الملك خفرع
جمعنى لقاء منذ عدة أيام مع صديق عزيز من الخبراء السياحيين لم نكن قد التقينا منذ سنوات نتيجة الانشغالات المتبادلة وبعد أن تحدثنا لدقائق عن الأحوال واطمأننا على الأمور الصحية وخلافه انتقلنا بالحديث عن المشروعات القومية الجديدة, ومنها بالطبع المتاحف والمناطق السياحية, وهنا وجدت صديقى القديم قد انفرجت أساريره, وبدأ فى وصلة شرح للحضارة المصرية القديمة كانت فى غاية الامتاع.
لا أنكر أن العديد من أسماء الملوك القدامى لا أستطيع أن أتذكرهم الآن بالرغم من أن صديقى كان يتحدث عنهم وكأن تاريخ مصر الفرعونية قد انتقل إلى عصرنا الحالى أو كأننا قد انتقلنا عبر آلة الزمن إلى هذا الزمن البعيد، وباسترسال الحديث وجدته قد قام بوضع يده فى جيبه وأخرج ورقة نقدية فئة العشرة جنيهات وأعطانى إياها متسائلًا عن اسم التمثال الموجود فى الخلفية، والحقيقة أننى قد بحثت عن الاسم أسفل الصورة ولكننى لم أجده مكتوبًا, وهنا عاجلنى قائلًا إن هذا هو تمثال الملك خفرع أهم تماثيل وكنوز متاحف العالم أجمع.
دققت النظر فى التمثال مرة أخرى وهو بالمناسبة تمثال جانبى فوجدت طائرًا خلف رأس التمثال يحوطه بجناحيه, وهنا حاولت أن استخدم بعض المنطق للتعرف على هذا الطائر وبالفعل كان هو الإله حورس- إله الشمس عند قدماء المصريين.
بالطبع سألته لماذا تعتبر هذا هو أهم التماثيل على الإطلاق, وهنا عاد إلى الاسترسال والشرح مرة أخرى حيث أفاد بأن هذا التمثال مصنوع من مادة الديوريت الأخضر شديدة الصلابة ربما تأتى بعد حجر الماس فى درجة صلابتها وهذا يوضح كم الإعجاز فى النحت ويفتح تساؤلات لا توجد إجابة لها عن نوع الحجر المستخدم فى تلك العملية, وأشار أيضًا إلى أن ارتفاعه 168 سم وأنه قد عثر عليه فى معبد الوادى للملك خفرع بالجيزة وهو موجود حاليًا فى المتحف المصرى القديم بالتحرير.
تأتى عبقرية التمثال أيضًا من أن الناظر إليه من أى من الجانبين سيرى الإله حورس, ولكن عند النظر إليه من الأمام فإنه سيرى وجه الملك خفرع فقط وهذا نوع من أنواع الإعجاز الفنى فى مجال النحت, بالإضافة طبعًا إلى ما سبق الإشارة إليه من صلابة الحجر والإعجاز فى النحت الذى ربما لا يتم حاليًا إلا من خلال تقنيات حديثة كالليزر مثلًا.
عدت إلى المنزل وارتديت نظارة القراءة ومن بعدها استخدمت نظارة معظمة للبحث عن اسم الفرعون على العشرة جنيهات فلم أجده ووجدت أن هذا أمر متكرر فى باقى العملات الورقية أيضًا.