الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الثقافة الجنسية علم وحق مشروع لحماية أبنائنا

الثقافة الجنسية علم وحق مشروع لحماية أبنائنا

العلاقات ما قبل الزواج منتشرة فى المجتمع الغربى وممارسات جنسية قبل الزواج، أغلبهم يرون أنها علاقات جنسية خارج إطار الزواج هى حرية شخصية بينما الرافضون لهذه العلاقات يضعون مبررات كونها محرمة دينيًا والبعض الآخر يرفضون الإعلان عن الرغبة الجنسية أمام العامة.



أصبح إشهار العلاقة بين الذكر والأنثى بالزواج هو الشرط الرئيسى لممارسة الجنس، لكن فى الآونة الأخيرة تأزمت ظروف الحياة مما أدى إلى تأخّر سن الزواج و مما أدى إلى مشكلة كيفية التعامل مع الرغبة الجنسية.

فى المجتمعات الغربية وكثير من دول العالم تم حل الإشكال من خلال القبول أو غض النظر عن إقامة علاقات جنسية، كما سمحوا لمن تجاوز سن الرشد بأن يمر بعلاقات طبيعية عاطفية وجنسية حتى يلاقى الشريك الذى يشعر بأنه سيستمر معه فى باقى حياته.

المؤسسات الدينية والمدنية فى المجتمعات العربية ترفض هذه الحلول وتعتبرها انحلالًا، لكنها لن تتمكن من منع العلاقات السرية بين الجنسين بينما فى الدول المتقدمة تم السماح بالسكن المشترك بين الرجل والمرأة دون زواج، والتى يتحقق فيها شرط الإشهار والعلن، عند حدوث حمل فالوالدان معروفان، كما أن حقوق المرأة محفوظة حسب قوانين تلك البلاد كحق الزوجة تمامًا. رفض المجتمع العربى السكن بين رجل وامرأة إلى تحت مسمى زواج، مثل العرفى والمسيار والمتعة التى لن يتوفر فيها العامل الرئيسى للعلاقات المشروعة وهو الإشهار، كما تشترط هذه العقود بشكل مسبق تنازل المرأة عن حقوقها بالنفقة والميراث والسكن المشترك، بحيث تكون هذه العلاقات مجرد رخصة «دينية» لممارسة الجنس.

من مخاطر عدم إشباع الرغبة الجنسية تعرض بعض النساء لظاهرة التحرش فى الشوارع ووسائل النقل والأسواق والمنتزهات والمناطق الخالية، كذلك انتشار حوادث الاغتصاب والتى قد أصبح يشكّل خطرًا على حياة المرأة.

لوحظ أن بعض الأشخاص كانوا يكذبون عند سؤالهم عن أمورهم الجنسية و ينكرون مشاهدتهم لمحتوى جنسى لأنه يعدم قيمهم الأساسية وهذا النفاق للأسف يسبب الأزمة فى عدم إيجاد الحلول المناسبة للتغلب على مشكلة عدم إتمام العلاقات الجنسية.

يرى البعض أن الثقافة الجنسية لا تحتاج إلى تدريس أو تعليم بل تحتاج إلى آداب تتفق مع الدين، لأن الجنس ليس غريزة حيوانية بل أرقى الغرائز الإنسانية وتدريسه ليس مسئولية المُعلم فقط بل المدرسين كافة، فالعلاقة الجنسية المشروعة أتت لأغراض سامية تتمثل بتحقيق العفة والتحصين بين الأزواج بعيدا عن العلاقات الجنسية الآثمة والرغبة فى الإنجاب، أى أنه ليس الغرض منها المتعة واللذة فقط.

ما زالت المواد الدراسية تهتم بشرح الأجهزة التناسلية، وعندما يقوم المعلم بالشرح يشعر الطلبة والطالبات بالخجل، هذا يدل على أن ثقافة الحديث عن الجنس فى مجتمعاتنا العربية منعدمة، هذا الأمر يختلف فى المجتمعات الغربية، حيث هناك حصص تدريسية حول موضوع الجنس وكيفية تحسين العلاقة الجنسية بين الزوجين والمحافظة على الصحة الجنسية على حسب أعمارهم الدراسية، أى تكون المدارس ملزمة بتدريس مناهج تحذر من مخاطر المواقع الإباحية والمحادثات الجنسية والتحرش، لذلك يجب على مجتمعاتنا العربية تدريس الثقافة الجنسية، علما بأننا حاليًا وسط عالم الإنترنت والعولمة السوشيال ميديا.

بعض الدول اعتبرت الأفلام الإباحية بالإضافة إلى الكتب تساعد كثيرين فى شرح العلاقة الجنسية قبل الزواج، لكن السبب الأهم لمعاداة الأهل لمادة التربية الجنسية هو الخوف من أن تؤدى هذه الدروس إلى زيادة الجرأة لدى الشباب للقيام ببعض التجارب الجنسية فى سن مبكرة، ما يرونه ليس متناسبًا مع القيم الأخلاقية فى مجتمعنا العربى، على الرغم من أنها تحصد أكبر معدلات طلاق بسبب نقص الثقافة الجنسية بين الشباب، لرفض وزارة التربية والتعليم تدريس الجنس فى المدارس.

لعلاج هذه المشكلة ولكى نصل بأبنائنا وشبابنا إلى بر الأمان، يجب على الأسرة تثقيف أبنائها جنسيًّا لأنه يقع عليهم عبء المسئولية الأكبر.