شفت كارير
مع عدم ارتياحى لاستخدام الكلمات الإنجليزية كثيرًا فى محادثاتنا اليومية، أو فى تواصلنا المكتوب من خلال شبكات التواصل الاجتماعى والذى بات أمرًا منتشرًا بصورة كبيرة لأسباب عدة منها التباهى والاستعراض ومنها أيضًا أن بعض المصطلحات باللغة الإنجليزية تكون قصيرة مقارنة بمثيلاتها باللغة العربية، أو أكثرها قبولًا عندما لا يوجد مصطلح عربي مكافئ.
يشمل التباهى والتغريب مانراه أيضًا فى سلوك بعض الأهل عند إلحاق الأبناء بالمدارس الدولية والفخر بعدم قدرة الأبناء على الفهم والتحدث باللغة العربية على الإطلاق وأن مدرس الفصل لا يتحدث بالعربية على الإطلاق وهو ما يساعد فى تفاقم تلك الظاهرة بالإضافة إلى مستوى اللغة العربية للأجيال الجديدة والذى يظهر فى كتاباتهم القصيرة على شبكات التواصل الاجتماعى أو فيما يكتبونه من مقالات فى الصحف والمجلات ونلمس معاناة العاملين فى صالات التحرير لمحاولة معالجة العبارات المكتوبة والعودة بها إلى البلاغة المفقودة والتى لا يعرف الكثيرون عنها شيئًا.
المشكلة الأكبر عندما يتم تداول كلمات باللغة الإنجليزية للتعبير عن أمر مختلف تمامًا عن استخدام الناطقين بتلك اللغة لها والأعجب أن نجد اتفاقًا غير مكتوب على هذا الاستخدام الخاطئ بل ورفض استخدام التعبيرات المناسبة وهو ما يحدث ليس بين من هم ليسوا ملمين بتلك اللغة فقط بل قد يصل الأمر إلى أن يرضخ العارفون إلى استخدام تلك المصطلحات الخاطئة لمجاراة الآخرين و لاستمرار التواصل معهم.
من الأمور الأخرى العجيبة هو استخدام المصطلحات المناسبة ولكن يتم إعادة ترتيب-أو فلنقل إعادة عدم ترتيب-الكلمات بصورة تدعو إلى الأسى مثل أن يتحدث أحدهم عن أنه يرغب فى عمل نقلة أو تغيير فى مساره المهنى فبدلًا من أن يصف ذلك بأنه Carrer shift فإنه ينطقها بصورة معكوسة قائلًا Shift Career ويكتبها شفت كاريير ونجدها منتشرة و مستخدمة من قبل الكثيرين ولهذا دلالة خطيرة على أنه لم يقم أى منهم بالبحث عن أصل المصطلح باللغة الإنجليزية و كيف يكتب وينطق وهو أمر بسيط جدًا لن يكلفهم أى شيء فمحركات البحث متاحة و من خلالها أيضًا يمكنك الاستماع إلى كيف يتم نطق تلك الكلمة أو هذا المصطلح؟.
أتذكر عند بدايات دخول الإنترنت إلى مصر أن جاءنى أحد الزملاء سائلًا عن كيفية عمل بيدج هوم Page Home له و أتذكر فى هذا التوقيت كم الاستغراب والدهشة وعدم القدرة على فهم المقصود عندما طرح على هذا السؤال والمجهود الذى استغرقته لكى أتعرف فى النهاية على مبتغاه وهو طلبه لعمل صفحة شخصية على الإنترنت له وهى ما نطلق عليها Homepage وليس بيدج هوم كما كان يسأل.