الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لأول مرة الكشف عن أسرار مومياء «أمنحتب الأول» بالأشعة المقطعية

ظلت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزى، حتى تم الكشف عنها مؤخرًا فى الدراسة العلمية التى نُشرت 28 ديسمبر 2021 فى مجلة فرونتيرز فى الطب السويسرية، للدكتور زاهى حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق، والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة.



واستخدمت دكتورة سحر سليم ود. زاهى حواس تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعى المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمى آمن، ودون الحاجة إلى لمس المومياء، فكشفت الدراسة المصرية لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية، بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها.

والملك أمنحتب الأول هو ابن الملك أحمس قاهر الهكسوس والذى تولى عرش مصر بعد والده وحكم البلاد لمدة 21 عامًا (من 1525 الى1504 قبل الميلاد فى الأسرة ١٨)، وتم العثور على مومياء الملك أمنحتب الأول عام 1881 فى مخبأ الدير البحرى الملكى فى الأقصر، حيث قام كهنة الأسرة الحادية والعشرين بإعادة دفن وإخفاء مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر.

وبعد نقلهم الى القاهرة، تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية وذلك فى الفترة ما بين ١٨٨١ و ١٨٩٦ عدا مومياء الملك أمنحتب الأول، فهى المومياء الملكية الوحيدة التى لم يتم فك اللفائف عنها فى العصر الحديث، وذلك حفاظًا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزى وبأكاليل الزهور الملونة.

فظل وجه صاحب هذه المومياء والمعلومات عنه حبيسة اللفائف وخلف القناع الملكى حتى كشفت عنها الدراسة العلمية التى نشرت مؤخرًا، حيث فحص العالمان المصريان مومياء الملك أمنحتب الأول باستخدام جهاز التصوير المقطعى المحوسب والموجود فى حديقة المتحف المصرى بالقاهرة، حيث استخدم العالمان المصريان التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية فى إزالة اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضى آمن بواسطة برامج الحاسب الالى وبدون المساس بالمومياء، فهذه التقنية تحفظ المومياء سليمة بدون لمس عكس الطريقة القديمة فى فك اللفائف بشك فعلى والذى كان يعرضها للتلف.

وأوضح الدكتور زاهى حواس أن هذه الدراسة نجحت ولأول مرة منذ أكثر من 3 آلاف سنة عن إزاحة اللفائف بواسطة الكمبيوتر عن وجه الملك أمنحتب الأول، والذى اتضح أنه يشبه بشكل كبير والده الملك أحمس الأول والمحفوظة فى متحف الأقصر.

كما حددت الدراسة بشكل دقيق عمر الملك أمنحتب الأول وقت الوفاة وقدرته بـ ٣٥عامًا، كما أنبأت الدراسة عن الحالة الصحية الجيدة للملك فلم تظهر أى أمراض أو إصابات بالمومياء تنبئ عن سبب الوفاة، وكشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة.

حيث اتضح أن وضعية تقاطع الساعدين على جسد مومياء الملوك (التى تسمى الوضعية الآوزيرية) بدأت بمومياء الملك أمنحتب الأول، فهذه الوضعية الآوزيرية لم تر فى من سبق الملك امنحتب الأول الملوك واستمرت بعده فى ملوك المملكة الحديثة. 

وأثبتت الدراسة أن المخ لايزال موجودًا فى جمجمة الملك أمنحتب الأول، فلم تتم إزالة المخ فى عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ أمون ورمسيس الثانى وغيرهما، حيث تمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط و راتنجات بداخل الجمجمة.

كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة فى الدراسة عن وجود ٣٠ تميمة فى داخل المومياء وبين لفائفها، كذلك عن وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من ٣٤ خرزة من الذهب، كما كشفت الدراسة التى قام بها الفريق المصرى الخالص عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء فى صناعة القناع الجنائزى للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه.