسرح من الأمام حتى تلغى فتحة المسرح التقليدية تمامًا وتتحول إلى ساحة كبرى لتقديم عروض سيرك وفاميلى شو!

ماذا عن كواليس المسرح الداخلية؟

هناك كواليس الموسيقيين, عدد كبير من الغرف لتغيير الملابس، حيث تم التفكير فى كل عنصر يعمل على خشبة المسرح، أن يكون لديه مكان وراء الخشبة للراحة والاسترخاء، تجهيزات الغرف تم تصميمها على أعلى مستوى من الفرش، تم التفكير فى أدق التفاصيل، لأن راحة الفنان من الداخل تؤثر بشكل إيجابى على جودة العرض، أما فيما يتعلق بالأوبرا من الداخل تتضمن 3 قاعات بروفات، تختلف مساحاتها، القاعة الكبرى أكبر من خشبة المسرح، والمتوسطة فى حجم خشبة المسرح، وقاعة صغيرة، القاعة الكبرى مخصصة لبروفات الأوركسترا، والمتوسطة للباليه.. قاعة لتدريبات الرقص، والصغيرة لتدريبات الدراما الحركية سواء للمسرح أو عروض الأوبرا، كما أن غرف الموسيقيين تحتوى على إمكانيات ومعدات كأنهم على خشبة المسرح، لأنها غرف تدريبات صوتية بالآلات، لدينا غرف تغيير ملابس وسويتات كاملة مثل الفنادق تمامًا، وهذا متعارف عليه فى كل مسارح العالم، لدينا غرف مجهزة للتقنيين ومهندسي الديكور، والملابس والإضاءة والصوت، مكاتب وغرف لتسهيل عملهم، بجانب مطاعم وكافتيريات للفنانين ومطابخ فى كل دور، فى الواقع هى مدينة مكتملة الأركان. تردد مؤخرًا وجود أكبر عدد من آلة البيانو بالأوبرا؟

هناك 76 بيانو، وتم عمل دراسة على كل الفراغات بمساحة الغرف، لأن كل غرفة تتطلب نوعية من البيانو مختلفة، تمت الدراسة حسب المساحة والغرض الذى سيتم استخدام البيانو خلاله، ففى جميع مسارح العالم البيانو مثل المقاعد، ليس هناك آلة موسيقية تلعب بدون بيانو، ولا يمكن لمغنى الأوبرا أن يتدرب بلا آلة البيانو، غرف تغيير الملابس بها بيانو، وبالطبع غرفة المايسترو أيضًا، كل هذه التفاصيل تمت مراعاتها بدقة حتى يحاكى المكان أى أوبرا فى العالم، كما لدينا مسرح مكشوف بعرض المسارح الثلاثة يستوعب 15 ألف متفرج للحفلات الكبرى والمهرجانات الفنية، هناك قاعة سينما ومركز الإبداع بنى داخله أكبر استديو صوت فى مصر، صممه مجموعة من المتخصصين فى تسجيل أفلام هوليوود.

هل سيتم تأسيس فرق خاصة بالأوبرا الجديدة؟

أتمنى بالتأكيد أن تتم هذه الخطوة، لكن هذا ليس قراري، هذا القرار متوقف على شكل الإدارة المالية مستقبلًا للمكان، كيف ستسير وعلى شكل هيكل البناء الداخلى له.

هل سيكون هناك تعاون مع دار الأوبرا المصرية؟

بالتأكيد وتم التعاون بالفعل فى مسرح الدراما جاءت فرق وموسيقيون من الأوبرا هذا المكان لكل المصريين.

كيف تم التعاقد مع أوركسترا فيينا الفلهارمونيك؟

حتى يتم التعاقد مع أوركسترا فيينا فى نوفمبر2021 ، لابد من النظر بالأجندة الخاصة بهم سنجد تعاقدات وخططًا لجولات الفريق حتى عام 2026 و2027، المايسترو الذى بلغ من العمر 80 عامًا يتعاقد على حفلات حتى سن الـ 86 ، بينما من حسن الحظ، بسبب الكورونا توصلت إلى معلومة بأن الفريق كان لديه تعاقدات على جولات من 2017 فى اليابان وكوريا الجنوبية والصين، اليابان وكوريا تعافيا سريعًا وقررا إقامة الحفل، بينما الصين اشترطت على الفريق أن يتم تلقيحه باللقاح الصيني، والفريق حصل على لقاح فايزر, وبالتالى رفض الفريق شرط الصين لأنهم اشترطوا عليهم مدة عزل أسبوعين حتى يتمكنوا من دخول البلد، وعلى هذا الأساس تم إلغاء رحلة الصين، وهى آخر خمسة أيام من الجولة، سمعت بالقصة فعرضت عليهم القدوم إلى مصر فى يونيو لافتتاح قاعة الموسيقى طلبوا منى صورًا للقاعة، وأكدوا أنه من المستحيل أن تنتهى فى نوفمبر لكن حاولت الوصول إلى اتفاق إذا لم تنته فى نوفمبر سوف نقيم الحفل بدار الأوبرا فى وسط البلد، لأن هذه فرصة لن تتكرر، وبالفعل تم افتتاح القاعة وذهلوا من سرعة الانتهاء من إنشائها.

إذن كيف رأيت النقد حول الاستعانة بأوركسترا أجنبى لافتتاح قاعة الموسيقى بأوبرا مصر الجديدة؟

 كما ذكرت فرصة تواجد أوركسترا فيينا حدث لن يتكرر، وكان لا يمكن تركه على الإطلاق عندما نفتتح قاعة مخصصة للموسيقى ونستعين بأكبر أوركسترا فى العالم هذا لا يقلل من شأن أحد فى مصر، على سبيل المثال أوركسترا فيينا كان لديهم تعاقد على افتتاح خمس قاعات فى دول مختلفة منها طوكيو التى تمتلك أسماء كبيرة فى مجال الموسيقى وأوركسترا طوكيو من أهم الأوركسترا فى العالم، اليابان متقدمة موسيقيًا للغاية، هل هذا يقلل من شأن الموسيقيين باليابان، ولم يخرج أحد باليابان بهذه التعليقات، كان لدينا هدف جبار لافتتاح القاعة لأن هذا الأوركسترا العظيم سيأتى إلى مصر, كنا نعمل 24 ساعة بالتبادل كل شفت 8 ساعات, أعتقد أن هذا يدعو للفخر, هذه صورة لمصر الجديدة والجمهورية الجديدة.

متى سيتم افتتاح قاعة الأوبرا الكبيرة؟

خلال 2022 لم يتحدد الموعد بعد، لكن سيتم الافتتاح بمفاجأة كبرى بعرض فنى ضخم، للمصريين والعرب وهذا العمل يتم التحضير له من سنوات.

فى رأيك هل سيكون المكان مقتصرًا على مجتمع العاصمة الجديدة نظرًا لبعد المسافة عن جمهور القاهرة؟

بالتأكيد فكرنا فى هذا الأمر وقمنا بعمل تجهيزات فنية، بالمسارح الثلاثة الرئيسية، لنقل الحفلات «لايف ستريم»، هذا الشكل غير موجود سوى بأوبرا فيينا وميلانو، سعينا لإدخاله فى مصر على ثلاثة مسارح، وهذا يعنى أننا نبنى استديو داخل المكان للتسويق والتسجيل  فى المستقبل ولن نحتاج إلى زحام المصورين والسيارات والكاميرات كما يحدث عادة، سوف يتم نقل الحفل لكل الناس، حتى يتمكن الجميع من المشاهدة، هناك خطة لعرض هذه الشاشات فى أماكن من أسوان إلى مرسى مطروح، تقدم كل ما يحدث داخل مدينة الفنون والثقافة لايف، سيتحول هذا المكان إلى مركز إشعاع ثقافى وفنى بجميع ربوع مصر، هناك أفكار عديدة، ورحلات وانتقالات أومسابقات بالانتقال والفوز بالحجز فى الفنادق لمتابعة المكان، هناك مخصصات للطلبة، وعلى سبيل المثال أقمنا ورشة لشباب الكونسيرفتوار مع أعضاء أوركسترا فيينا, فى اليوم الثانى جاء 70 شابًا وشابة يلعبون آلات مختلفة، كان لديهم تعطش غير طبيعى للاستفادة والتعلم، حتى أن الأوركسترا أنبهر برغبتهم فى التعلم والاستفادة منهم.