مشروع كاريوكى
منذ عدة أيام أعلن مارك زوكربرج صاحب ومؤسس شركة «ميتا»-فيسبوك سابقا- عن اطلاق مشروع كبير للذكاء الاصطناعى بعنوان «مشروع كاريوكى» Project CAIRaoke.
المشروع ببساطة مطروح للتطبيق فى الشكل للتواصل الاجتماعى ثلاثى الأبعاد المعروف بالميتافيرس، وهو تطوير كبير لتقنيات الذكاء الاصطناعى يمكنها من استكمال النواقص وتوقع القادم.
النواقص قد تكون فى شكل صورة غير مكتملة كما جاء فى البيان حيث تم عرض مجموعة من الصور غير المكتملة لعدد من القطط وأقول أن الصور لقطط من خلال قدرة عقلى البشرى على استكمال تلك النواقص من خلال مقارنة الأجزاء المتاحة بالصور المخزنة فى الذاكرة للقطط.
ليس هذا فقط ولكن يشمل المشروع أيضا القدرة على استنتاج وتوقع الجملة التالية فى أى حوار، تماما مثلما نستطيع أحيانا توقع الكلمة أو الجملة التالية فى أى حوار طبيعى ولكن هنا الأمر يختلف نوعا ما فلن يقتصر على الكلام المنطوق أو المكتوب بل سيشمل أيضا مقاطع الفيديو ولغة الجسد وتعبيرات الوجه لمستخدمى الميتافيرس وهو ما سيمكن هذا النظام من تكوين صورة متكاملة عن الشخص-الافاتار فى هذه الحالة- الذى نتحدث إليه، حيث يستطيع من خلال هذا المشروع التعرف على الحالة المزاجية والنفسية والعصبية وتوقع رد الفعل أو الجمل التالية فى الحوار وهو أمر فى غاية الخطورة فمساحات الإخفاء لتلك المشاعر والتعبيرات يقل كثيرا وستزيد مساحات التكشف والتعرى أمام تلك الأنظمة وأمام المستخدمين الآخرين.
يشمل المشروع أيضا تطوير لأدوات الترجمة بين اللغات والتى كانت مقتصرة حتى وقت قريب على عدد محدود من اللغات وصولا الى نحو 30 لغة ولهجة حاليا حيث تتم تلك العملية من خلال استخدام اللغة الإنجليزية كلغة وسيطة، فعلى سبيل المثال لكى تتم الترجمة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية فإن هذا الأمر يتم على مرحلتين الأولى من خلال الترجمة من الألمانية إلى الإنجليزية وتكون المرحلة الثانية من خلال الترجمة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية وهو إجراء يطول كثيرا ولا يعطى النتائج الدقيقة المطلوبة نظرا لاختلاف التعبيرات ودرجة دقة كل مرحلة على حدة.
بالرغم من تأكيدات مارك على أن تلك الأنظمة تتطور الا أنه أعلن وبكل فخر ان المنظومة الجديدة ستشمل مئات اللغات واللهجات من خلال الترجمة المباشرة بينهما دون استخدام اللغة الانجليزية فى المرحلة الوسيطة.
أشار أيضا إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى المجال الطبى وتحديدا مجال التصوير بالرنين المغناطيسى MRIحيث ستتم العملية فى زمن أقل بكثير من الفترة التى تستغرقها حاليا –تخفيض نحو 75% من الزمن المستغرق- وبالطبع استخدم اسلوب دغدغة المشاعر اخذا مثالا لطفل يتعذب داخل الجهاز لمدة ساعة للحصول على الإشاعات المطلوبة حاليا مقارنة بتخفيض تلك المدة إلى ربع ساعة فقط.
لايزال المستقبل يحمل الكثير والكثير من الابتكارات ومن الاخطار أيضا لذا يجب أن نستعد له جيدا.