
أ.د. رضا عوض
رمسيس الثالث
رمسيس الثالث أو رعمسيس الثالث، وهو الملك الثانى من ملوك الأسرة العشرين فى مملكة مصر القديمة، أبوه هو الحاكم ست ناختي، مؤسس الأسرة العشرين من الدولة الحديثة فى مصر القديمة، وأمه هى الملكة تى مرن إسى وزوجته هى الملكة إيزيس، عرفه الإغريق باسم (رامبسينيتوس). وصِف بالفرعون المحارِب بسبب استراتيجياته العسكرية والحربية، واعتُبر آخر ملوك مصر العظماء، لأنه استطاع أن يحمى مصر من غزو شعوب البحر، الذين تسببوا فى تدمير الحضارات والإمبراطوريات الأخرى المجاورة، وقد حكم مدة 31 عامًا. فى الفترة الزمنية من عام 1186 ق.م الى عام 1155 ق.م، فقد تولى الحكم بعد أبيه الملك ست ناختي.
قاد رمسيس الثالث عدة معارك، فكانت معركة الدلتا وهى أول معركة بحرية فى التاريخ، انتصر فيها المصريون عام 1175 ق.م على شعوب البحر الأبيض المتوسط، الذين أرادوا أن يغزوا مصر برًا وبحرًا وذلك بالقرب من سواحل الدلتا الشرقية، ثم توجه إلى الإمبراطورية الحيثية ليقاتلهم أيضًا وينتصر عليهم.
واستعاد رمسيس الثالث سيطرته على المناطق الآسيوية، واسترد سوريا جزئيًا، ومناطق شمال الفرات، كذلك كانت الحدود الليبية خطرة على مصر بسبب زحف السكان الليبيين الرُحّل الذين يعيشون فى تلك المنطقة الى مصر، وفى السنة الحادية عشرة من حكمه، تحرك الجيش الليبى ، وتوجه إلى ممفيس، وبالقرب منها وقعت معركة بينهم وبين جيش رمسيس الثالث، وانتصر فيها رمسيس الثالث وكانت أعداد الأسرى كبيرة، وقُدم الأسرى عبيدًا لمصر، ثم ذهب رمسيس تجاه ليبيا واستغل التمرد الحاصل فيها، ليحاربهم ويحصل على المزيد من الأسرى..
قام رمسيس الثالث بإصلاحات داخلية عديدة، حيث قضى على الفوضى العارمة فى البلاد بعد وفاة والده الملك ست ناختي، واهتم بإعادة تنظيم الإدارة، وتوقيع اتفاقيات السلام مع الحلفاء، وإعادة العبادة على الطريق الصحيح، والتخلص من الفساد الذى كان يفكك البلاد وقد أدت إصلاحاته إلى تحسن الوضع الاقتصادى بشكل ملموس فى مدة قصيرة.
من أبرز الإنشاءات فى فترة حكم رمسيس الثالث هى مُلحقات لمعبد الأقصر. مُلحقات لمعبد الكرنك. المعبد الجنائزى أو معبد رمسيس الثالث أو معبد هابو وهو أكبر المعابد الجنائزية، بُنى تخليدًا لذكرى رمسيس الثالث. معبد الرمسيوم. معبد الإله نوت. معبد الإله خونسو. قصر الهابو. المجمع الإدارى فى مدينة هابو.
وقد ذكرت اعماله العديدة إضافة إلى يوميات القصر الملكى فى عصر رمسيس الثالث فى بردية هاريس والتى بلغ طولها 45 مترًا والتى أمر بكتابتها ابنه رمسيس الرابع، خليفته المختار.
توفى رمسيس الثالث عام 1186 ق.م، عن عمر يناهز 63 عامًا، بعد تعرضه لمؤامرة قامت بها زوجته غير الرسمية ( الملكة تي)، ، لكى يكون الملك لابنها بنتاور، فأقنعت ابنها بتدبير مؤامرة لقتل والده، حتى يخلو له عرش مصر وسميت هذه المؤامرة بـ»مؤامرة الحريم»، ووجد أن هذه المؤامرة مسجلة على ورق البردى الموجود فى متحف تورينو بإيطاليا ، ومومياء رمسيس الثالث اكتشفها المنقبون عن الآثار عام 1886وفى عام 2012م، أعلن الفريق المصرى لدراسة المومياوات الملكية رسميًا عن حقيقة مومياء رمسيس الثالث، وأكد أنه قُتل بسكين حاد، تسبب فى جرح قطعى فى رقبته، وأن القاتل فاجأه من الخلف، إضافة إلى قطع إصبع قدمه بفأس، مما يوحى بأنه قد تعرض للهجوم من عدة أشخاص. ومقبرته (المقبرة 11)، هى إحدى أكبر مقابر وادى الملوك فى مصر الفرعونية. واعتُبره المؤرخون انه آخر ملوك مصر العظماء.