الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شاكر ريهام وسليمان يشاركون فى مهرجان دندرة للموسيقى والغناء

أهالى قنا يغنون ويرقصون فرحًا داخل معبد «حتحور»

حميمة التواصل والالتحام بالجماهير، هكذا تفعل وزارة الثقافة بقيادة الدكتورة إيناس عبد الدايم التى نظمت مؤخرا الدورة الثانية من مهرجان «دندرة» للموسيقى والغناء، والحضور فتح مجانا للجمهور، لم تكن مجرد مجموعة من الحفلات الغنائية العادية بل كانت حالة نادرة من الاندماج والألفة بين الجماهير والفنانين فى مكان استثنائى داخل معبد «دندرة» بمدينة قنا بموقعه الساحر وآثاره الخالدة، شهد مجموعة من الحفلات الغنائية المتنوعة للفنان هانى شاكر، ريهام عبد الحكيم، ياسر سليمان، إيمان عبد الغنى، طارق العربى طرقان، فرحة وبهجة سيطرت على الحاضرين حيث توافد على أرض المعبد عدد لا حصر له من جماهير محافظة قنا لحضور الفعاليات.



لم تقتصر تلك الحميمة والألفة على جمهور المعبد وفنانى المهرجان بينما وداخل هذا المكان الأثرى العريق معبد «دندرة»، وبما يحتويه من آثار فرعونية مهيبة تآلف جمهور المحافظة مع هذا المكان الملهم البديع، بدت علاقاتهم به شديدة القرب والالتحام، وكأنهم جزء لا يتجزأ منه، تعامل أهالى قنا بحب ووله كبير مع صرح أثرى عظيم، وكأنهم أبناء هذا المعبد أو هم بالفعل أحفاد بناة هذا المكان، فأنت تلعب وترتع مفتخرا بميراث أجدادك دون خوف أو رهبة أو حرج، وذلك برغم حالة الرهبة والذهول التى تصيب كل من يأتى لزيارة وإكتشاف هذا المكان العظيم، تزول مع الحب وحميمية العلاقة بين المعبد وأهل بلدته تلك الرهبة يتواصلون مع المعبد العريق فى ألفة واعتياد غير مسبوق، يلعبون ويمرحون فى انتظار حفلات المهرجان ثم يصرخون مهللين فى استقبال الفنانين.

مشاهد متنوعة لفرحة وولع ولهفة الجماهير على سماع الموسيقى والاندماج معها بما حفظته الذاكرة من أعمال هانى شاكر وأغانى التراث وأعمال الكرتون لطارق العربى طرقان ينشدون مرددين فى متعة وانسجام، شيء يدعو للفخر الكبير مشاهد الزحام والتمايل بالرقص والغناء بين جماهير المحافظة على اختلاف خلفياتهم وعقائدهم الدينية شارك الجميع بحب وتواد أثناء الحفلات لم يمنعهم شىء من الانطلاق والابتهاج لم يحسبوا حسابا لأى مرجعيات دينية أو اجتماعية أو تقاليد ثقافية ربما كانت من قبل تمنعهم من الرقص والغناء على استحياء، مما يوحى بمدى الأثر الطيب والكبير الذى تتركه الموسيقى فى نفوس مستمعيها، معها تزول الفروق الثقافية والاجتماعية وتمحى خلافات العقائد الدينية.

بالطبع انتهز المهندس محمود حجاج الفرصة كعادته، ليمنحنا لمسات جمالية يبرز معها شموخ وعظمة هذا المكان فى تصميم وتنسيق خشبة المسرح داخل المعبد، رؤية فنية ثاقبة التحم فيها المسرح بمعبد دندرة وكأنه جزء لا يتجزأ منه، تفرد حجاج فى اختيار وتصميم مسرح على جغرافيا المكان البديع أظهرت وأبهرت الحاضرين فى شكل وتوزيع المسرح والشاشات وطريقة إنارته بحيث أبرزت مواطن الجمال والعظمة فيه، خاصة أثناء التصوير التليفزيوني، بدءا من اختيار موقع المسرح الملاصق لبوابة المعبد وانتهاء من تصميم الإضاءة وابعاد الرؤية للجماهير، استغرق بناء المسرح وتصميمة على تشكيل المعبد الأثرى ثلاثة أيام متصلة عن تفاصيل البناء قال المهندس محمود حجاج فى تصريحات خاصة:

دائما يأتى اختيار وضع المسرح بشكل المعبد بحيث يكون هناك علاقة بينه وبين العمل الفنى وكذلك يتم تصميم ارتفاع المسرح حسب طريقة وضع المقاعد وتحديد زوايا الرؤية أثناء جلوس الجمهور، فى دندرة الارتفاع كان 140 مترا بينما فى ابيدوس 160 مترا، وبالتالى تصميم المسرح له علاقة بالمشاهد وكيفية جلوسه، كذلك لابد من وضع فى الحسبان اتجاه الهواء وأماكن وضع الصوت والإضاءة لها دور كبير لأن هذه المعابد لا تحتوى على إنارة مثل الكرنك وأبو سنبل.

 ويضيف.. تصميم مسارح الحفلات داخل المعابد تختلف عادة عن تصميم مسارح عروض الأوبرا أو الباليه، فإذا كنا سنقدم أوبرا عايدة أو عرض باليه أو اوركسترا كبير بالطبع ستكون هناك حسابات أخرى فى التصميم، لأننا نراعى فكرة احتواء هذه الأعمال على دراما، فمن الضرورى أن يصمم مسرح مناسب للدراما المقدمة، وبالتالى تصميم مسارح لعروض درامية أصعب من الحفلات الفنية لأننا نحتاج إلى معدات إضافية، كذلك فكرة السيطرة على المسرح الخارجى مختلفة عن المسرح المغلق، المعبد له مستويات متعددة ويكون ضخما أكبر من المسرح العادى بنسبة كبيرة، دندرة له مستويات متعددة ومستوى الأعمدة والبوابة والسور على اليمين واليسار المستوى الثانى المعبد نفسه والخلفية لابد من تصميم المسرح بحيث يظهر من كل جزء فيه مستويات المعبد، كذلك طريقة وأسلوب توزيع الأجهزة والمعدات الكهربائية، كما لابد من وضع احتمال انقطاع التيار الكهربائى تكون هناك مولدات احتياطية كى يتم تدارك الموقف سريعا.

   ويقول.. هناك غرف ملابس فى الخلف وكواليس للفنانين حتى يقوموا بتغيير ملابسهم داخلها قبل الصعود على خشبة المسرح فنحن نبنى مسرحا متكاملا وغرفا للمجاميع والعازفين والسوليست، فى المسرح الخارجى نعمل خارج نطاق الحائط الوهمي، فى المعبد ترين قطعة نحتية فى كل اتجاه ولا أحد يوجهك فى الرؤية على العكس الجمهور يرى كل شىء من كل الزوايا بشكل حر، بينما فى المسرح العادى عادة حجم الخشبة يتحكم فى الرؤية المحدودة للمكان الذى نجلس داخله ففى المسرح أكبر مسرح طوله وعرضه من 20 إلى 22 مترا بينما فى المسرح الخارجى المسألة أوسع وأرحب بشكل مضاعف كذلك التصوير بالكاميرا يكون مفتوحا وأفضل فى الخارجى لأنه يستطيع تصوير كل جماليات المعبد من أعلى، كذلك تحديد زوايا الرؤية للجمهور شىء مهم للغاية كلما عدنا للخلف أضع شاشة بحيث يتيسر على الجمهور المشاهدة والاستمتاع بحضور الحفل بشكل كامل حتى يسمع جيدا من كل مكان ويشاهد الفنان ويتواصل معه على المسرح من خلال الشاشات مهما بعدت أماكن جلوسه وبالتالى يكون حضور الجميع الحفل بشكل حقيقى.

  افتتح المهرجان بالإنابة عن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف الداودى محافظ قنا، الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا، الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الفنان هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة الإعلامى الكبير فهمى عمر وممثلو الازهر والكنيسة وعدد من اعضاء مجلسى النواب والشيوخ والقيادات التنفيذية بالمحافظة مع 7000 مشاهد من ابناء قنا والمحافظات المجاورة مثلوا البطل الحقيقى لمشهد الافتتاح، وكانت قد وجهت عبد الدايم الشكر للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لمهرجان دندرة الثانى للموسيقى والغناء، وقالت انه مشروع جاد يجسد احد مسارات الدولة للاهتمام بالصعيد وتحقيق العدالة الثقافية من خلال نقل الفنون الجادة والهادفة الى الجنوب باعتبارها القوى الناعمة وأداة فاعلة لتطوير المجتمع وتنمية الوعى، واضافت أن الدورة الثانية منه تأتى كنموذج للتعاون بين مؤسسات الوطن حيث تشاركت وزارة الثقافة مع وزارة السياحة والاثار ومحافظة قنا لإيقاد شعلة التنوير على قطعة من ارض مصر ظلت على مر التاريخ موطنا لرموز واعلام نجحوا فى اثراء مختلف مجالات الحياة، وأكدت ان الفعاليات والانشطة المتنوعة التى تحتضنها المواقع التاريخية تجسد فكرة السياحة الثقافية والفنية وتبرز وجها مختلفا للحضارة المصرية الخالدة التى شيدها المصريون القدماء منذ الاف السنين وما زالت تبهر شعوب الارض بعظمتها وتنوعها حيث ضمت مفرداتها ألوان إبداعية ملهمة تكونت من العلوم والعمارة والفنون والثقافة لتعبر عن طبيعة الهوية المصرية المتميزة وتعطى السبق لابنائها على مر الازمان وتثبت أن الإبداع مفتاح الحياة وسر التطور والتقدم، وأوضحت أنه خلال الفترة القادمة وبالتنسيق والتعاون مع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار ستشهد المواقع التاريخية والاثرية مجموعة من الفعاليات الابداعية المتنوعة التى تعد سلاحا فاعلا فى معركة الثقافة ضد الابتذال والتعصب وتؤكد ان الفكر والفن من العناصر الفاعلة لاستكمال عملية التنمية، كما تمنت ان يصبح مهرجان دندرة مهرجانا دوليا يليق بقيمة مصر التراثية والحضارية.

افتتح فعاليات المهرجان الفنان هانى شاكر وقدم الحفل الاعلامى حسين حسنى واستهلت فعاليات الافتتاح بعرض لفن التحطيب قدمته فرقة قنا للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة فى ساحة المعبد، بعدها قوبل امير الغناء العربى هانى شاكر بحفاوة بالغة وتألق امام معبد حتحور بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمى بباقة متنوعة من اعماله الشهيرة التى تفاعل معها الجمهور وردد كلماتها كما رفعت أعداد منهم علم مصر.

واختتمت الفعاليات بحفل مبهر لطارق العربى طرقان تضمن مجموعة من المؤلفات الخاصة بتترات اعمال الرسوم المتحركة الشهيرة.

 يذكر أن مهرجان دندرة الثانى للموسيقى والغناء أقيم بالتعاون بين كل من وزارتى الثقافة والسياحة والآثار ومحافظة قنا ونظمته دار الأوبرا وضم 3 حفلات احياها على التوالى كل من امير الغناء العربى هانى شاكر، ريهام عبد الحكيم ونجمى الاوبرا ياسر سليمان وايمان عبد الغنى، طارق العربى طرقان وابنائه، وبعد هذا النجاح تستكمل الوزارة مسيرتها بالمحافظات حيث افتتح أمس الخميس بمحافظة سوهاج فعاليات الدورة الأولى من مهرجان «ابيدوس» للموسيقى والغناء فى الفترة من 10 حتى 12 مارس الجارى، حيث أكدت عبد الدايم ان رايات التنوير تشمل كل ربوع مصر باعتبارها احدى مفردات التنمية التى تعزز بناء الانسان، وأضافت أن مهرجان ابيدوس للموسيقى والغناء يعد الأول من نوعه بمحافظة سوهاج ويأتى كنموذج للتعاون المثمر بين مؤسسات الدولة.